الدماغ: ما المقدار الذي نحتاجه منه؟ رحلة مثيرة في أعماق العقل البشري

 المقدمة: جذب الانتباه

في عالم يشح فيه الوقت وترتفع الوتيرة، يبقى الدماغ البشري معجزة مثيرة للدهشة؛ هل تساءلت يومًا: لماذا لدينا هذا الكمّ من الدماغ؟ هل نستخدمه فعلاً؟ هذا التساؤل هو جوهر سيرة كتاب “الدماغ – وما المقدار الذي نحتاجه منه؟” للمؤلفة أليكسيس ويليت. الكتاب “سيرة الكتاب” هذه تأخذك في رحلة مثيرة بين مغاليق الدماغ المعقدة وحدَّة التساؤل اللازم.

 خلفية الكتاب والسياق الفكري

نُشر الكتاب في عام 2022، ورُصد في مصادر مثل Goodreads و Google Play أن هناك اهتمامًا بمعرفة مقدار الحاجة الحقيقية للدماغ([turn0search0], [turn0search6]).
المؤلفة أليكسيس ويليت، إحدى الباحثات المتمرسات في التواصل العلمي، تهدف إلى تبسيط مصطلحات الدماغ لغير المتخصصين، بالتعاون مع جينيفر بارنيت، العالمة المتخصصة في علم الأعصاب. سيرتهنما في الكتاب تطرح سؤالًا محوريًا: ما المقدار الحقيقي من الدماغ الذي نحتاجه فعليًا؟([turn0search15]).

 الفكرة الأساسية: الدماغ بين الحجم والاستخدام

الفرضية التي يبدأ بها الكتاب: الدماغ البشري أكبر بكثير مما يتوقعه المقاييس مقارنة بحجم الجسم. وهذا ما يجعل الولادة بشعة منطقية—رضيعنا يولد باكرًا، ضعيفًا، غير قادر على الحركة، لأن دماغه كبير جدًا([turn0search15]).
الكُتاب يتناولون الأسطورة الشائعة القائلة بأننا نستخدم فقط 10% من أدمغتنا وينفونها تمامًا، لكنهم يؤكدون أن العلم لا يستطيع حتى الآن تحديد كم نستعمل فعليًا من دماغنا في لحظة معينة أو عبر الزمن([turn0search15]).

التكيّف الدماغي: الخسائر الممكنة غير الحاسمة

من أخطر الجوانب المثيرة: الأطفال الذين يولدون بعيوب تطورية جزئية، أو المصابون بأذية دماغية… يظل البعض منهم يحتفظون بقدرتها على اللغة، والتفكير، والعواطف الأساسية رغم ضياع كميات من الدماغ([turn0search15]).
هذه الظاهرة تؤكد قدرة الدماغ على التكيّف—التعويض الوظيفي عبر الشبكات العصبية المتبقية.

 الرحلة البشرية: من الولادة إلى الشيخوخة

في الكتاب، نطّلع على مراحل تطور الدماغ: من النمو السريع في السنة الأولى من الحياة إلى الانكماش الطبيعي المرتبط بتقدم العمر—الخبر السيء، لكن الجانب الرحيم هو أننا لم نر بعد تقديراً كاملاً لكيف يتكيف الدماغ مع هذا الانكماش([turn0search6]).
الخبر المحفّز: الدماغ يمكن أن ينمو بوساطة تجارب مثل التعليم، بينما التجارب الضارة مثل تناول الكحول أو ضرب الرأس أو التقدّم في العمر تقتل خلايا لا تُعوَّض([turn0search15]).

 التنوع البشري في حجم الدماغ ليست كل شيء

الكتاب يستعرض تفاوت حجم الدماغ بين البشر:

• دماغ الرجال أكبر بنسبة حوالي 10% من النساء.
• الأشخاص الذين تطوّر أجدادهم في مناخات أبرد يمتلكون رؤوسًا ودماغًا أكبر بشكل كروي للاحتفاظ بالحرارة([turn0search15]).
  لكن الفارق الحقيقي ليس بالحجم، بل في الكفاءة الرمزية للدماغ—كيف نستخدم ما نملك من قدرات.

التفكير المستقبلي: إلى أين يتجه الدماغ؟

يناقش المؤلفان حدود الدماغ المحتملة في ظل أفضل الظروف من تغذية، وتعليم، ورعاية صحية، وأيضاً إمكانيات استبدال أو إعادة هندسة خلايا الدماغ تكنولوجيًا. هذه الإضاءات المستقبلية تزخر بالتفكير العلمي والتخيلي ([turn0search15]).

 استفادات القارئ: ما الذي نحتاج لمعرفته فعلاً؟

أولاً: الدماغ ليس معطى جامدًا؛ هو كيان تكيفي وظيفي يظهر مرونة غير متوقعة في مواجهة الفقد أو الخلل.
ثانيًا: ليس من الضروري أن يكون حجم الدماغ هو المحك النهائي للوظيفة أو الذكاء—بل الاستخدام الفعّال.
ثالثًا: العمر ليس نهاية؛ التجارب والتعليم يؤثران إيجابيًا على القدرات إلى جانب الرقعة الوراثية.

 اقتباسات بارزة مميزة

“Contrary to the popular myth, we do use more than ten percent of our brains, but even modern neuroscience cannot accurately tell us how much of our brain we use at any one time, or ever.”
— Alexis Willett & Jennifer Barnett ([turn0search15])

“Surprisingly large amounts of brain can be lost or damaged without losing functions like language, thinking, and emotions.”
— Alexis Willett & Jennifer Barnett ([turn0search15])

 تفسير المصطلحات العلمية

• الانكماش الدماغي: انخفاض طبيعي في حجم الدماغ مع التقدم في السن أو بعد أذية، دون تأثير كبير على الأداء لو كان الدماغ قادرًا على التكيف.
• الكفاءة العصبية: مدى قدرة الدماغ على استخدام بنياته المتاحة لتحقيق الوظائف المعرفية والعاطفية—بدلًا من الاعتماد على الحجم.
• التكيف الدماغي: قدرة الدماغ على إعادة توظيف أو تعزيز مناطق معينة لتعويض فقد مناطق أخرى.

 التقييم النقدي بموضوعية

الكتاب قوي في طرحه الفكري الإشكالي والمثير، إلا أن بعض الانتقادات ربما تخص:

• التعميم بناءً على حالات فردية دون بيانات كبيرة.
• تخيليّة بعض الأفكار بشأن المستقبل (مثل استبدال خلايا الدماغ) غير مدعومة بأبحاث علاجية واسعة حتى الآن.
  هذه الانتقادات لا تنتقص من قوة الكتاب، لكنها تدعو للقارئ لمزيد من التحقق من الأفكار المطروحة.

 الهيكل الزمني المبسّط

 خاتمة: دروس مستفادة من “حياة الكتاب”

سيرة الكتاب هذه تعلمنا أن دماغنا ليس مضمونًا؛ هو مجال محتمل للتكيّف والنمو والتطور، ليست مجرد حجم وتمثيل.
إنجازات الكتاب تكمن في طرح السؤال الوحيد: ماذا لو أننا لا نحتاج كل هذا الدماغ؟ وأي كمّ منه يكفي فعلاً؟
حياة الكتاب تستمر في إثارة الفضول نحو البحث المتواصل في علم الدماغ وعلم النفس العصبي، نحو فهم أعمق للذات البشرية.

لمعرفة المزيد: الدماغ: ما المقدار الذي نحتاجه منه؟ رحلة مثيرة في أعماق العقل البشري