كتب

بنت من حبر وورق: رحلة هبة شريقي في كتابة الذات بين الحبر والحنين

مقدّمة

صدر ديوان «بنت من حبر وورق» للشاعرة السورية هبة شريقي عن دار الآن ناشرون وموزعون، ويتكوّن من نحو ١٣٧ إلى ١٤٢ صفحة حسب الطبعة والمصدر.
يُصنّف الديوان ضمن الشعر العامي أو المحكي، إذ كتِب باللهجة المحكية السورية، وهو ما يميّزه ويفتحه على تجربة لغوية شعبيّة وإنسانية مختلفة.
عنوان الديوان «بنت من حبر وورق» يوحي بلحنٍ شعريّ يستحضر التعبير الذاتي، الكلمات التي تُكتب، والمحو الذي يُمكن أن يحدث؛ كما يستحضر وضع الشاعرة كابنٍ أو بنت ذلك الحبر والورق – أي كمن تُعبّر وتُسوّغ لحظة كتابة ونشر وتواصل.

في هذا المقال، سنمرّ أولاً على السياق اللغوي والثقافي الذي ينطلق منه الديوان، ثم ننتقل إلى موضوعاته الكبرى، بعد ذلك نحلّل الأسلوب اللغوي والفنّي، ثم نسّلط الضوء على بعض القصائد أو مقتطفات نموذجية، وأخيرًا نستخلص بعض التوصيات والتأمّلات والنقد.

السياق اللغوي والثقافي

تُعدّ هبة شريقي من المؤلفات المعاصرات اللاتي اختَرن أنْ يكتبنَ باللغة المحكية، أو يُوظفنَ اللهجة العامية/المحكية السورية، في تجاربهنّ الشعرية. وقد صرّحت المصادر بأن الديوان «باللهجة المحكية السورية، وقد شرحت فيه عدداً من المفردات والمصطلحات التي قد تكون غريبة عن اللهجات الأخرى».
هذه الخطوة تحمل دلالات متعددة: أولاً، فهي توطين للشعر داخل حياة الناس اليومية، واستخدامٌ للّغة التي يتحدّث بها الناس العاديون، لا فقط لغة الفصحى. ثانيًا، هي تحدٍّ لشيوع استخدام الفصحى فقط في النصوص الشعرية، وتوسّع للفضاء الشعري ليشمل صوتاً “من الحيّ” أو “من البيت” أو من الواقع المحكي. ثالثًا، تحمل فكرة “الحبر والورق” كوسيلة للتسجيل، للذّكر، للأمانة التي يتحمّلها الشاعر نحو الواقع والذاكرة.

كما أن عنوان الديوان يوحي بأن الشاعرة تُقدّم نفسها كـ “بنت” (رمز لِشخصيّة متلقّية ومنبثقة من الحبر والورق)، وكأنها تنحدر من عالم الكتابة ذاته، من النص، من الورقة البيضاء، ومن السؤال “من أكون أنا بين الحبر والورق؟”.

من وجهة ثقافية، الكتابة باللهجة تُفتح على جمهور أوسع، لكنها تواجه أيضاً تحديات: هل تُقرأ باللهجة كوضع شعري؟ هل تقبلها النُّخَب؟ وكيف يتعامل معها القارئ الذي لا يشترك باللهجة؟ هبة شريقي اتّخذت خطوة في هذا الاتجاه، ووضعت — بحسب المصادر — “شرحاً لبعض المفردات والمصطلحات” وأهدت الديوان “لكلّ حدا بيشعُر إنّو القصيدة إجت عَ قياس حُبّو …”
بهذا تكون الشاعرة قد أرادت إقامة علاقة مباشرة مع القارئ، بوصفه “من” القصيدة، أو من متعلّقاتها: الحزن، الفرح، الحب، الخيبة، الحلم.

من ناحية أخرى، يمكننا أن نقرأ هذا الديوان في سياق التجارب الشعرية المعاصرة في سوريا واليمن والمشرق العربي التي تستعمل اللهجة المحكية باعتبارها “لغة الشارع” و”لغة القلب”، فتغدو النصوص أقرب إلى الحياة اليومية، إلى الجسد، إلى الصوت، إلى الزمان والمكان الخاص. هذا يطعن فكرة أن الشعر ينتمي فقط إلى اللغة الفصيحة والمألوفة في الدوائر الكلاسيكية.

موضوعات الديوان

من خلال ما هو متاح من معلومات ومقتطفات، يمكن تحديد عدّة موضوعات رئيسة في “بنت من حبر وورق”:

1. الأمّ والحنين

عنوان الديوان يحتوي اقتباساً من النص: “جرّبت إحكي شعر عن أمّي حَطّ الشعر إيدَيه عا تمّي”
هذا المقتطف يكشف أنّ الشاعرة تتوجّه إلى أمّها، أو إلى صورة الأمّ كمكونات للكتابة: الشعر، اليد، التلمّس، الحضور الجسدي. الأمّ ليست فقط شخصاً محبّاً أو ماضٍ، بل كيان يؤثّر في فعل الكتابة ذاته، في الحبر والورق، في الذكرى، وفي الحلم.
الحنين إلى الأمّ، ربما فقدانها، ربما ابتعادها، أو ربما حضورها المتكرر في محاور النص، يبدو كثيمة مركزية. هي مصدر إلهام، مأوى للكتابة، وأحياناً مصدر وجع أو غياب.

2. الحبّ والفقدّ والخسارة

في المقتطفات المنشورة، يظهر أمامنا “الحزن”، “الجرح”، “الوجع”، “الخيبَة” ككلمات ذات دلالة قوية. على سبيل المثال: «لكلّ حدا بيشعُر إنّو القصيدة إجت عَ قياس حُبّو، عَ قياس حزنو ووجعو وخيبتو».
هذا يشير إلى أن الشاعرة لا تكتب فقط من مكان الانشراح أو الفرح، بل من موقع التصدّع، من الموقع الذي فيه الكلام يحاول أن يبلّغ ما لا يمكن قوله. الورقة والحبر يستوعبان هذا الصمت الشعري، أو هذا الحزن المحتوم.

3. الهوية واللغة والمكان

اختيار اللهجة المحكية السورية ليس فقط جمالية، بل أيضاً إعلان هوية. حين تستخدم الشاعرة مفردات محكية، فإنها تستدعي مكاناً وطنياً/محلياً، وتجربة يومية، وذاكرة مجتمعية. في الزمن الراهن، الذي يشهد النزوح والحروب والتشظّي، فإن اللغة المحكية تمثّل صلابة في مواجهة التبدّد.
كما أن الصورة «بنت من حبر وورق» يمكن أن تُقرأ كاستعارة للمرأة، للشاعرة كأنثى، لمن ينتمي إلى الكتابة، لمن يحمل قلماً ويكتب لكنه في الوقت نفسه “من الورق” — أي هشّ، شکن، معرض للمحو، للنسيان، للتغيّر.

4. الكتابة والشعر كفضاء للتساؤل والشفاء

العبارة «جرّبت إحكي شعر» تُوضّح أن الكتابة تجربة، محاولة، ربما فشل أو نجاح. الشعر ليس تلقائياً، بل مجرّب. والكتابة هي فعل جسدياً — “حطّ الشعر إيدَيه عا تمّي” — كأن الشعر يُمسك بيد الأمّ أو بيد المتلقي، وكأن الورقة تستقبل هذا الشعر كيدين ممتدّتين.
من هذا المنظور، الشعر ليس فقط للتجميل، بل فضاء للتواصل، للذاكرة، للوجع، للشفاء — أو ربما للبحث عن الشفاء.

5. العلاقة بين الحبر والورق كاستعارة

الحبر والورق عنصران ماديّان: الحبر يمثّل الكلمة المكتوبة، الورق يمثّل الحامل. الشاعرة باعتبارها “بنت من حبر وورق” تضع نفسها في موقع الوسيط، بين ما يُكتَب وما يُقرأ، بين الذات والآخر، بين الحضور والغياب. الحبر يمكن أن يُمسح، الورق يمكن أن يُمزّق أو يُنسى — هذا كلّه يضفي بعداً هشّاً وعابراً لتجربة الشاعرة.
وقد يكون هذا العنوان أيضاً تذكيراً بأن الكتابة لا تنفصل عن مادّتها، وأن الشعر لا يعيش في الهواء بل في هذه المكونات: في الأصابع التي تمسك القلم، في الورقة التي تتلقاه، في الحبر الذي يجفّ أو يتلطّخ.

الأسلوب اللغوي والفنّي

اللغة واللهجة

كما سبق، استخدمت الشاعرة اللهجة المحكية السورية، وهذه ليست مجرد “زينة” بل اختيار شعري أساسي. اللغة المحكية تحمل معها إيقاعاً صوتياً خاصاً، نبرات يوميّة، وضجيج الحياة الأصلي — من الشارع، من البيت، من الجسد. هذا يمنح النصّ أقربية للمتلقِّي، ويخلق نوعاً من “الصداقة الصوتيّة” بين الشاعرة والقارئ.
لكنّ هذا الاختيار يتطلّب أيضاً توازناً: أن تظلّ اللغة شفّافة ومعبرة، لا أن تُصبح محلية جداً لدرجة لا تُفهم من خارج دائرة اللهجة. ومن المصادر نلمح أن الشاعرة “شرحت عدداً من المفردات والمصطلحات التي قد تكون غريبة عن اللهجات الأخرى”.
بهذا، تحاول الشاعرة توسيع جمهورها، وليس فقط المحلية.

الصور البلاغية والأسلوب

الديوان يبدو محمّلاً بصور بلاغية تستعمل الحواس (“حطّ الشعر إيدَيه عا تمّي”)، واستعارات تشبّه الحبر باليدين، الشاعرة بالأمّ، الورقة بالطفل أو بالتلقّي. هذه الصور تُظهر قدرة على المزج بين التجربة اليومية والمجاز الشعري، بين البسيط والعميق.

الفواصل الزمنية والمكانية في النصّ قد تكون مفتوحة أو مشيّدة بلهجة تختزل الأحداث، الأحاسيس، الذكريات في جملة أو سطر. من خلال المقتطفات نلمح رغبة في تدوين لحظة، أو تعليقٍ على مرور الزمن، أو تسجيل لقاء أو فقد.
كما أنّ العنوان الفرعي للديوان — إن صحّ تسميته — مؤشر إلى “تجربة كتابة”: “جرّبت إحكي شعر” — ما يجعل النصّ نصّ تجربة لا نصّ اقتناع نهائي. هناك حركة، تجريب، ربما تردّد، ربما إعادة.

بنية الديوان ومقاطعته

بحسب فهرس الديوان في نسخة غوغل بوك («Section 1»، «Section 2»، … حتى Section 16) يظهر أن الشاعرة قسمت النصّ إلى مقاطع أو فصول.
هذا يدلّ على أنّ الديوان ليس مجرد مجموعة قصائد متناثرة، بل تنظيم معين قد يتغيّر موضوعاً أو موسيقى داخل كلّ مقطع. قد يكون كلّ “Section” امتداداً للذات أو لموضوع مختلف: الأمّ، الحبّ، الفقد، الكتابة، الزمن، اللغة. هذا التنظيم يمنح التجربة الشعريّة عمقاً وهيكلة، ما يساعـد القارئ على التنقّل والتأمّل.

التجانس بين الشكل والمضمون

لغة المحكي، العنوان التفاعلي، الإهداء المباشر “لكلّ حدا بيشعُر…” — كلها عناصر تُعزّز فكرة أنّ النصّ ليس مسافة بين الشاعرة والقارئ، إنما يد دخلت يد الآخر، وأنّ الحبر والورق يصنعان مساحة مشتركة.
هذا التماهي بين الشكل والمضمون يجعل الديوان تجربة قرائية ذات بعد إنسانيّ، لا مجرد تأمّل شعري تجريدي.

قراءة بعض المقتطفات وتحليلها

فيما يلي تحليل لبعض المقتطفات أو العبارات المعلنة في المصادر، مع محاولة الربط الأدبي والتأمّل:

«جرّبت إحكي شعر عن أمّي حَطّ الشعر إيدَيه عا تمّي»
هذه العبارة تجمع بين “التجربة – جرّبت”، والموضوع – الأمّ، والفعل – “حَطّ الشعر إيدَيه عا تمّي”. فعل “حطّ” في اللهجة المحكية يعطي إحساساً بالعفوية، بالحركة اليدوية، باللمس. “إيدَيه عا تمّي” يعني “يده على تمّي” – أي اليد على صدري، أو ربما اليد على حضني. هذه الصورة حميمة جداً، جسدية، حقيقية. فتخرج الشاعرة من مجرد الكلام إلى الفعل، من المشاهدة إلى التماس. وترسم علاقة بين الشعر (ككلمة مكتوبة أو منطوقة)، واليد (كمسّ)، والجسد (بتمّي). بهذا تربط الشاعرة الشعر بجسدها، بذاكرتها، بوجودها المحسوس.

«لكلّ حدا بيشعُر إنّو القصيدة إجت عَ قياس حُبّو، عَ قياس حزنو ووجعو وخيبتو، عَ قياس ضحكتو، أو عَ قياس حلمو»
هنا نرى توسّعاً في الجمهور: “لكلّ حدا” – أي ليس فقط القارئ المتخصّص أو المتذوّق، بل “كل شخص” يشعر. والشعور هو معيار النصّ: الحبّ، الحزن، الوجع، الخيبة، الضحكة، الحلم. هذه المفردات تجمع بين النقيضين: الفرح (ضحكتو، حلمو) والحزن (وجعو، حزنو، خيبتو). فالشاعرة تعلن بأن النصّ يفتح على كامل طيف التجربة الإنسانية، ولا يختزلها في جانب واحد. “عَ قياس” تعبير باللهجة يعطي بعداً فردياً: كلُّ شخص يقيس بما لديه، فالنصّ حالة انعكاس. القصيدة ليست “على قياس الشاعرة” فقط بل “على قياس حبّك، على قياس حزنك”. هذا يخلق شعوراً بالمشاركة والتشارك، بأن النصّ ليس تجربة معزولة، بل مرآة قد يقرأها الآخر في نفسه.

«… حبر وورق … حدا حروف حزن حكي حلو خيالي» (من مقتطفات الفهرس التي سلطها غوغل)
هذه الكلمات – “حبر وورق”، “حروف حزن”، “حكي حلو”، “خيالي” – تشكّل مجموعة من المدلولات التي تشتبك مع بعضها: الكتابة (حبر وورق، حروف)، الدماغ والإحساس (خيالي)، الألم (حزن)، الكلام (حكي). بتجميعها بهذا النحو تختزل الشاعرة موضوعها في كلمات مفتاحية، وتترك القارئ يدخل في النصّ من “مفتاح” تجريدي أو شعوري. وهذا التجميع الضمني يعطي دفعة تأملية سريعة، ويخلق رابطة صوتية (الحبر، الحروف، الحكي، الحزن).

قراءة نقدية وتأمّلية

نقاط القوة

  • الاختيار اللغوي المحكي يمنح الديوان فرادة وسهولة اقتراب. كثير من القرّاء يشعرون بأن اللغة التي تُشبه “حديثهم اليومي” تجعل النصّ أقرب إليهم، أقلّ “ابتعاداً” أو “تأليهاً”.
  • الصدق الشعوري: من المقتطفات يُلمَح أن الشاعرة لا تخف أن تدخل إلى أماكن الوجع، الحنين، الحبّ، الفقدّ، الكتابة عن الأمّ وعن ذاتها. هذا الصدق يعطي قوة للنصّ.
  • البنية المركّزة والقصيرة نسبيّاً (حوالي 140 صفحة) تسمح بنصّ مكثّف، ليس مطوّلاً بشكل مفرط، ما يعزّز الانسيابيّة والتمهّل في القراءة.
  • الطابع الإنساني الشامل: الشاعرة تُوجّه إلى “كلّ حدا”؛ النصّ ليس موجهًا إلى نخبة شعرية فقط، بل إلى أي إنسان يحمل شعوراً، حلمًا، وجعًا.

ملاحظات وتحدّيات

  • الكتابة باللهجة المحكية قد تضع أقفالا على بعض القرّاء الذين لا يعرفون المفردات أو ليسوا متمكّنين من اللهجة السورية. رغم شرح بعض المفردات، إلّا أن الحسّ الموسيقي والنطق قد يختلف لدى القارئ العربي من خارج سوريا.
  • كثافة الصور الشعرية والمجاز قد تجعل بعض الأبيات تحتاج توقفاً وتأمّلاً — أي أن النصّ ليس “سهلاً” بمعنى السطحى، بل يحتاج قراءة متأنّية. هذا ليس خطأ، لكن قد يكون تحدياً لبعض القرّاء العاديين.
  • من جهة النقد الأدبي، قد يُطرح السؤال: ما الجديد في التجربة؟ الشعر باللهجة ليس جديدًا تمامًا، فهل تجديد الموضوع أو الأسلوب كافٍ لجعل النصّ متميّزاً في بحر التجارب الشعرية؟ لن تجد الشاعرة – من المقتطفات المتاحة – توجّهاً تجريبياً مادياً كبيراً (مثلاً تجريب في الشكل أو القصيدة المتفتّحة أو الزمكان)، إنما تمضي في تجربة ذاتية باللهجة. ربما هذا كافٍ، لكن من حيث التجديد الأدبي قد يكون هناك مجال أكثر.
  • يحتاج الديوان إلى ترجمة نقدية أعمق – مثلاً كيف تتعامل الشاعرة مع الزمان والمكان، النصّ واللغة، الذات والآخر — وهو ما قد يتطلّب دراسة مرافقة أو مقالة نقدية.

ما يضيفه هذا الديوان إلى المشهد الشعري

  • يُسهم في تعزيز حضور الشعر باللهجة المحكية السورية، وهو ما يُعدّ جزءاً من حراك ثقافي كبير في العالم العربي حيث تُستخدم اللهجات المحلية في الأدب والشعر.
  • يربط بين الشعر والكتابة الحيّة، بين النص والذاكرة، بين الحبر والورق واليد والجسد؛ هذا الربط يجعل القراءة تجربة أكثر قرباً وحياة.
  • يُذكّر بأن الشعر ليس فقط “فنّاً” بل وسيلة للحياة، لتسجيل اللحظة، للحبّ، للفقد، للّغة التي نعيشها كلّ يوم — ليس لغة “مكتوبة للفنّ” فقط بل لغة “مكتوبة من الحياة”.

توصيات للقرّاء والباحثين

  • للقرّاء: يُنصح بقراءة الديوان ببطء، مع سماح للتوقف أمام العبارات التي تعبّر عن حركة اليد، الذاكرة، الحبر، الورق. ربما قراءة بصوت عالٍ تساعد في إدراك الإيقاع المحكي.
  • للباحثين أو الطلبة: يمكن تناول الديوان ضمن أطروحات حول “الشعر باللهجة المحكية في سوريا بعد 2010” أو “الكتابة الأنثوية في الشعر المحكي”، أو “العلاقة بين اللغة المحكية والشعرية في الدواوين المعاصرة”.
  • يمكن ربط الديوان بمنجزات أخرى للشاعرات السوريات أو العربيات اللاتي اخترن اللهجة، لمقارنة التجارب، واكتشاف ما يميّز هبة شريقي (لغة، موضوع، أسلوب).
  • يمكن استخدام الديوان مادة في ورش كتابة شعرية للهجات، حيث يُقرأ كمثال على كيف تتحول لغة الشارع إلى نصّ شعري.

خاتمة

في «بنت من حبر وورق» تقدّم هبة شريقي تجربة شعرية صادقة ومباشرة، لغة محكية، إحساسٌ يوميّ، وتجربة كتابة مكثّفة. الديوان لا يمثّل حالة شعرية تعطّل اللغة أو تستعصي على القارئ، بل بالعكس: يسعى لأن يكون الشعر “لكلّ حدا” يشعر، ويقرأ، ويكتب.
العنوان، الأسلوب، الموضوعات كلها تتقاطع في بنية تجعل النصّ ليس فقط مقروءاً، بل محسوساً؛ الأدب ليس رفاهية، بل حاجة، الكتابة ليس تجمّلاً فقط، بل فعل حياة.
ومن المهمّ أن نعترف بأن تجربة الشاعرة قد تفتح آفاقاً لفهم متجدّد للشعر باللهجة، وللعلاقة بين اللغة والذات، بين الحبر والورق، بين الحزن والفرح، بين الأمّ والكتابة.

 

لمعرفة المزيد: بنت من حبر وورق: رحلة هبة شريقي في كتابة الذات بين الحبر والحنين

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى