تلخيص كتاب الأغاني
كتاب الأغاني من تأليف الكاتب أبي الفرج علي بن محمد بن أحمد بن الهيثم، والملقب بأبي الفرج الأصفهاني، ولِد في أصفهان، والتي هي إيران حاليًا عام 897 ميلادي، كان أبوه يُنسب لأخر خلفاء بني أمية وهو مروان بن محمد، تميز أبو الفرج بأنّهُ أحد أعلام الأدب العربي في القرن الرابع هجري، انتقل إلى بغداد وتلقى العلم من كبار العلماء.
كتب الأصفهاني العديد من الكتب ومن أهمها القيان، ومقاتل الطالبيين، والإماء الشواعر، وكتاب الأغاني، والذي كان موضوعه الرئيسي يتحدث عن الأغاني في مجلس الخلفاء، إذ قام أبو الفرج بجمعها في كتاب واحد، ونسب كل شعر إلى قائلهِ، وذكر صاحب اللحن، واسم من غناه.
وترجم للشاعر وعرض نماذج من شعره، وقد بلغ عدد الذين ترجم لهم من الشعراء أربعمائة وستة وعشرين شاعرِ من العصور الجاهلية، والإسلامية، والأموية، والعباسية دون التزام بترتيب زمني.
ومن الجدير بالذكر أنّهُ تم تأليف كتاب الأغاني في خمسين عامًا، وعندما انتهى من كتابتهِ قدمهُ هدية لسيف الدولة الحمداني، وقدم الحمداني ألف دينار مقابل الكتاب، فلم يعجب الأصفهاني ما أهداه سيف الدولة وقال: لقد قصر سيف الدولة، وإنه ليستحق أضعافها.
يُعدُّ كتاب الأغاني مرجعاً لكل باحث؛ لأنّهُ يضم موسوعة كبيرة من التاريخ العربي، والأدب، والموسيقى، والنقد، إضافة لوجود معلومات وافية عن مدارس الشعر والغناء، وتراجم للشعراء والمغنين والموسيقيين، وشعرًا، ونقدًا للشعر، وصورًا عن الحياة الاجتماعية للعرب في الجاهلية، وأخباراً طريفة عن الملوك.
سبب تسمية كتاب الأغاني للأصفهاني بهذا الاسم
يعود السبب الرئيسي بتسمية الكتاب بالأغاني لما يحتويه من عدد كبير من الأغاني والأصوات العربية، وما يتبعها من نصوصها الشعرية وألحانها، وتجدر الإشارة أنّ الكتاب بنيّ على مائة صوت، كان قد أمر الرشيد مغنيه الخاص إبراهيم الموصلي أنّ يختارها له، وضمَّ لها أبو الفرج الأصوات التي زيدت للخليفة الواثق وما اختاره لنفسهِ من أصوات من مصادر متعددة، مع المحافظة على نسب كل ما ذكرهُ في كتابهِ إلى قائلهِ، سواء كان شاعرًا أو ملحنًا، وقد حرص الأصفهاني على ذكر كل ما يتعلق من طريقة إيقاع وغيرها، وتناول موضوعاته بالشرح والبيان، والتخليص والتفسير، وإيضاح الغريب، والإعراب، وما يتعلق بالشعر من عروض وغيره.
موضوعات كتاب الأغاني للأصفهاني
كتاب الأغاني هو كتاب موسوعي جمع عدداً من الفنون، إذ تناول الأصفهاني موضوعات عديدة، من أهمها ما يلي: الأدب، والغناء، والتفسير، والحديث، والمسامرات، وأحوال لسراة الناس من خلفاء وأمراء ووزراء، والشعر، وكانت بداية كتاباتهِ للشعر في العصر الجاهلي، ثم في العصر الإسلامي، والعهد الأموي، ومنتهيًا بالعباسي في عهد الخليفة العباسي المعتضد بالله.
منهج الكتابة في كتاب الأغاني للأصفهاني
اتبع أبو الفرج الأصفهاني في كتابهِ الأغاني منهجًا هو الابتداء بذكر الصوت الذي اختاره، والشعر المتعلق به، ثم الاستطراد إلى ذكر أشعار أخرى تحمل نفس المعنى، ويتحدث عن المناسبة التي قيل فيها الشعر، وقد تطرق الأصفهاني إلى ذكر الأنساب وأخبار القبائل الأخرى، وقد شكل هذا الأمر ظهور فتن طائفية أو مذهبية، وتجدر الإشارة أنّه اهتم بالسند في رواياتهِ واعتبره الأساس في ذكر أي رواية أدبية.
ويعُّد كتاب الأغاني المرجع الأساسي لتاريخ الغناء والمغنين في القرون الثلاثة الأولى، مع التركيز في تصوير الحياة اللاهية في المجتمع البغدادي في وقته، والابتعاد عن الجانب الجادَّ الإيجابي، وجعل الهدف من كتابه المتعة لا التاريخ.
المصدر: موقع موضوع