كتب

الفكر السليم: رحلة خالد عبدالعزيز في إصلاح العقل وبناء وعي الإنسان المعاصر

مقدّمة: قراءة في عنوان ومكانة الكتاب

يُطرح «الفكر السليم» كعنوان يشير فوراً إلى موضوع مركزي: بحث في طبيعة الفكر، وكيفية تطهيره أو تجويده، ربما إعادة توجيهه أو إزالته من شوائب. إنه عنوان يحمل وعداً فكريّاً وأخلاقياً معاً: فالفكر ليس مجرد عملية ذهنية محضة، بل يحمل من الأبعاد الذاتية والاجتماعية ما يجعله «سليماً» أو غير سليم.
في زمن يُعاني فيه الكثير من الأفراد والمجتمعات من ضغوط المعلومات، والتضليل، والغرق في «الزحام» كما يُشير المؤلّف في المقدّمة، يصبح البحث في «الفكر السليم» ضرورة ملحّة. في موقعه ككتاب يصنّف ضمن «كتب عامة»، لكنه يمتدّ إلى مناخات الفلسفة، والتنمية البشرية، والاجتماع.
ويشكّل هذا العمل، من حيث الحجم (756 صفحة)، جهداً مفصّلاً يستحقّ التدقيق من حيث محتواه، هيكليته، وأسلوبه.

خلفية الكاتب وسياق الكتاب

المؤلّف خالد عبدالعزيز هو كاتب عربي له عدة أعمال منشورة ضمن دار الميدان للنشر والتوزيع، كما يظهر من قائمة كتبه.
من خلال خلفيته، يبدو أنّه يميل إلى موضوعات الفكري-الثقافي، وربما إلى التفكير النقدي والاجتماعي. في هذا السياق، يأتي «الفكر السليم» ليكون محاولة منه لأن يطرح رؤية أو قراءة من وجهة نظره حول ما نعانيه فكرياً ومعنوياً.
من الذكور أن نأخذ بعين الاعتبار «سياقه» الزمني: صدور الكتاب عام 2023، وهو زمن تشهد فيه المجتمعات العربية – كما غيرها – تغيّرات جذرية في نمط التفكير، في أدواته، في وسائل التواصل، في حالة الضياع أو الحيرة للعديد من الأفراد. في هذه البيئة، يصبح البحث عن «الفكر السليم» ليس ترفاً فكريّاً بل حاجةً وجدانية واجتماعية.

محتوى الكتاب: المحاور الكبرى

رغم أن المعلومات المتاحة حول فهرس الكتاب أو بنية أجزائه تفصيلية محدودة، إلا أنّ نبذة الناشر/المكتبة تشير إلى بعض العناصر الجوهرية التي يعالجها الكتاب:

«والناس في غيّ ومجون … وأنا بين الزحام تتناولنا الأحداث وتدور بنا الدنيا … ولست ملاكاً بين البشر فأنا بين الزحام أصيب وأخطأ … ولا يوجد أسوأ من النفاق واعتراف الإنسان بنقصه أعتبره فضيلة… وفي لحظات الغضب تظهر الحقيقة ونتلفظ بكلمات نندم عليها لاحقاً… والأحلام وأضغاث الأحلام هناك من غرّته الأحلام فأصبح غارقا في الوهم… والجميلة التي تتعري وتلفت الأنظار قد سلمت نفسها للشيطان ليفسد بها قلوب ونفوس البشر… بين الطمع والجشع هناك من يبني لنفسه ثروة من ظلم الناس وعند الله لا يضيع شيء… وأنا بين الزحام ألتفت من هنا لهناك محاوِلاً الوصول إلى الحقيقة.»
من هذه المقتطفات يمكن استنباط المحاور الكبرى التالية:

  1. الحالة الإنسانية والانزياح: الأفراد في «غيّ ومجون» أو في زحام الأحداث، يعترفون بأنهم ليسوا مثاليين، بل بين الخطأ والصواب.
  2. النفاق، الاعتراف بالنقص، والتوبة: الاعتراف بالنقص يُعتبر فضيلة، في مقابل حالة النفاق التي هي الأسوأ.
  3. الأحلام والوهم: هناك من غرّته الأحلام فقضى في الوهم؛ القضية هنا مضاعفة: الأحلام حين تتحول إلى وهم، والفكر حين يُخدع به.
  4. الجسد، الشهرة، الزينة، والفساد الأخلاقي: الإشارة إلى الجميلة التي «سلمت نفسها للشيطان» عبر الزينة والنظر، هي استعارة لقضايا جمالية/أخلاقية تُربط بالفكر والسلوك.
  5. الطمع والجشع والظلم: يحيل إلى أبعاد اجتماعية وسياسية وفكرية في آنٍ واحد: كيف يبني البعض ثروته بظلم الآخرين، ومع ذلك: «عند الله لا يضيع شيء».
  6. البحث عن الحقيقة وسط الزحام: المؤلّف يضع نفسه كمراقب، ومن ثم مشارك، بين المتأمّل والفاعِل، يسعى إلى تسليط الضوء والإرشاد.

بناءً على ذلك، يمكن القول إن الكتاب ينتظم حول محاولة فكرية – أخلاقية – اجتماعية لترميم الفكر البشري وجعله «سليماً» في أبعاد عدة: الذات، المجتمع، القيم، السلوك. من منظور قصصي-سردي، يمكن القول إن المؤلف يسرد «حالة» الإنسان في عصره، ثم يعرض «مناشداً» نحو التغيير أو الإصلاح.


أسلوب المؤلّف وبنيته السردية

يوحي المقتطف أن أسلوب المؤلف يمزج بين التأمّل الشخصي والحالة الاجتماعية العامة. عبارات مثل «أنا بين الزحام» تجعل المتلقّي يشعر بأن هناك راوٍ مشاركاً، لا مجرد مطلقٍ أفكار من بعيد. هذا يسهم في جعل النص أكثر قرباً للقراء، إذ يراه يعيش التجربة، يعترف بالخطأ، يتلمّس الحقيقة.
من حيث البناء، يبدو أن الكتاب قد ينقسم إلى فصول أو محاور متصلة، كل منها يعالج جانباً من «الفكر السليم»: فكر الذات، فكر المجتمع، فكر القيم، فكر الفعل. ربما يبدأ من التشخيص («الأزمة في الفكر») ثم ينتقل إلى العلاج أو التوجيه («كيف نجعل فكرنا سليماً؟»).
كما أن لغة الكتاب تُعبّر عن وعي روحاني وأخلاقي، لا تكتفي بالنقد الخارجي بل تدعو إلى الاعتراف والمحاسبة الذاتية. كذلك، هناك استعمال رمزي لبعض الصور (الزحام، الأحلام، الزينة، الثروة، الظلم) مما يضفي بعداً تأملياً أو شعرياً على النص.

تحليل نقدي: نقاط القوة والضعف

نقاط القوة

  • شمولية الموضوع: الكتاب يغطي جوانب متعددة من الفكر ليس فقط الحكمة أو التأمل، بل الأخلاق، والسلوك، والمجتمع، والاقتصاد (من خلال الطمع والجشع). هذا يتيح له ان يكون مرجعية لمن يسعى إلى تطوير الفكر والذات.
  • اللغة القريبة من القارئ: بعبارات مثل «أنا بين الزحام»، يجعل المؤلّف نفسه قريباً من الواقع، ليس أستاذاً منعزلاً. هذا يمكن أن يعزّز تفاعل القارئ مع النص.
  • تحفيز الاعتراف بالخطأ: الاعتراف بالنقص يعتبر فضيلة عند المؤلّف، وهو توجه مهم في عالم مليء بمدّعين المثالية أو القِوام. هذا التوجّه يعكس نضجاً فكرياً وأخلاقياً.
  • التركيز على الفكر كقيمة محورية: في وقت تتفوق فيه التقنيات والوسائط، يصحّ أن يعود الكتاب إلى «الفكر» بوصفه جوهراً، وأن يستعيد قيمته وأبعاده.

نقاط الضعف / الملاحظات

  • غياب فهرس منشور أو تفصيل واضح لمحاور الكتاب: بناءً على ما توفّر، لم أتمكن من الوصول إلى فهرس مفصل، مما يقلّل من وضوح البناء للمطلّع قبل القراءة.
  • التعميم والرمزية: بعض العبارات تستخدم رموزاً عامة (الزينة، الجشع، الأحلام) دون دائماً تفعيل تطبيقات ملموسة أو أمثلة محددة قد تساعد القارئ على ربط النص بالواقع العملي.
  • الحاجة إلى منهجية أكاديمية أو بحثية أو تطبيقية أكثر وضوحاً: إذا كان القصد من الكتاب ليس مجرد تأمل، بل تغيير فكري وعملي، ربما كان من المفيد أن يحتوي على أدوات أو تمارين أو خطوات واضحة.
  • إمكانية التكرار: في الكتب التي تغطي «الفكر» و«الذات» كثيراً، قد يقع المؤلف في تكرار الموضوعات أو الصور، مما يُضعف التركيز أو الفاعلية إذا لم يُرَ بنية واضحة.

كيف يُقرأ هذا الكتاب؟ إرشادات للقارئ

لكي يستفيد القارئ من هذا الكتاب على نحو فعّال، أقترح الخطوات التالية:

  1. القراءة التأمّلية: بما أن الكتاب يحمل طابعاً تأملياً، يُفضّل القراءة ببطء، مع وقفات بين الفقرات، وربط ما يُقرأ بتجارب الحياة اليومية.
  2. تدوين الملاحظات: احفظ أو دوّن عبارات أو اقتباسات تعبّر عنك أو تتحدّاك، ثم عُد إليها بعد بضعة أيام لترى ما تغيّر.
  3. ربط النص بالواقع: حاول أن تربط بين فكرة الكتاب (مثلاً: النفاق، الطمع، الاعتراف بالنقص) وبين مشهَد رأيته أو عايشته. هذا الربط يجعل الكتاب حيّاً في تجربتك.
  4. مناقشة جماعية أو شخصية: يمكنك فتح حوار مع صديق أو مجموعة حول محاور الكتاب: ماذا تعني «الفكر السليم» في واقعك؟ ما العوائق التي تواجهك؟
  5. تطبيق محلي: بما أن المؤلف يشير إلى «الزحام»، «الأحداث»، «الحياة بين البشر»، فربما تستطيع اختيار فصل أو محور من الكتاب وتطبيقه في أسبوع: كم عدد المرات التي تجرّدت فيها من النفاق؟ أو اعترفت بنقصك؟ أو قاومت الطمع؟
  6. إعادة مراجعة بعد فترة: بما أن الفكر مسار وليس حالة ثابتة، العودة إلى بعض الفصول بعد شهر أو شهرين قد تكشف مدى تغيّر نظرتك أو سلوكك.

أبعاد وتأثيرات محتملة للكتاب

الأبعاد الذاتية

من خلال تأمّل المؤلّف، يُقدّم دعوة للإنسان بأن يكون واعياً بفكره، بأن يتتبّع ما يختلج في وجدانه، بأن يعترف بنواقصه ويتحرّر من النفاق. هذه دعوة إلى الصدق مع الذات، وإلى العمل على إصلاح الفكر.
إذ أن «الفكر السليم» ليس فقط فكراً محافظاً أو تقليدياً، بل فكراً متحرّراً من التجميل الذاتي، ومفتوحاً على النقد، ومقيّداً بالقيم والأخلاق.

الأبعاد الاجتماعية

عبر معالجة مثل الطمع، الجشع، الظلم، يجعل المؤلّف الفكر ليس مسألة فردية محضة، بل مسألة مجتمعية. فكّر في من يبني ثروته على ظلم الناس: هنا الفكر متورّط في بنية المجتمع، في الاقتصاد، في العدالة. بالتالي، الفرد الذي يصلّح فكره يمكن أن يساهم في إصلاح المجتمع.

الأبعاد الأخلاقية والقيمية

النفاق، الذي يعتبره المؤلّف «أسوأ من الخطأ»، هو انحراف فكري وأخلاقي معاً. الاعتراف بالنقص فضيلة: هذا تحول في رؤية الذات – رؤية الأقل، بدلاً من الرؤية الأعلى الزائفة. هذا التأكيد على الاعتراف والصدق هو محور أخلاقي مهم.

الأبعاد التطبيقية والتطويرية

إذا ما تبنّى القارئ ما يقدّمه الكتاب، فقد يُحدث تغيّراً في: طريقة التفكير – من «أنا دائماً على حق» إلى «أنا قد أخطئ وأتعلم»؛ طريقة السلوك – من الطمع أو التملّق إلى الصدق والإنصاف؛ طريقة التعامل مع القيم – من استهلاك الصورة أو الزينة إلى عمق المعنى والخلق.

التأثير المحتمل في المشهد الثقافي العربي

في عالم العرب اليوم، هناك ضرورة ملحّة لمثل هذه الكتب: فكراً نقدياً، ذاتاً مقبلة، مجتمعاً واعياً. يمكن أن يكون الكتاب مرجعاً في حوارات التنمية الذاتية، وربما في برامج تدريب الفكر أو القيادة أو الأخلاق. كذلك، لمن يهتم بالثقافة العربية المعاصرة، يمكن أن يشكّل نقطة انطلاق لحوار أعمق حول «الفكر السليم» ضمن السياق العربي – بما فيه السياسي، والاجتماعي، والديني.

نقاط ارتكاز ثانوية: مناقشة بعض المفاهيم المفتاحية في الكتاب

«الزحام» والبحث عن الحقيقة

المؤلّف يستخدم مصطلح «الزحام» كمجاز للحياة المعاصرة: زحمة معلومات، زحمة أحداث، زحمة مشاعر. هو بين الزحام، وليس معزولاً: هذا يُضفي على الكتاب طابعاً واقعياً. في هذه الزحام يبحث عن الحقيقة. وهنا تكمن دعوته: لا تظلّ غريقاً في الزحمة، بل كن متأمّلاً، فاعلاً، واعياً.

«الأحلام وأضغاث الأحلام»

تصوير الأحلام – بكونها قد تكون وهمية – يطرح تساؤلاً: هل فكرنا مربوط برؤية حقيقة أم بأوهام؟ ما الفرق بين حلم مشروع وفكر تهافتي؟ كيف نفصل بين ما يسهم في البناء وبين ما يقود إلى التشتّت؟

«الجميلة التي تتعري وتلفت الأنظار … سلمت نفسها للشيطان»

يطرح المؤلّف قضية الجاذبية البصرية أو الشهرة أو الزينة – ليس فقط بوصفها مظهرية، بل بوصفها تهديداً للفكر القويم وللضمير. يمكن أن يُقرأ هذا رمزاً للثقافة الاستهلاكية أو لعالم الإعلام الذي يُسوّق صوراً تمنع الفكر الحر والضمير المستقل.

«بين الطمع والجشع … من يبني لنفسه ثروة من ظلم الناس»

هنا ينتقل الفكر من البعد الفردي إلى البعد الاقتصادي والاجتماعي. الطمع والجشع ليسا فقط خللاً في النفس، بل في الفكر أيضاً: فكر يُسوّغ الظلم، أو يغضُّ الطرف عنه، أو يتعاطاه. إصلاح الفكر هنا يعني أيضاً إصلاح المنظومة الأخلاقية في المجتمع.

«اعتراف الإنسان بنقصه أعتبره فضيلة»

هذا المفهوم يشكّل قلب الرسالة: أن الخطأ ليس نهاية، بل الاعتراف هو البداية. الفكر السليم لا يُعبر عن كمال مطلق، بل عن صدق مع الذات، واستعداد للتغيير، ونقد دائم. هذه رؤية تحرّر الفرد من عبودية الكمال الزائف، ومن هيمنة الصورة المثالية، وتفتح الباب للإبداع والتجديد.

توصيات لمنهج قراءة الكتاب ودمجه في سياق التطوير الذاتي والفكري

  • يمكن أن يُستخدم الكتاب كمرجع في ورشات «تطوير الفكر» أو «التفكير النقدي» حيث يُوزّع للمشاركين أجزاء منه، ويطلب منهم مناقشته.
  • في سياق التعليم الجامعي أو ما بعده، يمكن دمج محتوى الكتاب ضمن مقرر «الفكر العربي المعاصر» أو «أخلاق الفكر».
  • للقارئ العادي، يُنصح بتقسيم القراءة إلى أجزاء صغيرة (على سبيل المثال، 50 صفحة كل أسبوع تقريباً)، مع كتابة ملاحظات وتأمّلات شخصية بعد كل جزء.
  • إمكانية إعداد «مدونة شخصية» أو «دفتر تأمّل» بعنوان «كيف أصبح فكرٌي أنقى؟» يتضمّن اقتباسات من الكتاب، وأسئلة: ما الفكر الذي يحكمني؟ ما قيمته؟ ما أنماط تفكيري التي تحتاج إلى مراجعة؟
  • من المفيد مقارنته بكتب أخرى في مجال الفكر والتنمية الذاتية، مثل كتب التفكير النقدي، أو كتب «إصلاح الذات»، لبيان المشترك والمميز.

الخاتمة: القيمة والفائدة المرجوّة

يعدّ كتاب «الفكر السليم» لمحمد عبدالعزيز (أرجع الاسم: خالد عبدالعزيز) جهداً فكرياً يستحقّ القراءة لمن يرغب في إعادة النظر في ذاته، وفي فكره، وفي موقعه في الحياة المعاصرة. إنه دعوة للصفاء ليس فقط في العقل، بل في الأخلاق، والسلوك، والمجتمع.
بعيداً عن العناوين التجارية الزائفة، يقدّم المؤلّف رسالة إنسانية: الإنسان ليس ملاكاً، لكنه قادر على أن يسعى نحو الأفضل … وأن يجعل فكره سليماً، وإن لم يكن مثالياً.
وقد يبدو الكتاب أكثر فائدة لمن يشعر بـ«ضياع فكري» أو «اهتزاز في القيم» في هذا الزمن المتغيّر. وفي المقابل، ربما يتطلّب من القارئ جهداً إضافياً: ليس فقط قراءة، بل تطبيق، مراجعة، تأمّل، وربما تغيير.
إنّ القيمة الحقيقية للكتاب لن تظهر فقط في عدد الصفحات التي نقرأها، بل في مدى ما نغيّره في طريقة تفكيرنا، وفي تعاملنا مع الذات والآخر، في دقة رؤيتنا، وفي إصلاحنا الداخلي.
في هذا المعنى، يصبح «الفكر السليم» ليس عنواناً فحسب، بل مساراً وأفقاً.

لمعرفة المزيد: الفكر السليم: رحلة خالد عبدالعزيز في إصلاح العقل وبناء وعي الإنسان المعاصر

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى