سيرة أبي عبيدة بن المثنى مؤسس علم البيان
ذكر علماء البلاغة العربية أنّ واضع علم البيان وأوّل من تكلّم فيه هو الإمام أبو عبيدة مَعْمَر بن المثنى الذي توفّي عام 209هـ، فقد وضع أُسس هذا العلم في كتابه مجاز القرآن، بينما ذكر آخرون أنّ المنظّر الحقيقيّ لهذا العلم هو عبد القاهر الجرجاني المُتوفّى عام 471هـ، وذلك من خلال ما جاء في كتابَيه “أسرار البلاغة” و”دلائل الإعجاز.
حياة أبي عبيدة معمر بن المثنى
ذهب الإمام الذهبي إلى أنّ أبا عبيدة قد وُلد في الليلة التي مات فيها الإمام الحسن البصري، وكذلك ذكر أنّ أكثر ما أرَّخَ له هي رواية قالها عن نفسه، يعود نسب أبي عبيدة إلى بلاد فارس؛ إذ إنّه فارسيّ الأصل، ولكنّه كان من موالي تيم بن مرة قبيلة قُريش العدنانيّة، وهم رهط الصحابيّ الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
نشأ أبو عبيدة بالبصرة، وهي إحدى حواضر الدولة العباسيّة ومُلتقى العلماء آنذاك، لا تذكر المصادر شيئًا عن أسرته ونشأته الأولى سوى أنّ أهله كانوا من الرقيق الذين أسلموا ووُلد ابنهم مُسلمًا، كما أنّه أخذ العلم عن مشايخ البصرة، وروى كثيرًا من العلم، وأخذ عنه جمعٌ غفير من أئمة الأمة.
وفاة أبي عبيدة معمر بن المثنى
ذكرت الروايات أنّ أبا عبيدة قد مات مسمومًا على يد رجل يُدعى محمد بن القاسم النوشجاني، فقيل إنّ محمَّدًا بن القاسم قد أطعم أبا عبيدة موزًا مسمومًا مات على إثره، وكان ذلك سنة 209هـ على أشهر الأقوال كما يروي تلميذه أبو حاتم السجستاني، وقيل إنّ جنازته لم تكن كبيرة؛ لأنّ الناس كانوا يتحاشونه لسلاطة لسانه.
[المصدر: موقع موضوع]