(فيما كان الأولاد الآخرون يحلمون بالحفلات الراقصة والقبلات الأولى والحياة الجامعية، كانت جودي بلانكو تحاول معرفة كيف تنتقل من الصف إلى قاعة المحاضرات بدون أن تتعرض للمضايقة بينما تعبر الأروقة)
تعرض هذه المذكرات القوية التي لا تنسى كيف تعرضت طفلة للسخرية، وإساءة المعاملة جسدياً من قبل زملائها منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، هذا الكتاب يلقي الضوء على معنى النبذ وكيف أحياناً يفهم الأهل الأكثر تفهماً الأمر خطأ والسبب في أن المدرسة غالباً ما تعجز عن تجنب المشاكل، وكيف أساءت جمعية الصحة العقلية فهم موضوع إساءة المعاملة وأساءت معالجته.
سوف تصدمون وتتأثرون وتستوحون من هذه الرواية حلولاً..
في كتاب أرجوكم لا تسخروا منى تخبرنا جودي بلانكو عن قصتها مع التنمر، و كيف حاول بعض الاشخاص بسبب أنها مختلفة عنهم في الشخصية و في الاهتمامات أن يحولوا حياتها إلى جحيم.
و على عكس المتوقع تحول جودي هذه التجربة المريرة إلى تجربة مفيدة تساعدها على التطور كإنسانة أفضل و كاتبة أفضل ،كذلك تسدي جودي بلانكو النصح إلى المراهقين بشكل خاص لمساعدتهم على تخطي هذه الازمة، وتنصح عائلاتهم أيضا بالخطوات التي يجب اتخاذها لحماية أبناءهم
وُصفت الرواية بأنّها القصة الملهمة والمؤثّرة لحياة إمرأة، فالرواية تنقل الأحداث التي عاشتها جودي بلانكو في حياتها، فجعلت جزءًا من مذكّراتها وسيرتها الذاتية أساسًا لهذه الرواية، فروت جودي بلانكو الأحداث القاسية التي عاشتها في المدرسة، مبينه الأثر النفسي لهذه التصرفات، والحالة النفسية التي عاشتها في تلك الفترة، أمّا سبب تأليف رواية أرجوكم لا تسخروا مني، فيعود إلى التنمر الذي تعرّضت له جودي بلانكو خلال حياتها المدرسية، إذ تعرضت للنبذ والسخرية، ففي الوقت الذي كان يفكر فيه الجميع بالأنشطة والحفلات، كانت جودي بلانكو تفكّر كيف تنتقل من الصفّ إلى قاعة المُحاضرات من دون مضايقة، فوجدت في الكتابة ملجأً لها، فبثت همومها وشجونها في أوراقها، وكان العناء الذي عانته وقودًا لكتاباتها، هذه الكتابات التي كانت تُشعرها بالرحلة، كأن الورقة والقلم صديقان تبوح لهما بما تعانيه وتقاسيه..
في الرواية قدمت الكاتبة حلولًا للتغلّب على المشاكل التي يَعيشها الأشخاص في حياتهم، فكانت رواية أرجوكم لا تسخروا مني ليست كالكبسولات العلاجية التي تقضي على معضلة اجتماعيّة، بل كانت دعوة صادقة نابعة من القلب للجميع بأن يراجع نفسه، ويراجع تصرفاته، فرُبّ كلمة جارحة لا يبالي بها قائلها تكون سهمًا يقتل من وجهت إليه. ومع أن الأحداث التي روتها جودي كانت قاسية، إلّا أنها نقلتها بكل شفافية، وصاغتها بأسلوب أدبي شيق، ما جذب القراء، وجعلت الجميع يتخيل نفسه مكان جودي في المدرسة، وبيّنت أهمية الكتابة وأثرها الإيجابي على الصحة النفسية، فالكتابة أعطت جودي بلانكو قوة وحافزاً تتغلب به على كل المشاكل التي واجهتها، والجدير بالذكر أن جودي بلانكو بعد عشرين عامًا زارت المدرسة التي عاشت فيها كل الأحداث القاسية التي مرت بها، وقابلت بكل شجاعة وثقة مَن أساء إليها، وتحدثت إليهم عن إنجازاتها ونجاحاتها المهنية.
اهم المراجع:
موقع سطور