كتب

حين يسرقك الهاتف: كيف تسترد حياتك من عالم الإنترنت؟

مقدمة: حين يتحول الاتصال إلى قيد

في عالمٍ باتت فيه الإشعارات تحكم يومياتنا، والتحديثات تستولي على انتباهنا، أصبح السؤال الأهم ليس “متى سنتصل بالإنترنت؟”، بل “هل نعرف كيف ننفصل عنه؟”.
يأتي كتاب “استرد حياتك من الإنترنت” ليقرع جرس إنذارٍ بات ضروريًا في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا، رغم فوائدها، أكبر مسبب لتشتيت الذهن وسرقة اللحظات الإنسانية الحقيقية. في هذا العمل، يقدم الكاتب “ديمون زهاريادس” خريطة طريق نفسية وسلوكية للتخلص من إدمان الإنترنت، واستعادة السيطرة على الذات، وتحقيق حضور ذهني كامل.

عن المؤلف: ديمون زهاريادس، رجل الإنتاجية والانضباط

يُعرف ديمون زهاريادس كواحد من أبرز الكتّاب المعاصرين في مجال الإنتاجية وتطوير الذات. له عدة مؤلفات ساعدت آلاف القرّاء على تنظيم وقتهم، تقوية إرادتهم، والتحرر من عادات مدمّرة في عالم سريع ومحموم.
ورغم أن كتاباته تبدو عملية ومباشرة، إلا أنها تستند إلى عمق نفسي وفلسفي يضع القارئ أمام مرآة صادقة لحياته المعاصرة.

الفكرة المحورية: الإنترنت ليس عدوًا… إلا عندما يتحول إلى إدمان

ينطلق زهاريادس من حقيقة بديهية لكنها غالبًا ما تُغفل: الإنترنت ليس سيئًا في ذاته.
بل إن الخطر يكمن في كيفية استخدامنا له. وعندما يتحول الاستخدام إلى إدمان، يتحول الإنترنت من أداة إلى عبء، من وسيلة تيسير إلى وسيلة استنزاف.

السؤال الجوهري الذي يطرحه الكتاب هو: هل ما زالت لدينا حرية الاختيار، أم أننا أصبحنا أسرى لهواتفنا الذكية؟

الفصل الأول: علامات الإدمان الرقمي

يبدأ الكاتب بتشخيص الحالة. كيف تعرف أنك مدمن؟
ليست المسألة مجرد عدد الساعات التي تقضيها أمام الشاشة، بل في طريقة استخدامها، وفي قدرتك (أو عجزك) عن الانفصال عنها.

من أبرز العلامات التي يذكرها:

  • التحقق المستمر من الهاتف بلا داعٍ.
  • فقدان التركيز أثناء أداء المهام البسيطة.
  • الشعور بالقلق أو الانزعاج عند الابتعاد عن الجهاز.
  • تأجيل الأعمال الضرورية لانشغالك بمنصات التواصل.
  • الشعور بالفراغ والضياع عند قطع الاتصال.

يؤكد الكاتب أن الاعتراف بالإدمان هو أول خطوة نحو التحرر.

الفصل الثاني: لماذا ندمن؟

هنا يأخذنا زهاريادس في رحلة داخل النفس البشرية، مستعينًا بعلم الأعصاب وعلم النفس السلوكي.
يشرح كيف أن شركات التكنولوجيا تصمم تطبيقاتها لتخاطب “نظام المكافأة” في الدماغ، مستغلة الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالمتعة.

أهم أسباب الإدمان كما يعرضها:

  • الخوف من الفوات (FOMO): الخوف من أن يفوتك حدث، خبر، صورة، تعليق.
  • الهروب من الواقع: حين تصبح الشاشة وسيلة لتجنّب المشكلات العاطفية والاجتماعية.
  • المكافأة الفورية: إشعارات، إعجابات، تعليقات… تغذية مستمرة للأنا.
  • الروتين والإيقاع: نُدرّب أدمغتنا على التحقق المتكرر، حتى في لحظات الملل.

الفصل الثالث: أثر الإنترنت على الدماغ والتركيز

هذا الفصل هو بمثابة صدمة معرفية. فالكاتب يوضح – مدعومًا بأبحاث علمية – أن الإفراط في استخدام الإنترنت يُحدث تغييرات فعلية في بنية الدماغ، خاصة في:

  • الذاكرة قصيرة المدى.
  • قدرة الدماغ على التركيز العميق (Deep Work).
  • ضعف القدرة على التأمل والانتباه المستمر.

يطرح الكاتب هنا سؤالًا مرعبًا:

“هل ما زلت تملك القدرة على قراءة فصل طويل من كتاب، دون أن تقطع قراءتك لتفقد هاتفك؟”

الفصل الرابع: قواعد استعادة الحياة

بعد أن يُشخّص المشكلة بعمق، يبدأ زهاريادس في تقديم حلول عملية وفعالة.

من أبرز استراتيجياته:

  1. قانون الـ 30 يومًا: تحدٍ حقيقي للانفصال عن المنصات الاجتماعية تمامًا لمدة شهر كامل.
  2. إزالة التطبيقات المشتتة: تنظيف الهاتف من “السموم الرقمية” كما يسميها.
  3. استخدام هواتف تقليدية مؤقتًا: العودة إلى الهواتف القديمة التي لا تحمل تطبيقات.
  4. تحديد أوقات للاتصال والانفصال: وضع أوقات صارمة لاستخدام الإنترنت.
  5. جعل الحياة الحقيقية أكثر إغراءً: عبر استعادة الهوايات، اللقاءات الاجتماعية، المشي، التأمل.

الفصل الخامس: استعادة التركيز الكامل للذهن

يركّز هذا الفصل على كيفية تدريب الدماغ مجددًا على الانتباه والوجود الكامل في اللحظة.
يقدّم مجموعة من التمارين التي تساعد على “إعادة برمجة” الذهن، منها:

  • تقنية البومودورو: العمل المركز لمدة 25 دقيقة يتبعها استراحة قصيرة.
  • تمارين التنفس العميق والتأمل: لاستعادة الوعي بالحاضر.
  • تقييد المهام المتعددة (Multitasking): والعمل على مهمة واحدة فقط في كل مرة.
  • اليقظة الذهنية (Mindfulness): الوجود الكامل أثناء الطعام، الحديث، أو القيادة.

الفصل السادس: الإنترنت كأداة لا كسيّد

الهدف النهائي للكتاب ليس الانفصال الدائم عن الإنترنت، بل تحقيق توازن صحي معه.
يرى زهاريادس أن الإنسان المعاصر يحتاج إلى “إعادة تعريف العلاقة بالتكنولوجيا” بحيث:

  • لا يستخدم الإنترنت في أول 60 دقيقة من اليوم.
  • لا ينام والهاتف على الوسادة.
  • لا يدخل الهاتف إلى أماكن الراحة أو النوم.
  • يحتفل بلحظات الحياة بدون الحاجة إلى توثيقها دائمًا.

خاتمة: حريّتك تبدأ من هنا

في النهاية، كتاب “استرد حياتك من الإنترنت” ليس مجرد دعوة للحد من استخدام الهاتف.
إنه نداء عميق لاستعادة الذات، العلاقات، التركيز، والزمن المسلوب.
يدفعك لتتساءل: من يملك زمام حياتي؟ أنا، أم الهاتف في جيبي؟
وهل أعيش حياة حقيقية… أم حياة معلبة خلف شاشة زرقاء؟

 

الرسالة الأعمق للكتاب

“التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسان… لا أن تبتلعه.”

هذا ما يصرّ عليه زهاريادس في كل صفحة.
الحل لا يكمن في إلغاء الإنترنت من حياتنا، بل في إلغاء الاستسلام له.

لمن يُناسب هذا الكتاب؟

  • لأي شخص يشعر بتشتت دائم وفقدان للتركيز.
  • لمن يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات دون وعي.
  • للآباء والأمهات الراغبين في حماية أبنائهم من الإدمان الرقمي.
  • لكل من يريد أن يستعيد سيطرته على يومه وزمنه وذهنه.

 

 

لمعرفة المزيد: حين يسرقك الهاتف: كيف تسترد حياتك من عالم الإنترنت؟

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى