كتب

خفايا مثلث برمودا..بين الأسطورة والعلم

لطالما شكَّل مثلث برمودا، المعروف بـ”مثلث الشيطان”، لغزًا حير العلماء وأثار خيال الكُتَّاب والمستكشفين. عبر العقود، انتشرت قصص عن سفن اختفت دون أثر وطائرات تلاشت من شاشات الرادار، مما عزَّز الهالة الغامضة المحيطة بهذه المنطقة الواقعة في المحيط الأطلسي بين ميامي، وبرمودا، وبورتوريكو. لكن هل هذه الظواهر حقيقية؟ وهل هناك تفسير علمي يبدد هذا الغموض؟

 

أصل الأسطورة: كيف بدأ كل شيء؟

لم يظهر مصطلح “مثلث برمودا” إلا في عام 1964، عندما نشر الكاتب الأمريكي فينسينت جاديس مقالًا في مجلة “أرجوسي” يصف فيها حالات اختفاء غامضة لسفن وطائرات داخل هذه المنطقة. ورغم أن حوادث الاختفاء كانت معروفة قبل ذلك، إلا أن المقال ساعد في ترسيخ فكرة وجود قوى غير طبيعية أو خوارق وراء هذه الظواهر.

أحد أشهر الأحداث التي ساهمت في تعزيز الأسطورة هو اختفاء السرب 19 عام 1945، حيث اختفت خمس طائرات حربية أمريكية أثناء تدريب عادي، ولم يُعثر عليها أبدًا، بل واختفت طائرة الإنقاذ التي أُرسلت للبحث عنها.

 

أبرز الحوادث الغامضة في مثلث برمودا

 

1. اختفاء السفينة ماري سيليست (1872)

رغم أن السفينة لم تختفِ في مثلث برمودا، فإنها غالبًا ما تُربط به بسبب لغز اختفائها. وُجدت السفينة مهجورة دون أي أثر للطاقم، بينما بقيت حمولتها سليمة.

2. حادثة يو إس إس سايكلوبس (1918)

اختفت هذه السفينة التابعة للبحرية الأمريكية وعلى متنها أكثر من 300 شخص دون أن تترك أي أثر.

3. اختفاء الرحلة 19 (1945)

كما ذكرنا سابقًا، كان اختفاء هذا السرب الجوي من أكثر الحوادث التي غذَّت أسطورة برمودا.

4. طائرة ستار تايجر (1948) وطائرة ستار أرييل (1949)

اختفت هاتان الطائرتان البريطانيتان أثناء رحلاتهما عبر مثلث برمودا دون إرسال أي نداء استغاثة.

 

التفسيرات العلمية لحوادث الاختفاء

 

1. العواصف البحرية والتيارات القوية

يُعرف مثلث برمودا بأنه منطقة نشطة بالأعاصير والعواصف المدارية القوية. وغالبًا ما تتسبب هذه الظروف الجوية القاسية في غرق السفن وتحطم الطائرات.

2. الغازات المنبعثة من قاع المحيط

أشارت بعض الدراسات إلى أن انبعاثات غاز الميثان من قاع البحر قد تخلق فقاعات ضخمة قادرة على إغراق السفن وتقليل كثافة الهواء، مما قد يؤثر على محركات الطائرات.

3. الأخطاء البشرية والملاحة المغناطيسية

تقع المنطقة في مكان معروف بأنه “نقطة شذوذ مغناطيسي”، حيث قد تتأثر البوصلات بشكل مؤقت، مما يؤدي إلى أخطاء في الملاحة.

4. الموجات القاتلة

أكد العلماء وجود موجات محيطية ضخمة يصل ارتفاعها إلى 30 مترًا، وهي قادرة على إغراق حتى أكبر السفن.

 

هل يظل مثلث برمودا لغزًا؟

على الرغم من استمرار انتشار القصص والأساطير، فإن معظم الدراسات الحديثة تؤكد أن معدل حوادث الاختفاء في مثلث برمودا لا يختلف كثيرًا عن أي منطقة أخرى في المحيط. في الواقع، الكثير من حالات الاختفاء كانت نتيجة ظروف طبيعية أو أخطاء بشرية، وليس بسبب قوى خارقة للطبيعة.

لذلك، بينما يظل مثلث برمودا مصدر إلهام للخيال والأساطير، فإن العلم يقدم تفسيرًا منطقيًا ومقبولًا لمعظم الظواهر التي نُسبت إليه.

 

لمعرفة المزيد: خفايا مثلث برمودا..بين الأسطورة والعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى