رواية عصفور من الشرق
يُشار إلى أن رواية عصفور من الشرق لمؤلفها المصري توفيق الحكيم تقوم على الصدام بين الواقع والخيال، وقد حازت على اهتمام واضح من النقاد والدارسين، ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال نقدم لكم تحليلًا مفصلًا لها.
تحليل رواية عصفور من الشرق
وفقًا لما ورد عن الكاتب صلاح زكي أحمد في قراءته لهذه الرواية، فإنّ توفيق الحكيم قد جسد فيها جزءًا من سيرته الذاتية، إلى جانب حديثه عن الصدام بين الشرق والغرب في مختلف الجوانب، ولتوضيح الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها فُكِكت الرواية إلى عناصرها الأساسية على النحو الآتي:
العنوان
يعد العنوان العتبة الأولى للدخول إلى النص الروائي، وقد اتسم عنوان رواية “عصفور من الشرق” بشيء من الغموض، إذ يولِّد الرغبة لدى القارئ للكشف عن دلالاته ومقاصده، فيكتنز رموزًا تثير تساؤلات عدة؛ عن أي عصفور يتحدث الكاتب؟ وماذا جرى له؟ ثم تأتي تتمة العنوان “من الشرق” الدالة على المكان، وهو مكان غير محدد أيضًا، وعند الانتقال إلى ما وراء الغلاف والغوص في داخل النص أكثر يكتشف القارئ رمزية هذا العنوان.
المكان
دارت أحداث رواية “عصفور من الشرق” بصورة عامة في مجتمع غربي، بالتحديد في مدينة (باريس) في فرنسا، وما فيها من أماكن متعددة، مثل: الكنيسة، والمسرح، وغيرهما.
الشخصيات الرئيسية
تدور أحداث رواية عصفور من الشرق بين عدد من الشخصيات الرئيسية، وهي:
محسن: يعد محسن بطل الرواية، وهو شاب غريب الأطوار له تصرفات غريبة، لكنه متواضع وبسيط يحب السلام، وقع في حب الفتاة سوزي، ويُشار إلى أن هذه الشخصية تمثل الشرق بروحانياته وأخلاقه.
سوزي: هي فتاة جميلة تعمل على شباك التذاكر في مسرح الأوديون، تمثل الشخصية المتحررة، وقد جسدت سوزي في هذه الرواية الواقع المادي الغربي.
إيفان: هو عامل روسي يعيش وحيدًا، كان يحب القراءة والمطالعة والتفكير، وهذه صفات يتشابه فيها مع مُحسن، الذي جمعت بينه وبين إيفان علاقة صداقة، وقد كان يرى إيفان أن الشرق هو الجنة.
الشخصيات الثانوية
تدور أحداث رواية عصفور من الشرق بين عدد من الشخصيات الثانوية، وهي:
أندريهه: هو الصديق الفرنسي لمحسن، جسد الكاتب من خلاله ومن خلال عائلته هموم الطبقة العاملة ومعاناتها.
جرمين: هي زوجة أندريهه صديق محسن، حاولت هي وزوجها مساعدة محسن في علاقته العاطفية مع سوزي.
الأحداث الرئيسية
يحكي الكاتب في روايته هذه قصة شاب من الشرق اسمه محسن، سافر إلى فرنسا للدراسة فيها، وهناك يقابل بائعة التذاكر في المسرح، ويقع في حبها دون أن يعرف اسمها، ولا هويتها، ولا أصلها.
وقد كان يُراقبها ويتحين الفرصة للقائها وإلقاء السلام عليها، وعندما قرر أن يصارحها بحبه أهداها ببغاء أطلق عليه اسم محسن، وأصبح يُرافقها إلى كل مكان تذهب إليه، إلا أنها لم تكن تبادله نفس الشعور.
العقدة
يُدرك مُحسن أن سوزي ليست الشخص المناسب له، فتضيع هي وحبها من بين يديه، ويُنهي علاقته بها ليخرج إلى منعرج جديد، وتبدأ رحلته مع إيفان صديقه الروسي المُلحد الذي كان يقدم النقد اللاذع للغرب وحضارته، ليجد محسن نفسه أمام عالمين متناقضين: “المادة” و”الروح”، “الشرق” و”الغرب”.
الحل
يفهم محسن من خلال علاقته مع صديق إيفان أنّ سوزي لم تكن تحمل قيمة لديه، كما بدأت ملامح الشرق تترسخ في ذهن إيفان، فيطلب من محسن أن يأخذه معه إلى الشرق، لكن حلم إيفان لم يتحقق، ويعود مُحسن إلى الشرق وحده.
السمات الفنية في رواية عصفور من الشرق
يُلاحظ أنّ رواية عصفور من الشرق تتسم بعدد من الخصائص والسمات الفنية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
_ شيوع الخيال في رسم أحداث حقيقية.
_ توظيف أشكال سردية متعددة في الرواية.
_ حضور التشابه بين المؤلف والسارد والشخصية، الأمر الذي جعل هذا العمل ضمن ما يُعرَف برواية السيرة الذاتية.
المصدر: موقع خير جليس