قصص

حكاية الوزيرين شمس الدين ونور الدين وما جرى لهما..الليلة ٢٤

 

قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن جدة عجيب، لما سمعت كلامه، اغتاظت ونظرت إلى الخادم، وقالت له: ويلك! هل أفسدتَ ولدي لأنك دخلتَ به إلى دكاكين الطباخين؟ فخاف الخادم وأنكر وقال: ما دخلنا الدكان، ولكن جزنا جوازًا.
فقال عجيب: والله لقد دخلنا وأكلنا، وهو أحسن من طعامك!
فقامت جدته وأخبرت أخا زوجها وأغرته على الخادم، فحُضر الخادم قدام الوزير، فقال له: لِمَ دخلتَ بولدي دكان الطباخ؟
فخاف الخادم وقال: ما دخلنا.
فقال عجيب: بل دخلنا وأكلنا من حبّ الرمان حتى شبعنا، وسقانا الطباخ شرابًا بثَلجٍ وسكر.
فازداد غضب الوزير على الخادم وسأله، فأنكر. فقال له الوزير: إن كان كلامك صحيحًا فاقعد وكُلْ قُدَّامَنا.

فتقدَّم الخادم وأراد أن يأكل، فلم يقدر، ورمى اللقمة وقال: يا سيدي، إني شبعان من البارحة.
فعرف الوزير أنه أكل عند الطباخ، فأمر الجواري أن يطرحنه، فطرحنه ونزلن عليه بالضرب الوجيع، فاستغاث وقال: يا سيدي، إني شبعان من البارحة!
ثم منع عنه الضرب، وقال له الوزير: انطق بالحق.
فقال الخادم: اعلم أننا دخلنا دكان الطباخ، وهو يطبخ حبّ الرمان، فغرف لنا منه، والله ما أكلت في عمري مثله، ولا رأيت أطيب منه ولا أَقْبَحَ من هذا الذي قدامنا!

فغضبت أم حسن بدر الدين، وقالت: لا بد أن تذهب إلى هذا الطباخ وتجيء لنا بزبدية حبّ رمان من الذي عنده، وتريها لسيدك حتى يقول أيّهما أحسن وأطيب.
فقال الخادم: نعم.
ففي الحال أعطته زبدية ونصف دينار، فمضى الخادم حتى وصل إلى الدكان، وقال للطباخ: نحن تراهنّا على طعامك في بيت سيدنا، لأن هناك حبّ رمان طبخه أهل البيت، فهاتِ لنا بهذا النصف دينار، وأدر بالك في طهيه وأتقنه، فقد أكلتُ الضرب الموجع على طبيخك.

فضحك حسن بدر الدين وقال: والله إن هذا الطعام لا يُحسِنه أحدٌ إلا أنا ووالدتي، وهي الآن في بلاد بعيدة.
ثم إنه غرف الزبدية، وختمها بالمسك وماء الورد، فأخذها الخادم وأسرع بها حتى وصل إليهم.

فأخذتها والدة حسن، وذاقتها، ونظرت إلى حسن طعمها وجودتها، فعرفت طباخها، فصرخت ثم وقعت مغشيًا عليها.
فبُهِت الوزير من ذلك، ثم رشوا عليها ماء الورد، وبعد ساعة أفاقت وقالت: إن كان ولدي في الدنيا، فما طبخ حبّ الرمان هذا إلا هو، وهو ولدي حسن بدر الدين، لا شك فيه ولا محالة؛ لأن هذا طعامه، وما أحد يطبخه غيره إلا أنا، لأني علمته طهيه.

فلما سمع الوزير كلامها فرح فرحًا شديدًا، وقال: واأسفاه! وا شوقاه إلى رؤية ابن أخي!
أتُرى تجمع الأيام شملنا؟ وما نطلب الاجتماع به إلا من الله تعالى.

ثم إن الوزير قام من وقته وساعته، وصاح على الرجال الذين معه، وقال: يمضي منكم عشرون رجلًا إلى دكان الطباخ، ويهدمونها ويكتفونه بعمامته، ويجرونه غصبًا إلى مكاني من غير إيذاء يحصل له.
فقالوا له: نعم.

ثم إن الوزير ركب من وقته وساعته إلى دار السعادة، واجتمع بنائب دمشق، وأطلعه على الكتب التي معه من السلطان، فوضعها على رأسه بعد تقبيلها، وقال: ومن هو غريمك؟
قال الوزير: رجل طباخ.

ففي الحال أمر حجّابه أن يذهبوا إلى دكانه، فذهبوا فرآوها مهدومة، وكل شيء فيها مكسور؛ لأنه لما توجّه الوزير إلى دار السعادة، فعلت جماعته ما أمرهم به، وصاروا منتظرين مجيء الوزير من دار السعادة.

وحسن بدر الدين يقول في نفسه: يا تُرى، أي شيء رأوا في حبّ الرمان حتى صار لي هذا الأمر؟

فلما حضر الوزير من عند نائب دمشق، وقد أُذن له في أخذ غريمه وسفره به، دخل الخيام وطلب الطباخ، فأحضروه مكتفًا بعمامته.

فلما نظر حسن بدر الدين إلى عمه، بكى بكاءً شديدًا، وقال: يا مولاي، ما ذنبي عندكم؟
فقال له: أنت الذي طبخت حبّ الرمان؟
قال: نعم، فهل وجدتم فيه شيئًا يوجب ضرب الرقبة؟
فقال له الوزير: هذا أقل جزائك.
فقال حسن: يا سيدي، أما توقفني على ذنبي؟
فقال له الوزير: نعم، في هذه الساعة.

 

ثم إن الوزير صاح على الغلمان، وقال: هاتوا الجِمال، وخذوا حسن بدر الدين معكم، وأدخلوه في صندوق، وأقفلوا عليه وساروا، ولم يزالوا سائرين حتى أقبل الليل، فحطّوا رحالهم وأكلوا شيئًا من الطعام، وأخرجوا حسن بدر الدين فأطعموه، ثم أعادوه إلى الصندوق، واستمروا على ذلك حتى وصلوا إلى مكانٍ ما، فأخرجوا حسن بدر الدين من الصندوق، وقال له الوزير: هل أنت الذي طبختَ حبّ الرمان؟
فقال: نعم يا سيدي.
فقال الوزير: قيّدوه!
فقيدوه وأعادوه إلى الصندوق، وساروا حتى وصلوا إلى مِصر، وقد نزلوا في الزَّبَدانية، فأمر الوزير بإخراج حسن بدر الدين من الصندوق، وأمر بإحضار نجّار، وقال له: اصنع لهذا لعبة من الخشب.

فقال حسن بدر الدين: وما تصنع بها؟
فقال الوزير: أُصلبك عليها وأسمّرك فيها، ثم أطوف بك المدينة كلها!
فقال حسن بدر الدين: وعلى أي شيءٍ تفعل بي ذلك؟
فقال الوزير: على عدم إتقانك طبخ حبّ الرمان، كيف طبخته وهو ناقص فلفلًا؟
فقال له حسن بدر الدين: أَولِكونه ناقصًا فلفلًا تصنع بي كل هذا؟ أما كفاك حبسك لي وكل يوم تطعمني أكلة واحدة؟
فقال الوزير: من أجل كونه ناقصًا فلفلًا، فما جزاؤك إلا القتل!

فتعجّب حسن بدر الدين، وحزن على روحه، وصار يتفكّر في نفسه، فقال له الوزير: في أي شيءٍ تتفكّر؟
فقال له: في العقول السخيفة التي مثل عقلك! فإنه لو كان عندك عقل ما كنت فعلتَ معي هذه الأفعال لأجل نقص الفلفل!
فقال له الوزير: يجب علينا أن نؤذيك حتى لا تعود لمثله.
فقال حسن بدر الدين: إن الذي فعلتَه معي أقلّ شيءٍ فيه أذيتي!
فقال الوزير: لا بد من صلبك.

وكل هذا والنجار يُصلح الخشب، وهو ينظر إليه، ولم يزالوا كذلك حتى أقبل الليل، فأخذه الوزير معه ووضعه في الصندوق، وقال: في غدٍ يكون صلبك.

ثم صبر عليه حتى علم أنه نام، فقام الوزير وركب، وأخذ الصندوق قدّامه، ودخل المدينة، وسار حتى دخل بيته، ثم قال لابنته ست الحسن:
الحمد لله الذي جمع شملكِ بابن عمكِ، قومي وافرشِي البيت مثلما فُرِش ليلة الجلاء.

فأمرت الجواري بذلك، فقمن وأوقدن الشموع، وقد أخرج الوزير الورقة التي كُتب فيها أثاث البيت، ثم قرأها وأمر أن يضعوا كل شيءٍ في مكانه، حتى إنّ الناظر لو رأى ذلك لا يشك في أنها ليلة الجلاء بعينها.

ثم إن الوزير أمر أن تُوضع عمامة حسن بدر الدين في مكانها الذي وضعها فيه بيده، وكذلك السروال، والكيس الذي تحت الطراحة.
ثم أمر ابنته أن تتحف نفسها كما كانت ليلة الجلاء، وتدخل المخدع، وقال لها:
إذا دخل عليكِ ابن عمكِ، فقولي له: “قد أبطأتَ عليّ في دخولك بيت الخلاء”، ودَعيه يبيت عندك، وتحدّثي معه إلى النهار، وكوني على ما أنتِ عليه.
وكتب هذا التاريخ.

ثم إن الوزير أخرج بدر الدين من الصندوق بعد أن فكّ القيد عن رجليه، وخلع ما عليه من الثياب، وصار بقميص النوم، وهو رفيع من غير سراويل، كل هذا وهو نائم لا يعلم بشيء.

ثم انتبه بدر الدين من نومه، فوجد نفسه في دهليزٍ منير، فقال في نفسه:
هل أنا في أضغاث أحلام أم في اليقظة؟

ثم قام بدر الدين فمشى قليلًا إلى بابٍ ثانٍ، ونظر، فإذا هو في البيت الذي أُنجِلت فيه العروسة، ورأى المخدع والسرير، ورأى عمامته وحوائجه، فلما نظر إلى ذلك بُهِت، وصار يُقدّم رجلًا ويؤخر أخرى، وقال في نفسه:
هل هذا في المنام أم في اليقظة؟

 

ثم قام بدر الدين، فمشى قليلًا إلى باب ثانٍ ونظر، فإذا هو في البيت الذي انجَلت فيه العروس، ورأى المخدع والسرير، ورأى عمامته وحوائجه، فلما نظر إلى ذلك بُهِت، وصار يُقدِّم رجلًا ويؤخِّر أخرى، وقال في نفسه:
هل هذا في المنام أم في اليقظة؟

وصار يمسح جبينه ويقول وهو متعجب:
والله إن هذا مكان العروس التي انجلت عليَّ فيه، فإني أنا قد كنت في صندوق!

فبينما هو يخاطب نفسه، إذا بستِّ الحُسن رفعت طرف الناموسية وقالت له:
يا سيدي، أما تدخل؟ فإنك أبطأتَ عني في بيت الخلاء!

فلما سمع كلامها ونظر إلى وجهها، ضحك وقال:
إن هذا أضغاث أحلام.

ثم دخل وتنهد وتفكر فيما جرى له، وتحير في أمره، وأشكلت عليه قضيته.
ولما رأى عمامته وسرواله والكيس الذي فيه الألف دينار، قال:
الله أعلم، إني في أضغاث أحلام.

وصار من فرط التعجب متحيّرًا، فعند ذلك قالت له ستّ الحُسن:
ما لي أراك متعجبًا متحيرًا؟ ما كنت هكذا في أول الليل؟

فضحك وقال:
كم عامًا لي غائبًا عنك؟

فقالت له:
سلامتك، اسم الله حواليك! أنت إنما خرجت إلى الكنيف لتقضي حاجة وترجع، فأي شيء جرى في عقلك؟

فلما سمع بدر الدين ذلك ضحك، وقال لها:
صدقتِ، ولكنني لما خرجت من عندك غلبني النوم في بيت الراحة، فحلمت أني كنت طباخًا في دمشق، وأقمت بها عشر سنين، وكأنه جاءني صغير من أولاد الأكابر ومعه خادم، وحصل من أمره كذا وكذا.

ثم إن حسن بدر الدين مسح بيده على جبينه، فرأى أثر الضرب عليه، فقال:
والله يا سيدتي كأنه حق، لأنه ضربني على جبيني فشجَّه، فكأنه في اليقظة!

ثم قال:
لعل هذا المنام حصل حين تعانقتُ أنا وأنتِ ونمنا، فرأيت في المنام كأني سافرت إلى دمشق بلا طربوش ولا عمامة ولا سروال، وعملت طباخًا.

ثم بُهِت ساعة وقال:
والله كأني رأيت أني طبخت حبَّ رمان، وقلَّ فلفله قليل، والله ما كأني إلا نمت في بيت الراحة، فرأيت هذا كله في المنام!

فقالت له ستّ الحُسن:
بالله عليك، أي شيء رأيته زيادة على ذلك؟

فحكى لها جميع ما رآه، ثم قال:
والله لولا أني انتبهت، لكانوا صلبوني على لعبة خشب!

فقالت له:
على أي شيء؟

فقال:
على قلة الفلفل في حب الرمان! ورأيت كأنهم أخرجوا دكاني وكسروا أوانيَّ، ووضعوني في صندوق، وجاؤوا بالنجار ليصنع لي لعبة من خشب، لأنهم أرادوا صلبي عليها!
فالحمد لله الذي جعل لي ذلك كله في المنام، ولم يجعله في اليقظة.

فضحكت ستّ الحُسن، وضمتْه إلى صدرها، وضَمَّها إلى صدره، ثم تذكر وقال:
والله ما كأنه إلا في اليقظة، فأنا ما عرفت أي شيء الخبر، ولا حقيقة الحال.

