كتب

إله اللاشعور: رحلة فيكتور فرانكل نحو المعنى النهائي للوجود

 

تمهيد: من هو فيكتور فرانكل؟

فيكتور إميل فرانكل (1905-1997) هو طبيب نفسي وطبيب أعصاب نمساوي، ومن أبرز ممثلي المدرسة الوجودية في علم النفس. عاش تجربة صادمة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث نُقل إلى معسكرات الاعتقال النازية وفقد عائلته، لكنّه نجح في النجاة واستخدم تجربته في بناء نظريّة علاجية تعرف بالعلاج بالمعنى (Logotherapy). يُعدّ أحد أهم علماء النفس في القرن العشرين، إذ جمع بين البعد النفسي والوجودي والروحي في طرحه.

أهم كتبه “بحث الإنسان عن المعنى” الذي حقّق شهرة واسعة، وتعامل فيه مباشرة مع تجربة المعاناة القصوى والبحث عن معنى حتى في ظلّ الظروف القاسية. في هذا السياق، يأتي كتابه الجديد المعنون “إله اللاشعور: الإنسان والبحث عن المعنى النهائي” (2023) كامتداد للنظر في البُعد اللاواعي في الإنسان وإعادة تصوّر العلاقة بين اللاشعور والوجود والمعنى.

أما هذه الترجمة العربية فعُرضت في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2023، وترجمتها إلى العربية الدكتورة عبد المقصود عبد الكريم، وصدر برعاية دار آفاق للنشر والتوزيع.
تمتدّ النسخة إلى حوالي 212 صفحة، وتُصنف ضمن كتب الفكر العام والفلسفة النفسية.

فيما يلي تحليل متعمّق لأهم محاور الكتاب.

عنوان الكتاب: تأويلات وإشارات

العنوان “إله اللاشعور” يوحي بمقولة قوية: كما أن بعض المدارس النفسية تتحدث عن اللاشعور (unconscious) كقوة داخل النفس، ها هو فرانكل يرفع اللاشعور إلى منزلة “إله” — بمعنى كيان قوي يحكم ويؤثر، لكنه ليس بالضرورة شخصًا إلهيًا. إنه استعارة للدلالة على أن اللاشعور ليس مجرد بقايا للشهوات والرغبات الغريزية كما تصور فرويد، بل هو بُعد عميق، روحي، مؤثّر، قد يكون “مصدرًا” قيميًا وكاشفًا للمعنى.

ثم عنوانه الجزئي: “الإنسان والبحث عن المعنى النهائي”. هذا يذكّر بالنغمة الأساسية في فلسفة فرانكل: الإنسان ليس فقط كائنًا يبحث ذاته، بل كائن يسعى للمعنى، بل المعنى النهائي. فموضوع المعنى هو جوهر وجوده. العنوان إذًا يعكس الفكرة المركزية في الكتاب: العلاقة بين اللاشعور والبحث الإنساني عن المعنى، وكيف أن اللاشعور ليس عائقًا أو بقايا بلا معنى، بل قد يكون “إله اللاشعور” أي البُعد الذي يكشف ويدعو الإنسان إلى التوجه نحو المعنى النهائي.

العنوان يثير من البدء أسئلة فلسفية ونفسية كبيرة:

  • هل اللاشعور مجرد مخزن للرغبات والدوافع المنسية، أم أنه بُعد إبداعي، روحي، يوجه الإنسان نحو معنى؟
  • ما طبيعة “المعنى النهائي”؟ هل هو قيمة مطلقة، مبدأ كلي يتجاوز الذات؟
  • كيف نوفق بين الحرية الواعية واللاوعي في رحلة البحث عن المعنى؟

لنركّز بعد ذلك على محتوى الكتاب وأفكاره المركزية.

الهيكل العام للكتاب والمضمون

كتاب إله اللاشعور ليس سردًا سيرياً ولا قصة، بل تأمّل فلسفي ونفسي، حيث يُراجع فرانكل بعض المفاهيم الكبرى في علم النفس، وخصوصًا اللاشعور، من منطلق وجودي/روحي، ويُعيد طرح الضمير، والمعنى، والتسامي الذاتي، والمسؤولية، والتكامل الإنساني.

من خلال المصادر المتاحة، يمكننا تحديد بعض الفصول أو المحاور المركزية:

  1. مراجعة مفهوم اللاشعور: النقد والتوسع
  2. اللاشعور الروحي مقابل اللاشعور الغريزي
  3. الضمير كمثال على اللاوعي الروحي
  4. الوجود الإنساني ومفهوم “التسامي الذاتي”
  5. الإنسان ليس متمحورًا حول ذاته بل حول الآخر/القضية
  6. العلاقة بين النسيان الذاتي والانغماس في معنى
  7. المعنى النهائي والتكامل الوجودي

فيما يلي تفصيل وتحليل لهذه المحاور بناء على ما استطعنا استخلاصه من المصادر وتحليل منطقي مع استفادة من فكر فرانكل العام:

1. مراجعة مفهوم اللاشعور: النقد والتوسع

فرانكل يبدأ بمراجعة المفهوم الكلاسيكي اللاشعور كما طرحه فرويد، حيث رأى فرويد أن اللاشعور هو خزان للرغبات المكبوتة، والغرائز، والذكريات المؤلمة التي لم يعُالجها الوعي. لكن فرانكل يرى أن هذا التصوّر محدود، لأنه لا يشمل البعد الروحي من النفس الإنسانية.

وفقًا لفرانكل، علينا إعادة النظر في حدود اللاشعور. ليس فقط وعي غريزي فقط، كما افترض فرويد، بل يوجد أيضًا لاشعور روحاني. أي أن النفس الإنسانية تحمل بُعدًا روحيًا يتجاوز الغرائز والرغبات، بُعدًا يكون فيه اللاوعي حاملاً للقيم، وداعياً إلى المعنى.

بمعنى آخر، لا يكون اللاشعور مجرد بقايا ماضٍ مكبوت، بل ممكن أن يكون قوة إيجابية من داخل النفس تدفع نحو النمو والتكامل، بل نحو البحث عن المعنى.

هذه الفكرة تمهد لفرانكل نقلًا من مفهوم سيكولوجي صرف إلى مفهوم وجودي-روحي: اللاشعور ليس عبئًا فقط، بل قد يكون “إله اللاشعور” بمعنى كيان داخلي ذو سلطة حضورية.

2. اللاشعور الروحي مقابل اللاشعور الغريزي

فرانكل يميز بين نوعين من اللاشعور:

  • اللاشعور الغريزي: وهو ما يشبه ما صورّه فرويد، الذي يرتبط بالرغبات البدائية، الغرائز، الانفعالات، الصراعات النفسية المكبوتة.
  • اللاشعور الروحي: وهو البُعد الذي يحمل القيم العليا، الدعوات الأخلاقية أو الوجدانية، تلك الأصوات التي تدفع الإنسان إلى ما هو أعلى من ذاته، إلى المعنى، إلى التضحية، إلى الحب، إلى رسالة أو قضية.

اللاشعور الروحي عند فرانكل ليس إلا بُعدًا من النفس التي لا تُختزل إلى مكون بيولوجي أو نفسي صرف، بل تحمل أفقًا أعمق، أفقًا وجوديًا.

من خلال هذه الرؤية، الضمير، الواجب، والصدق الأخلاقي ليست تجليات مجردة خارجية، بل هي تجليات لللاشعور الروحي، أي أنها تُعبّر عن “إله اللاشعور” في الإنسان.

3. الضمير كمثال على اللاشعور الروحي

واحدة من الفقرات التي يركّز عليها فرانكل هي فكرة أن الضمير هو نموذج ممتاز لفهم اللاشعور الروحي. الضمير، في فهمه، ليس مجرد انعكاس للتنشئة الاجتماعية أو قواعد مكتسبة، بل ظاهرة أصلية، بدائية، حقيقية، لا قابِلة للاختزال.

يعتبر الضمير إلى جانب المسؤولية ظاهرة بدائية متأصلة في الإنسان باعتباره كائنًا حاسمًا (decisive being). أي أن في الإنسان جزءًا لا يمكن اختزاله إلى تسلسل بيولوجي أو اجتماعي، بل هو القدرة على التمييز الأخلاقي، على المواجهة، على الاختيار بين الصواب والخطأ، حتى في غياب القواعد الواضحة.

الضمير إذًا هو شكل من أشكال اللاوعي الروحي، حيث يهمس في الإنسان بما ينبغي أن يكون عليه، ويطرح عليه السؤال القيمي: كيف ينبغي أن أكون؟ ما المعنى الذي يجب أن أسعى إليه؟ بهذا الصياغة، الضمير ليس عبئًا أخلاقيًا فقط، بل هو دعوة داخلية إلى الانفتاح على المعنى النهائي.

4. الوجود الإنساني ومفهوم “التسامي الذاتي”

فكرة مركزية في هذا الكتاب هي مفهوم التسامي الذاتي (Self-Transcendence أو التسامي الوجودي). فرانكل يرى أن الوجود الإنساني، إذا ما كان سليمًا (وليس مشوَّهًا عصبيًا)، فهو ليس متمحورًا حول الذات فحسب، بل هو موجه دائمًا نحو شيء ما أو شخص آخر غير الذات. هذا التوجه الخارجي هو ما يجعله إنسانًا حقيقيًا.

التسامي الذاتي يعني أن الإنسان يكمل ذاته عبر الانفتاح على ما هو خارج ذاته: قضية، رسالة، شخص آخر، هدف منشود. تحقيق الذات ليس بمعنى أن الإنسان ينكفئ على ذواته ليكتفي بها، بل بمعنى أن الذات تتكامل من خلال الانسجام مع ما هو أكبر منها.

بل إن فرانكل يرى أن تحقيق الذات هو في النهاية تأثير للتسامي الذاتي، أي أنه نتيجة طبيعية لتجاوز الذات والانغماس في معنى أعلى.

هذه الفكرة تتناقض مع بعض المدارس النفسية التي ترى أن هدف الإنسان هو أن يحقّق ذاته بطريقة انطوائية أو ترفع الذات على حساب الآخر أو العالم. فرانكل يطرح الرؤية المختلفة: أن الإنسان يُكمل ذاته ليس بانغلاقها، بل بانفتاحها نحو معنى.

5. الإنسان ليس في الأصل يبحث عن نفسه، بل عن المعنى

فرانكل يؤكد أن الإنسان يتميّز في الأصل ببحثه عن المعنى، لا ببحثه عن نفسه. هذا تكرار لمبدأ أساسي في فلسفته النفسية. بمعنى أن الأسئلة الأساسية التي تهم الإنسان ليست “من أنا؟” فحسب، بل “لماذا أنا؟” أي: ما الغاية، ما الرسالة، ما المعنى.

عندما ينسى الإنسان نفسه من أجل قضية أو شخص آخر، عندها يكون أكثر إنسانية. عندما ينغمس الشخص في شيء أو شخص آخر غير ذاته، يصبح ذاته حقًا. هذا القول يلخّص نقطة محورية: الذات الحقيقية لا تصل عبر الانكفاء على النفس، بل عبر العطاء والتضحية والانفتاح على الآخر.

هذا يضعنا أمام بعد أخلاقي ووجودي: المعنى لا يُكتسب بالجلوس والتأمل فقط، بل بالأفعال، بالعلاقة، بالعطاء، بالمسؤوليّة تجاه ما هو خارج الذات.

6. النسيان الذاتي والانغماس في المعنى

من الأفكار الجميلة التي يطرحها فرانكل — واستحضرتها مصادر الترجمة — أن الإنسان يحقق ذاته أكثر كلما نَسِي نفسه من أجل قضية أو شخص آخر. هذا النسيان الذاتي ليس نسيانًا بمعنى التهميش، بل بمعنى أن الذات تتوقف عن أن تكون محور الاهتمام، وتُصبح وسيطًا في خدمة المعنى.

عندما ننشغل بأنفسنا إلى حدّ مبالغ فيه، نصبح مشوشين، نفقد البوصلة، نصبح سُجناء لأهوائنا وقلقنا. أما عندما ننظر إلى ما هو خارجنا، عندها نعيش بمعنى، ونكون ذاتًا حقيقية.

هذا المفهوم يقترن دائمًا في فرانكل مع فكرة التضحية والانغماس في المهمة أو القضية أو الشخص الآخر.

7. المعنى النهائي والتكامل الوجودي

إذًا، ما هو المعنى النهائي؟ لا يقول فرانكل (وفقًا للمصادر المتوفرة) إنه معنى نهائي موحّد لكل البشر، بل إنه دعوة إلى أن يكون لكل إنسان «معناه النهائي» الخاص به، والذي قد يختلف من فرد لآخر. ما يسعى إليه هو أن الإنسان يحقق تكامله الوجودي من خلال أن يكون في خدمة معنى أكبر من ذاته.

المعنى النهائي في هذا السياق ليس مجرد قيمة عليا معنوية، بل هو البُعد الذي يربط اللّه اللاشعور بالوعي، الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل، بين ما يطلبه الضمير وما تفعله الإرادة، بين الألم والمعاناة وما فيهما من درس ودعوة نحو النمو.

تكتمل شخصية الإنسان، بحسب فرانكل، عندما يُدرك أن وجوده ليس عبثًا، وأنه مرتبط بما هو خارج ذاته، وأنه مسؤول تجاه هذا الارتباط.

بهذا المعنى، الكتاب ليس فقط نظريًا، بل دعوة مضمَّنة للتغيير: أن ينهض الإنسان من حالة الاغتراب عن الذات إلى حالة التكامل المعنوي، من الانغلاق إلى الانفتاح، من القلق الوجودي إلى الالتزام المنسجم مع القيم والمعنى.

العلاقة بين هذا الكتاب وأعمال فرانكل السابقة

لكي نفهم ما يقدّمه هذا الكتاب، من المفيد مقارنة بعضه بعمل فرانكل الأسبق، خصوصًا “بحث الإنسان عن المعنى” (Man’s Search for Meaning). هذا الكتاب الشهير يروّج لثلاث طرق لإيجاد المعنى: من خلال العمل، من خلال الحب، ومن خلال المعاناة.

في كتابه الجديد، فرانكل يذهب إلى ما هو أعمق: بدلاً من أن يكون المعنى أمرًا خارجيًا نبحثه، فهو يرى أن اللاشعور الروحي – ما يُطلق عليه “إله اللاشعور” – هو بُعد داخل الإنسان يدعوه إلى المعنى، يدعوه إلى تجاوز الذات. بهذا، يكون هذا العمل امتدادًا وتطويرًا لرؤيته الأصلية، حيث كان يركز في السابق على كيفية إيجاد المعنى في الظروف القصوى، أما هنا فهو يناقش أصل المعنى كمظروف داخلي كامن في النفس الإنسانية.

كما أن فكرة التسامي الذاتي التي يُحدث عنها هنا ليست بعيدة عن رؤية العلاج بالمعنى التي دعا لها سابقًا، لكنها تُقدَّم بصيغة أكثر فلسفية وتجريدية، تربط اللاشعور والضمير والمعنى في شبكة وجودية.

باختصار، هذا الكتاب يُكمل بناء فرانكل: من سطح التجربة إلى عمق الإبداع الروحي، من الاستجابة للمعاناة إلى فهم التكوين الداخلي للمعنى.

نقاط القوة في الكتاب

  1. التوسع المفاهيمي للاشعور: الكتاب يضيف بعدًا جديدًا للاشعور، لا يقتصر على مكبوتات الرغبة، بل يشمل البعد القيمي الروحي، وهو دفعة تأملية مهمة في علم النفس المعاصر.
  2. دمج البعد الروحي مع البعد النفسي: فرانكل يوفق بين التحليل النفسي والبعد الوجودي والروحي، في رؤية شاملة لبنية النفس الإنسانية.
  3. الضمير والتكامل الأخلاقي: بطرحه الضمير كظاهرة أصلية لللاشعور الروحي، يقدم تأملاً غنيًا في طبيعة الإنسان الأخلاقي وعمق الوعي.
  4. التركيز على التسامي والانغماس في معنى: بدلاً من التفكير في الذات فقط، يدعو الإنسان إلى العيش في خدمة المعنى، وهذا يُعدّ دعوة عملية وليس تأملاً نظريًا بحتًا.
  5. جمالية اللغة الفلسفية والنفسية: الكتاب يحمل عمقًا تأمليًا، لغة تربط بين النفس والروح والمفهوم القيمي، مما يجعله مادة غنية للتأمل وليس مجرد نص علمي.

بعض المآخذ والنقد المحتمل

  1. التجريد والعامة: بعض القرّاء قد يجدون أن “إله اللاشعور” طروحة تأملية عالية التجريد، قد يكون من الصعب تطبيقها على حالات نفسية ملموسة. في مثل هذا النوع من الأعمال، قد يُفتقر إلى أمثلة دقيقة أو حالات سريرية مفصّلة تدعم الأفكار.
  2. محدودية المصادر أو الأدلة التجريبية: بما أن الكتاب يتجه نحو الفلسفة، قد يكون استناده إلى البراهين التجريبية محدودًا، ما يجعله أقرب إلى مقالة فكرية من بحث علمي بحت.
  3. إشكالية التوازن بين اللاوعي والوعي: في بعض الحالات، قد يُساء تفسير الفرضية بأن اللاشعور الروحي هو القائد الفعلي للإنسان، فيُهمَل الحرية الواعية أو يُبالغ في دور اللاشعور.
  4. عمومية المعنى النهائي: فكرة “المعنى النهائي” قد تطرح السؤال: هل هناك معنى واحد عام لكل البشر، أو هل يترك هذا الأمر للتعددية؟ هل يمكن أن تتصادم مع التنوع الثقافي والديني؟ قد تحتاج بعض التوضيحات الإضافية في هذا الجانب.
  5. جهد القارئ: نظرًا لطبيعة الكتاب التأملية العميقة، قد يحتاج القارئ إلى تهيئة معرفية (فلسفية ونفسية) حتى يستوعب الأفكار بعمق، وقد لا يكون مناسبًا للجميع كبداية.

التأثير المحتمل والأهمية

  • هذا الكتاب مهم للمهتمين بالفكر النفسي الوجودي، والراغبين في التأمل في جوهر النفس الإنسانية من منظور يتجاوز التحليلي البحت.
  • يفتح إطارًا جديدًا للبحث في الوعي واللاوعي، ويشكّل جسرًا مفيدًا بين الفلسفة والعلوم النفسية.
  • قد يستخدمه معالجون نفسيون أو مقاربات علاجية قائمة على المعنى كمصدر للتوجيه في العلاج بالمعنى (Logotherapy)، لإثراء الفهم العميق للنفس.
  • كذلك قد يكون مادة غنية للمناقشة الفلسفية والأكاديمية، خصوصًا في تخصصات علم النفس، الفلسفة، الدراسات الروحية.

خلاصة وتأملات شخصية

كتاب “إله اللاشعور: الإنسان والبحث عن المعنى النهائي” هو دعوة تأمّلية عميقة لرفض الرؤية الضيّقة للاشعور باعتباره مجرد مخزونٍ للمكبوتات، ولإعادة التفكير في الذات الإنسانية ككائن موجه نحو المعنى. فرانكل هنا لا يقدّم وصفة جاهزة، بل يُضيف بعدًا داخليًا مفعمًا بالقيم والضمير والتسامي.

إذا قرأت الكتاب بتمعّن، فربما تنفتح أمامك أسئلة جوهرية: ما هي دعوة الضمير في داخلي؟ ما معنى حياتي الخاصة؟ كيف أعيش كفرد في خدمة معنى يتجاوزني؟ كيف أُحقّق توازناً بين ما يؤثر فيّ لاواعيًا وما أختاره بوعي؟ هل المعاناة التي أواجهها يمكن أن تدعوني إلى معنى أعمق؟

في النهاية، يُمكننا أن نقول إن فرانكل يعطينا مفتاحًا: ليس كيانًا خارجيًا يمنح المعنى لنا، بل دعوة داخلية تجعل منا مَن نكون فعلاً. “إله اللاشعور” ليس إلهًا خارجيًا، بل تلك القوة الداخلية التي تستدعي الإنسان إلى ما هو أسمى.

إذا أحببت، يمكنني أن أنتج لك ملخصًا تفصيليًا لكل فصل من الكتاب، أو عرضًا تقديميًا، أو ترجمة مختصرة لبعض المقاطع، أو مناقشة كيف تطبّق هذه الأفكار في حياتك أو في علم النفس المعاصر. هل ترغب أن أفعل ذلك؟

 

لمعرفة المزيد: إله اللاشعور: رحلة فيكتور فرانكل نحو المعنى النهائي للوجود

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى