يعد كتاب “شهادات حول بحثي عن الجذور” للكاتب سميح مسعود واحدًا من الأعمال الأدبية والفكرية التي تسلط الضوء على الهوية الفلسطينية والارتباط العميق بالأرض والتاريخ. نُشر هذا الكتاب في عام 2023 عن دار “الآن ناشرون وموزعون”، ويقع في 246 صفحة. يمثل الكتاب تجربة شخصية فريدة للكاتب في رحلته للبحث عن الجذور، والتي تفتح أفقًا واسعًا لفهم الترابط الوثيق بين الإنسان الفلسطيني وأرضه.
محتوى الكتاب وأهم محاوره
يعتمد سميح مسعود في كتابه على أسلوب السرد التوثيقي الذي يمزج بين الذكريات الشخصية والتحليل التاريخي. فهو لا يبحث فقط عن جذوره الشخصية، بل يسعى إلى رسم صورة شاملة للتداخلات الثقافية والاجتماعية والتاريخية التي تشكل الهوية الفلسطينية.
يتناول الكتاب موضوعات رئيسية تتعلق بالترابط السرمدي بين الفلسطيني وأرضه، حيث يعرض الكاتب أمثلة حية من أماكن فلسطينية متشابكة في النسيج التاريخي والوجداني للهوية الفلسطينية. يقدم مسعود الأدلة التي تؤكد أن هذه الأرض لم تكن مجرد مكان للسكن، بل كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من الوعي الفلسطيني.
أهمية الكتاب ودعوته للبحث عن الجذور
يحمل الكتاب رسالة قوية تدعو القارئ إلى البحث عن جذوره والتعرف على تاريخه الحقيقي. وهو يطرح تساؤلات عميقة حول الهوية والانتماء، معتمدًا على حقائق تاريخية وشهادات واقعية تعزز فكرة أن العلاقة بين الفلسطيني وأرضه هي علاقة طبيعية وقوية لا يمكن محوها.
يقدم الكتاب تجربة فريدة يمكن اعتبارها نموذجًا يُحتذى لكل من يرغب في استكشاف جذوره وفهم أبعاد هويته العميقة. فالبحث عن الجذور ليس مجرد رحلة في الزمن، بل هو تأكيد على أن ذاكرة المكان لا تموت، بل تبقى حية في قلوب أبنائها.
الأسلوب واللغة
يتميز أسلوب سميح مسعود في هذا الكتاب بالوضوح والسلاسة، حيث يعتمد على لغة أدبية راقية ممزوجة بلمسات وجدانية وشهادات موثقة تعزز من قوة الطرح. يتسم النص بروح نضالية هادئة تدعو إلى الوعي التاريخي بدلاً من العاطفة المجردة.
خاتمة
يعتبر كتاب “شهادات حول بحثي عن الجذور” عملاً أدبيًا وثقافيًا مهمًا يسهم في تعزيز الوعي التاريخي والوجداني بالهوية الفلسطينية. إنه ليس مجرد تأريخ شخصي، بل هو شهادة توثق الترابط الوثيق بين الفلسطيني وأرضه، داعيًا الجميع إلى استكشاف تاريخهم وفهم أصولهم للحفاظ على ذاكرة المكان حية للأجيال القادمة.
لمعرفة المزيد: شهادات حول بحثي عن الجذور: رحلة في ذاكرة المكان والهوية