ثم إنه نام وهو متحير في أمره، فتارةً يقول: رأيته في المنام، وتارةً يقول: رأيته في اليقظة.
ولم يزل كذلك إلى الصباح، ثم دخل عليه عمه الوزير شمس الدين، فسلّم عليه، فنظر له حسن بدر الدين وقال:
بالله عليك، أما أنت الذي أمرت بتكتيفي وتسمير دكاني من شأن حب الرمان لكونه قليل الفلفل؟

فعند ذلك قال الوزير:
اعلم يا ولدي أنه ظهر الحق، وبان ما كان مختفيًا. أنت ابن أخي، وما فعلتُ ذلك حتى تحققت أنك الذي دخلت على ابنتي تلك الليلة، وما تحققت ذلك حتى رأيتك عرفت البيت، وعرفت عمامتك وسروالك وذهبك والورقتين اللتين كتبتَهما بخطك، والتي كتبها والدك أخي، فإني ما رأيتك قبل ذلك، وما كنت أعرفك.
وأما أمك فإني جئت بها معي من البصرة.

ثم رمى نفسه عليه وبكى، فلما سمع حسن بدر الدين كلام عمه تعجب غاية العجب، وعانق عمه وبكى من شدة الفرح.

ثم قال له الوزير:
يا ولدي، إن سبب ذلك كله ما جرى بيني وبين والدك.
وحكى له جميع ما جرى بينه وبين أخيه، وأخبره بسبب سفر والده إلى البصرة.

ثم إن الوزير أرسل إلى عجيب، فلما رآه والده قال:
هذا، هذا الذي ضربني بالحجر!

فقال الوزير:
هذا ولدك.

فعند ذلك رمى نفسه عليه، وأنشد هذه الأبيات:

 

ولقد بكيتُ على تفرّق شملنا زمنًا، وفاض الدمع من أجفاني،
ونذرتُ إن جمع المهيمن شملنا، ما عدتُ أذكر فرقةً بلساني.
هجم السرورُ عليّ حتى إنّه، من فرط ما قد سرّني أبكاني.

فلما فرغ من شعره، التفتت إليه والدته، وألقت روحها عليه، وأنشدت هذين البيتين:

الدهر أقسم لا يزال مكدرِي، حنِثت يمينك يا زمان فكفِّري
السعد وافى، والحبيب مساعِدي، فانهض إلى داعي السرور وشمِّري

ثم إن والدته حدّثته بجميع ما وقع لها بعده، وحدّثها هو بما قاساه، فشكروا الله على جمع شملهم ببعضهم، ثم إن الوزير صعد إلى السلطان وأخبره بما جرى له، فتعجب السلطان وأمر أن يُؤرَّخ ذلك في السجلات، ليكون حكاية على ممرّ الأوقات.

ثم إن الوزير أقام مع ابن أخيه وابنته وابنهما وزوجة أخيه في ألذّ عيش، حتى أتاهم هادم اللذات ومفرّق الجماعات.

وهذا يا أمير المؤمنين ما جرى للوزير شمس الدين وأخيه نور الدين.

فقال الخليفة هارون الرشيد:
والله إن هذا لشيء عجاب!

ووهب للشاب جائزة من عنده، ورتّب له ما يعيش به، وصار ممن يُنادمه.

ثم إن البنت قالت:
وما هذا بأعجب من حكاية الخيّاط والأحدب واليهودي والمباشر والنصراني فيما وقع لهم.

فقال الملك:
وما حكايتهم؟

حكاية الأحدب والنصراني والمباشر واليهودي والخياط

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان في مدينة الصين رجل خيّاط مبسوط الرزق، يحب اللهو والطرب، وكان يخرج هو وزوجته في بعض الأحيان ليتفرّجا على غرائب المنتزهات.

فخرجا يومًا من أول النهار، ورجعا آخره إلى منزلهما عند المساء، فوجدا في طريقهما رجلًا أحدب، رؤيته تُضحك الغضبان وتُزيل الهمّ والأحزان.

فعند ذلك تقدّم الخيّاط هو وزوجته يتفرّجان عليه، ثم إنهما عزما عليه أن يروح معهما إلى بيتهما لينادمهما تلك الليلة، فأجابهما إلى ذلك ومضى معهما إلى البيت.

فخرج الخياط إلى السوق، وكان الليل قد أقبل، فاشترى سمكًا مقليًا وخبزًا وليمونًا وحلوى يتحلّون بها، ثم رجع ووضع السمك قدّام الأحدب، وجلسوا يأكلون.

فأخذت امرأة الخياط قطعة سمك كبيرة ولقّمتها للأحدب، وسدّت فمه بكفها، وقالت مازحة:
والله ما تأكلها إلا دفعةً واحدة في نفس واحد، ولا أمهلك حتى تمضغها!

فابتلعها، وكان فيها شوكة قوية فثبتت في حلقه، فكان ذلك سبب انقضاء أجله، فمات في الحال.

وأدركت شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى