قصص

الخبز والملح

الجانب الخفي من الأشياء!!

دخل رجل غريب الى مطعم في الشام وطلب رغيف خبز أكل نصفه وترك النصف الأخر وخرج، وفي كل يوم كان يفعل ذلك، فانتبه اليه رجل شامي، فسأله بكل أدب لماذا تأكل نصف الرغيف وتترك نصفه في كل يوم؟ ومن أين أنت؟
فقال الرجل: أنا من بغداد ، وزرت بلادا عديدة ولم أجد من يحفظ الخبز والملح، فأنا آكل نصف الرغيف ولا أجد من يستأهل أن يأكل نصفه الثاني.
قال له الرجل الشامي: أنت اليوم ضيفي،..
وجاء الموعد وكان الشامي يعيش في بيته مع أمه وابنة عمه اليتيمة التي على وشك الزواج بها، وطرق البغدادي الباب، ففتحت ابنة عم الشامي فهام بها البغدادي،
وبعد الغداء قال البغدادي للشامي أريد أن أستحلفك بالله يا من تقاسمنا الخبز والملح أن لا ترد طلبي، من الفتاة التي فتحت الباب؟ قال هي ابنة عمي ، فقال: أريد الزواج منها فقال الشامي هي لك..
سافر البغدادي مع عروسه ليعيشا في بغداد، وبعد مدة ماتت أم الشامي وفقر وباع بيته ليأكل بثمنه، وقلت النقود ولم يبق إلا شيء يسير، فقرر أن يسافر الى صديقه في بغداد ، وحين وصل بغداد علم أن صديقه البغدادي اصبح من أغنياء بغداد ولديه قصر هناك، فتوجه لقصره وطلب من الخادمة مقابلة صديقه، فعادت الخادمة تحمل كيسا من النقود الذهبية وأعطته اياه، فقال لها: أنا أريد مقابلة صديقي، ورمى بكيس النقود فانفرطت الليرات الذهبية على الأرض وذهب وفي عينيه دمعة كبيرة …..
واكتشف الشامي ان نقوده انتهت ولم يعد معه ثمن العودة للشام وأصبح ينام في المساجد، فأتاه رجل طاعن في السن ميسور الحال، وسأله عن حاله، فقال: إني لا أجد قوت يومي فقال له الرجل: لما لا تعمل في التجارة؟ وسأعينك بقرض مبلغ مال معتبر تبدأ به تجارتك..
وبدأ الرجل يعلمه التجارة وإسرارها والأسواق وكل شيء يفيده في عمله إلى أن اصبح الشامي في سنوات من العمل الدؤوب ميسور الحال وبنى قصرا في بغداد..
جاءت امرأة مسنة وطلبت من الشامي أن تعمل على خدمته في القصر
مقابل معيشتها، فوافق، وكانت له أما حقيقة ..ثم قالت له إن هناك فتاة فقيرة تريد العمل معي في القصر، فوافق بقلبه الطيب المعتاد، وبدأت الفتاة تتفانى في العمل.
الى أن تعلق بها الشامي وطلب الزواج منها..
سهلت له الأمور المرأة المسنة وحدد موعد الزفاف في بغداد …..
دخل الرجل البغدادي قصر الرجل الشامي، فقال له الشامي اتيت لزيارتك فبعثت خادمتك بكيس النقود وكأني متسول، والآن ماذا تريد؟..
قال له البغدادي: إني نظرت من شباك القصر فوجدت حالك التي اتيت بها، فأرسلت لك النقود لتصلح بها حالك أمام ابنة عمك التي زوجتني اياها رغم أنك كنت تريدها،
وحين وجدت أن كرامتك قد أبت عليك أخذ النقود، احترت ماذا أفعل من أجلك.. فهل تعلم من الرجل الكبير الذي علمك التجارة إنه أبي،والمرأة التي تخدمك في بيتك هي أمي، وأنا اليوم اتيتك لأحضر زفاف أختي..ثم اشار بيده فدخلت ابنة عم الشامي تجر في يدها طفل وطفلة كانهما الشمس والقمر، واقتربت من ابن عمها الشامي تهنأه ،
وجلس الجميع معاً،، هنالك أخرج البغدادي من جيبه نصف رغيف وقسمه على الجميع فأكلوه ….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى