الأجنحة المتكسرة لجبران خليل جبران
رغم أنَّ رواية الأجنحة المتكسرة لا تعدُّ من أشهر ما كتب جبران خليل جبران خلال مسيرته الأدبية التي لم تطل كثيرًا بسبب وفاته المبكرة جرَّاء إصابته بمرض السلِّ في عام 1932م، إلا أنها يمكن أن تعدَّ من أشهر ما كتب جبران خليل جبران من روايات وقصص باللغة العربية، إذ يتحدَّث فيها الكاتب عن قصة حبٍّ دارت بين شاب في مقتبل العمر يبلغ ثمانية عشر عامًا من عمره فقط.
وهي قصة حب تتفوق على جميع القيود والمحرمات الشرقية والتقاليد البالية، لكنَّ على غير المتوقع تُخطب الفتاة لشخص آخر ثري وذي أملاك واسعة، ولكنه يطمع بثروة والدها أيضًا. وهنا تبدأ المشاكل وتتفاقم شيئًا فشيئًا، ولكنَّ المثير في القصة أكثر أنَّ جبران خليل جبران يجعل من نفسه بطل الرواية كلها، وقد صدرت هذه الرواية في عام 1912م
تتناول رواية الأجنحة المتكسرة كما سبق أول قصة حبٍّ يقع فيها جبران خليل جبران في صباه، ويتحدث فيها عن الأثر الكبير التي أحدثته في نفسه فيما بعد، وهي قصة حبٍّ بينه وبين فتاة تدعى سلمى كرامة كما أسماها في الرواية، حيثُ تبدأ الرواية بذكر زيارة جبران لأحد أصدقائه، وهناك يتعرَّف على شخص ثري يُدعى فارس كرامة، وقد كان هذا الرجل صديقًا لوالده في أيام شبابهما، بعد ذلك يطلب فارس كرامة من جبران أن يزوره في منزله ليحدِّثه عن قصصه مع والده وحتى يعرفه على ابنته سلمى، وعندما قام جبران بأول زيارة لصديق والده القديم، وتعرَّف على ابنته وقع في حبِّها من النظرة الأولى، وصارت زياراته إلى ذلك البيت منظمة وبشكل مستمر.
وفي كل زيارة كان يتعرف على حبيبته أكثر فأكثر ويزداد تعلُّقًا بها، وصارت سببًا رئيسيًا لزياراته المستمرة، وفي أحد الأيام، وبينما كان يتناول العشاء في منزل السيد فارس كرامة، يأتي خادم المطران ليطلب من السيد كرامة المجيء لمقابلة المطران لأنه يريده في أمر ضروري، وعند ذلك يستغلُّ جبران هذه الفرصة ليعترف بحبه لسلمى ويفيضُ حبُّه على لسانه عذبًا شهيًّا، وتعترف هي له أيضًا بأنها تبادله نفس شعور الحب، ولكن الصدمة الكبرى تقع عندما يعود والدها ليخبرها أنَّ خطبتها قد تمَّت على السيد منصور بك وهو ابن أخ المطران، وقد كان منصور يطمع بثروة وأملاك السيد فارس، وبعد أن تتزوج سلمى مجبرةً من منصور بك، ينقطع جبران عن رؤيتها، إلا أنه كان يزور والدها، وفي أحد الأيام يلتقي بسلمى في منزل والدها وقد كان مريضًا ويموت في تلك الليلة من شدة المرض، ومنذ ذلك اليوم يلتقي جبران وسلمى في كنيسة صغيرة بعيدة عن بيتها، وبعد مرور خمس سنوات على زواجها تلدُ سلمى طفلًا وتموت معه، ليبقى جبران وحيدًا دون حبيبة ودون عائلة.
المصدر: موقع سطور كوم