كتب

أشقاء الزورق الواحد: رحلة في معنى الأخوة الإنسانية

 

مقدمة

في زمانٍ باتت فيه العزلة أحد أبرز التحديات النفسية والعاطفية التي يعيشها كثير من الناس، يطلّ علينا كتاب أشقاء الزورق الواحد للكاتب السعودي رائد بن خليل العيد ليقدّم رؤيةً أدبية تُعيد للاقتراح القيميّ للرفقة، القراءة، ومجتمع القرّاء الكتّاب. صدر الكتاب عام 2022 من دار ديوان للنشر والتوزيع، واعتُبر من تصنيفه كتب عامة، ضمن أدب الدراسات والمقالات الأدبية.

الكتاب يُعدّ محاولة لنسج رابطة بين الذات والآخرين، بين الناس الذين تجمعهم تجربة الأدب، القراءة، الكتابة، وبين أولئك الذين يشعرون بأنهم “في زورقٍ واحدٍ” في مواجهة الوحدة، الصمت، وربّما الألم. إنه إشعار بأنّ الإنسان ليس وحده في معاناته، وأنّ هناك من سار في الطريق ذاته، عانى ما عاني، وفكّر كما فكر.

في هذه المقالة نعرض تحليلاً متعمّقًا للكتاب: من المحتوى والأفكار، الأسلوب ولغة الكتابة، الرسالة التي يودّ إيصالها، نقاط القوة والضعف، كيف ينمو تأثيره، ولماذا يُنصح بقراءته. سنستعين بمصادر موضوعية من آراء القرّاء وبيانات النشر، مع تأمّلاتنا الخاصة.

المعرِفة الأساسية بالكتاب

  • العنوان: أشقاء الزورق الواحد.
  • المؤلّف: رائد بن خليل العيد.
  • الناشر: ديوان للنشر والتوزيع.
  • تاريخ النشر: 2022 تقريبًا (بعض المصادر تُشير إلى بداية 2022 أو مطلع 2022).
  • عدد الصفحات: حوالي 198 إلى 200 صفحة لبعض الطبعات؛ لكن هناك مصادر تقول 314 صفحة.
  • تصنيف الكتاب: أدب عام، دراسات ومقالات أدبية، أدب السيرة الذاتية (جزئيًا) .

الفكرة المركزية

الكتاب يدور حول موضوعات:

  1. العزلة والوحدة: كيف يكون الإنسان وحيدًا رغم كثرة البشر من حوله، وكيف أن بعض الأوقات تفرض صمتًا أو انفصالاً عن الآخرين، سواء كانوا أناسًا أو حتى أفكارًا. والكتاب يرى أن القراءة، والكتابة، والأدب يمكن أن تكون وسائل للتغلّب على هذا الشعور.
  2. الرفقة الحقيقية: هي التي لا تتغيّر مع الزمن، وتبقى رغم المسافات والبعد. الكتاب يقترح أن الرفقة مع الكتب، مع الكُتّاب، مع الأفكار، يمكن أن تكون ملجأ ووسيلة للبقاء، للتواصل، للتعزية والتحدّي.
  3. السير الذاتية والسرد التجريبي: يستخدم المؤلف تجارب شخصيات أدبية (كتاب، شعراء، مفكّرين، فنانين) وأحيانًا “أناس عاديون” ليُظهر كيف عاش الآخرون تجارب تشبه تجربة أي شخص يقرأ، يشعر، يتألم، يحب، يخسر، يشفى. بعض هذه السير يُستخدم للتعبير عن أمراض جسدية أو نفسية، عن الألم والحنين، عن العمى، وعن الرغبة في العيش رغم القسوة.
  4. القراءة والكتابة كعلاج ووسيلة للبقاء: الكتاب يؤكّد أن القراءة ليست ترفًا؛ بل هي فعل مقاومة، فعل بقاء. وأن الكتابة ليست مجرد نقل أفكار بل مواجهة الموت، مواجهة النسيان، ومقاومة أن تمضي الذات دون أن تُسجّل.
  5. العيش المشترك وبناء الجسور: فكرة أن الإنسان في هذا العالم ليس جزيرة مُنفصلة. وأنه مهما اختلفت الخلفيات والمواقف، فهناك حاجة للاتصال، للسمع للآخر، للتعاطف، لفهم الألم غير المرئي، لتقاسم المأساة والفرح. المقصد ليس فقط أن يُقال “أنت لست وحدك”، بل أن يُحسّ القارئ بأنه “مع رفاق الزورق الواحد”.

هيكل الكتاب ومضمونه

الكتاب ليس رومانسيّةً أو روايةً تقليدية، بل مجموعة مقالات/دراسات أدبية/تأملات، بعضها يسير في شكل سيرة، بعضها تنمّي فكرة أو أكثر. من مراجعات القرّاء والمصادر نستخلص أن محتوى الكتاب موزّع تقريبًا على فصول متنوّعة تتناول:

  • حكايات شخصيات متنوعة (كتاب، شعراء، أو أناس عاديون) مرّوا بأشياء مثل المرض، العمى، الحزن، الانتحار، أو الانقطاع الاجتماعي، أو مواجهة القيود النفسية.
  • تأملات في القراءة: كيف تختار ماذا تقرأ، كيف تتحول القراءة إلى مرايا لذاتك، كيف تُحوّل المُرّ إلى شيء يُقرّبك من حياة غيرك.
  • عن الكتابة: عن الدافع الداخلي للكتابة، عن الخوف من النسيان، عن كيف تكون الكتابة فعل تمرد ضد الصمت والزمن، وعن كيف تُسجِّل الذات، حتى لا تنسى، حتى يُسمع صوتك وإن كان في صمت.
  • الجانب العاطفي، النفسي: كيف يعيش الإنسان مع الجراح “اللامرئية”، مع الصمت الداخلي، مع الانكفاء، وكيف أن مشاركة التجربة – عبر السير الذاتية أو عبر قراءة كتب الآخرين – قد تكون شفاءً.
  • تأملات في المرور بالزمن، الحنين، الذكريات، القيم، كيف يمكن للماضي أن يكون مؤلمًا لكنه أيضًا معلم. كيف أن الحياة لها تفاصيل لا تُرى على السطح لكنها تُشكّل النفس.

أسلوب الكتابة

  • لغة بسيطة ورصينّة: لغة تُراعي القارئ العام، ليست معقّدة، لكنها ليست مبتذلة. الكاتب يستخدم تعابير شاعرية أحيانًا، وتأملية في أغلب الفصول.
  • السرد الشخصي/السيرة المختلطة: لا يكتفي بسرد تجارب شخصية بل يخلطها بتجارب الآخرين، بأحاديث السير الذاتية، وبحوارات داخل النفس. هذا المزيج يعطي عمقًا، ويُشعر القارئ بأنه ليس متلقٍ ثابت بل شريك في الرحلة.
  • المجاز والرمزية: الزورق في العنوان مجاز للشراكة في مصير مشترك، للرحلة المشتركة ضد العزلة. كذلك الأصدقاء غير المرئيين، الكتب، الشخصيات التي يعيش معها الكاتب حميمًا عبر الزمن.
  • التناوب بين الفصول التي تبثّ الحزن والتحدّي، والفصول التي تبشّر بالأمل والتجديد: هذا التوازن يساعد أن لا يغرق القارئ في الكآبة، بل يُشعر بأن الأمل ممكن، أن الرفقة ممكنة، أن الكتابة ممكنة والشفاء ممكن.
  • مقتطفات واقتباسات: يستخدم المؤلف اقتباسات من سير أو من أدب آخر لتأكيد نقاطه، لإضفاء عمق خارجي، ولربط تجربته بتجارب تاريخية أو أدبية.

الرسالة: ماذا يريد الكاتب أن يقول؟

من خلال القراءة والتحليل، وهذه بعض الرسائل الكبرى التي ينقلها الكتاب:

  1. أنت لست وحدك: حتى إذا شعرت بأنك مُنعزلٌ، بأن تجاربك فريدة، بأن الألم الذي تحمله لا يفهمه أحد، فالأدب، السير الذاتية، الكتابة، القراءة تكشف أنك لست الوحيد الذي مرّ بهذه التجربة.
  2. الكتب رفقاء مخلصون: لأنها لا تغيّر، لا تُحاكمك، تتيح لك أن تكون كما أنت، أن ترافق نفسك، أن تتجول بين العوالم، أن تساوي بينك وبين من تحبّ أن تعرفهم.
  3. الحياة تُروى: لا بدّ أن تُكتب الحيوات، تجارب الناس، الذكريات، الجراح، التحديات. هذا ليس ترفاً بل ضرورة ضد النسيان، ضد أن تُمحى أصواتنا، أن تُقهَر تجاربنا الداخلية.
  4. القراءة والكتابة كمقاومة: المقاومة للصمت، للنسيان، للظروف التي تقلّل من قيمة الإنسان، للمجتمعات التي لا تستمع، للعزلة التي تضعف. الكتاب يقدّمهما كأدوات للبقاء، للمعنى، للفهم.
  5. بناء الجسور مع الآخرين: حتى وإن كان الآخر بعيدًا، مختلفًا، تائهاً، المهمّ هو أن نحاول الفهم، أن نستمع، أن نعرف أن خلف الوجوه حكايات، خلف الصمت معاناة وأمل. من هذا المنظور، الكتاب ليس دعوة للانعزال بل دعوة للتواصل.

تحليل نقاط القوة

كل عمل أدبي له مزايا تميّزه، وهذا ما نجده في أشقاء الزورق الواحد:

  • صدقية التجربة: الكتاب لا يبدو مفخّخًا بأفكار نظرية بحتة بل ينبع من تجربة حية، من مشاهدات، من ألم وشغف. هذا يعطيه قدرة على التأثير العاطفي.
  • التنوع في الأمثلة والحكايات: الشخصيات المتعددة، التجارب المختلفة (من العمى، إلى المرض النفسي، الخسارة، الحزن، الحنين…) تجعل فكرة الكتاب جامعة وشاملة، تُلامس القارئ إن كان في حالة تشابه، أو حتى إن اختلفت تجاربه.
  • أسلوب جذّاب: رغم البساطة، هناك شعرية في التعبير، في الصور، في اللغة. هذا يزيد من قدرة الكتاب على الاستمرار في الذهن، في الذاكرة.
  • التركيز على القراءة والكتابة كفعالية إيجابية: لا يكتفي الكاتب بالشكوى أو التعبير عن ألم، بل يقدّم القراءة والكتابة كخيارات، كطرق للتخلّص، لخلق معنى، للتعبير، للتشارك.
  • القدرة على تحريك العواطف والتأملات: غالبًا ما يتوقف القارئ مع الكتاب، ويتساءل، يُعيد النظر في نفسه، في علاقته بالآخرين، في كُتبه، في حياته.
  • الإطار المجازي القوي للعنوان: الزورق الواحد، الأشقاء، فكرة أن لكلنا زورقٌ، وأننا في رحلة واحدة، رغم الاختلاف في المسارات، الظروف، الألم، الأمل.

جوانب ممكن تحسينها / نقد

لا شيء كامل، والكتاب من مراجعاته يظهر أن بعض القرّاء رأوا بعض القصور، أو نقاط يمكن تطويرها:

  1. التكرار: بعض القرّاء اشكوا أن فكرة العمق، فكرة الوحدة، فكرة القراءة كرفيق تتكرر كثيرًا، ما قد يسبب شعورًا بالرتابة أو الإهابة في بعض الفصول.
  2. غياب التفصيل في بعض التجارب: حين يورد الكاتب تجربة شخصية أو تجربة آخر، قد يميل إلى التعميم بدلاً من الغوص في التفاصيل الدقيقة (الموضعية، الزمان، اللحظة الحسية). هذا مفيد من جهة كونه ينسّق بين الحالات، لكن قد يفوت القارئ عمقًا أو إحساسًا بأصالة التجربة.
  3. منهجية السيرة الذاتية / التوثيق: بعض القرّاء يتساءلون: إلى أي مدى السيرة التي تُروى هي دقيقة، أم أنها معالجة أدبية، وخيال، ومن أين استقى الكاتب بعض التفاصيل. هذا ليس عيبًا بحدّ ذاته إذا كان واضحًا أن العمل أدبي تأملي وليس توثيقًا علميًّا، لكن يُفضّل أن يكون هناك إشارات لما هو موثّق، وما هو استنتاج أو تأمّل.
  4. التفاوت في قوة الفصول: بعض الفصول قوية جدًا ومؤثرة، والبعض الآخر قد لا يكون بنفس الدرجة، ربما لأنّ الموضوع أقل إشكالية أو لأن التعبير أقل شدّة. هذا طبيعي، لكنه يُلاحظ من بعض القرّاء.
  5. الترجمة الداخلية أو النقل الثقافي: للقراء من خلفيات مختلفة، قد تجد أن بعض الأمثلة أو الإشارات ثقافية محلية أو أدبية معروفة في بيئة المؤلف لكن أقل شهرة في أماكن أخرى، ما قد يقلّل من التأثير أو يطلب مزيدًا من البحث لفهم الظلال. هذا ليس ضعفًا لكن تحدٍّ عام في الأدب الذي يُعنى بالمكان والهوية.

بعض الاقتباسات المعبرة

من المصادر، بعض الاقتباسات التي تبيّن طابع الكتاب:

“اعتدت على مصادقة نفسي وكتبي وفنجان قهوتي، ومحاربة قناعات المجتمع التي تحاول فرض الخُلطة وتكوين الكثير من المعارف والأصدقاء وإلا وُصمت بالغرابة والعزلة وقائمة طويلة من الأمراض النفسية.”

هذا الاقتباس يعكس شعور الكاتب بأن الصداقة الحقيقية ليست في الكمّ بل في النوع، وأنه ربما يفضّل الصمت والرفقة الذاتية أو الأدبية على اختلاق علاقات سطحية قد تفرضها الأعراف الاجتماعية.

“أنّ السير الذاتية تُروى لأنّ حيواتُنا جَميعًا تستحق أن تُروى.”

يشير إلى أن لكلّ إنسان تجربة تستوجب أن تُسجّل، أن تُروى، ليس بالضرورة أن تكون عظيمة بالمقياس العام، لكنها عظيمة بمقياس الذات، بالمقياس الإنساني.

التأثير المحتمل وأهمية الكتاب

لماذا الكتاب مهم؟ وما أثره المحتمل على القُرّاء، وعلى الثقافة الأدبية، والمجتمع؟

  • كسر حاجز الوحدة: كثيرون يعيشون في عزلة داخلية، حتىّ إذا كانوا محاطين بالناس. الكتاب يساعد في إدراك أن المشكلة ليست فريدة، ويشعر القارئ بأنه ليس بوحدةٍ مطلقة.
  • تعزيز القراءة والثقافة الأدبية: يُحفّز على قراءة السير الذاتية، قراءة تجارب الآخرين، الانفتاح على الأدب، وربما تحفيز بعض القرّاء لأن يكتبوا هم بدورهم، ليخلّدوا تجاربهم. هذا يبني ثقافة تسجيل الذات، وعشق التوثيق الأدبي.
  • تنوير للنفس والعاطفة: الكتاب ليس فقط فكريًا بل وجدانيًا؛ يوقظ عواطف، يحرّك التأمل، يدفع الإنسان للسؤال: ما الذي يحمّلني، ما الذي أعيش لأجله، كيف أبني حياة أَحسنْ رغم التحديات.
  • دعم الصحة النفسية: عبر فتح الحوار عن الجراح النفسية، عن الهموم الداخلية، عن العزلة، الانتحار، المرض النفسي – الكاتب لا يَخاف أن يدخل في هذه الممرّات، مما يُعد نوعًا من العلاج الجماعي/الذاتي للقارئ الذي يجد من يعترف بتجربته، يشاركه فيها.
  • المساهمة الأدبية: ضمن أدب من هذا النوع (تأملات، سيرة، محاضرات أدبية)، الكتاب يُتيح صوتًا معاصرًا يتحدّث عن تجارب الفرد العربي المعاصر، عن صراعاته، أحلامه، آلامه. هذا مكسب للتراث الأدبي العربي المعاصر.

مقارنات أدبية

لمساعدتك في وضع الكتاب في سياق أوسع، هذه بعض المقارنات مع أعمال أو أُطر أدبية:

  • يشترك في بعض جوانب مع موسوعة السير الذاتية أو كتب التجارب الذاتية التي لا تسعى فقط إلى إخبار الحكاية بل التأمل في الحكاية، مثل أعمال عربية تشمل تجارب من المرض أو العمى أو الخسارة.
  • له قرابة أيضًا مع الكتب التي تجمع بين المقالة والتجربة الأدبية، مثل بعض مؤلفات نزار قباني أو غسّان كنفاني من حيث الرسم الشعري للتجربة الإنسانية، أو أعمال أدبية حديثة تدمج السيرة الذاتية مع الفلسفة أو التأمل، أو أدب “المذكرات” لكن بمساحة تأملية وشاعرية أكبر.
  • من ناحية الأسلوب، قد تذكّر بعض فصوله بأسلوب المقارنة والتأمل الموجود عند أدباء مثل عمران السالمي، طه حسين، أو حتى بعض أعمال الأدب الانجليزي أو الغربي التي تجمع بين الشخصية والعالم، بين الذات والقراءة، مثل مقالات جوليان بارنز أو غيره. لكن يبقى أسلوب رائد العيد محليًّا، مفعمًا بالهوية، بالسياق العربي.

جانِب الهوية والخصوصية الثقافية

من المهم الإشارة إلى أن الكتاب يحمل خصوصية عربية/خليجية/سعودية في بعض مراحله، أو في بعض الأمثلة. فالمؤلف يتحدّث من تجربة الذات العربية، ويتفاعل مع مجتمع له طقوس ومعايير معينة تجاه الصداقة، القراءة، الكتابة، الوحدة، التعبير. هذا يكسب الكتاب:

  • مصداقية للمواطن العربي الذي يقرأه، فيُلمس لغته الداخلية، مفرداته، صراعاته التي ربما يعرفها أو عاشها جزء منها.
  • أيضًا يتطلب من القارئ غير المألوف مع هذا السياق أن يبذل جهدًا لفهم بعض الرّموز الاجتماعية والثقافية.

الكتاب أيضًا يبرز من خلال هذا السياق قيمًا مثل: الصبر، المثابَرة، الجِدّ، التواصل الأدبي، احترام القراءة والكتابة كقيم، والاهتمام بالتوثيق.

تأملات شخصية / ماذا يمكن أن تستفيد من قراءته

أنا، من خلال القراءة والتحليل، أجده كتابًا يمكن أن يُحدث أثرًا داخليًا مهمًّا لأي قارئ، خصوصًا إذا:

  • تشعر أنك منفصل أو وحيد، أو أنك لا تجد من يفهمك: هذا الكتاب يُشعِرك بأنّك لست وحدك.
  • تميل إلى التأمل في حياتك، تبحث عن معنى للعلاقة بين القراءة والوجود، بين الكتابة والذاكرة.
  • تحب السير الذاتية أو حكايات تجريبية، أو تستمتع بالسرد الذي يربط بين الحياة والفكر.
  • ربما أنت كاتب أو مهتم بالأدب، أو طالب، أو محترف، فهذا الكتاب يمنحك منظارًا جديدًا عن كيف يحوّل المرء تجاربه إلى شعر وفكر وأدب.

ويمكنك أيضًا أن تأخذ من الكتاب أدوات عملية، ليست بالضرورة نصائح جاهزة لكن توجهات للتأمل، مثل: أن تكتب يومياتك، أن تحتفظ بما تشعر به، أن تبتعد عن محاولة أن تكون كما يُرضي الآخرين فقط، أن تستمع إلى الكتب والكتّاب الذين يعبرون ما تشعر.

نقد موازن

مع أنّي أرى أن الكتاب ذو قيمة عالية، هناك بعض الأسئلة التي ربما تكون مفيدة للقارئ:

  • هل يشعر بعض القرّاء أن الكتاب يقدّم حلًّا: الأمل، الرفقة، الكتابة، القراءة – لكنها ليست دائمًا كافية؟ فهل كان من الممكن أن يُقدّم مؤلف الكتاب مزيدًا من استراتيجيات عملية للتغلب على الشعور بالوحدة، مثلاً نشاطات اجتماعية، طرق تواصل، نصائح نفسية مهنية، أو مشاركة مجتمعية؟
  • هل جميع التجارب التي يرويها الكاتب تمكّن القارئ العادي من التواصل معها بالنفس؟ بعض تجارب المرض، العمى، الانتحار، ربما تتطلب حساسيةٍ شديدة، وربما يشعر بعض القرّاء أنها بعيدة أو مختلفة. قد يحتاج القُرّاء المختلفون إلى جسور لفهمها، مثل سياق أكثر وضوحًا أو شرحًا لردود فعل نفسية.
  • الكتاب يُركّز كثيرًا على الحزن والألم، وهو ضروري، لكنه ربما أقل تركيزًا على الفرح، على اللحظات العادية الجميلة التي تُقاوم العزلة بدون أن تكون بالمستوى الدراميّ. بعض القرّاء قد يفضّلون أن يرى التوازن الكامل بين الألم والجمال، بين الصراع والراحة.
  • من زاوية التحرير أو البنية، قد يستفيد الكتاب من مزيد من الوضوح في تنظيم الفصول، من فهرس يُظهر ما تحتويه الفصول، أو من ملاحق تُبيّن المصادر إن استُخدمت سير لأدباء آخرين، اقتباسات، مراجع.

الخلاصة – لماذا تستحق القراءة؟

إذا كان عليّ أن ألخّص لماذا أشقاء الزورق الواحد كتابٌ يستحق أن يُقرأ، فإليك هذه النقاط:

  • لأنه يقدم رفيقًا في أوقات العزلة: الكتاب يؤنس النفس، يُشعر أنك لست وحدك، أنك جزء من آدمية أكبر، من مجموعة من تجارب وآلام وآمال.
  • لأنه يُعيد للقارئ قيمة القراءة والكتابة، ليس فقط كترفيه أو هواية، بل كحياة، كعلاج، كإنقاذ.
  • لأنه أدبٌ يجمع بين العمق العاطفي والواقعية، بين التجربة الذاتية والتأمل، بين النمو الفكري والشعور، بين الحزن والأمل.
  • لأنه كتاب يُشجّع على الكتابة والكلام عن النفس والذات، على أن تُوجد السردية الخاصة بك، أن تُصدّق نفسك، أن تُكتب حتى لا تنسى.
  • لأنه أيضاً يجعل الإنسان يُعيد التفكير في العلاقات: من هم “أشقاء الزورق الواحد” في حياته؟ من يرافقونه في رحلة العزلة، في رحلات القراءة، في محطات الصمت؟

نقاط الاقتراح وفتح آفاقٍ للتطبيق

للقارئ الذي يريد أن يستفيد من هذا الكتاب ليس فقط كمتنفّس فكري بل كمصدر تغيير، هذه بعض الأفكار:

  1. تدوين اليوميات/التجارب: احتفظ بما تشعر به، بما تمرّ به، حتى لو لم تشارك كل شيء مع الآخرين. الكتابة تُساعد على تفريغ الداخل، وتجعل التجربة مُمتلكةً.
  2. ممارسة القراءة المتنوعة: بدلاً من الكتب التي تشبهك فقط، جرّب السير الذاتية المختلفة، تجارب الأفراد المختلفين، حتى الأجنبية إن أمكن، لترى مدى التشابك الإنساني: كيف أن التجربة المشتركة تتجاوز الثقافات والزمان.
  3. الانخراط بمجتمع قارئين: نادي قراءة، مشاركة مقالات، مناقشة، حتى عبر وسائل التواصل – التشارك يُقلّل العزلة، يُحدث الحوارات.
  4. التأمل والمساءلة الذاتية: بعد أن تقرأ فصلاً، اسأل نفسك: ما الذي لمسني؟ ما الذي شعرتُ به؟ ما الذي يُشبه ما في حياتي؟ ما الذي أختلف معه؟ هذا يساعد أن لا تكون القراءة سطحيّة.
  5. الكتابة بالشفافية: لا تخشى أن تُظهر ضعفك، ألمك، شكوكك – هذا ما يجعل الكتابات تجد صدى لدى الآخرين. فكما يظهر في الكتاب، أن الصراحة مع النفس، الصراحة في الاعتراف بالوحدة أو القلق قد تكون نقطة انطلاق نحو الشفاء.

التوصية

أنصح بهذا الكتاب بشدّة لكل من:

  • يشعر بالوحدة أو بالعزلة أو البحث عن معنى في القراءة والكتابة
  • يحبّ الأدب والتأمل
  • يسعى لاكتشاف الذات من خلال تجارب الآخرين
  • يرغب أن يُلهِم نفسه للتغيير، للتواصل، للتعبير

 

لمعرفة المزيد: أشقاء الزورق الواحد: رحلة في معنى الأخوة الإنسانية

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى