سيرة البراء بن مالك الأنصاري رضي الله عنه
البراء بن مالك الأنصاري هو أحد أعلام الصحابة الكرام الذين كان لهم دور بارز في صدر الإسلام، وهو أخو الصحابي أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينتمي البراء إلى بني النجار، وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهر بشجاعته الفائقة وإقدامه الكبير في ميادين القتال.
إسلامه وصفاته
أسلم البراء بن مالك في وقت مبكر، وكان من الأنصار الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة. عُرف بزهده في الدنيا، وقلة تعلقه بزخارفها، حيث كان يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم:
“كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يُؤبَه له، لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك”
(رواه الترمذي).
كان البراء نحيف الجسد، طويل الشعر، ولكنه امتلك قلباً شجاعاً لا يعرف الخوف، وكان من أمهر الفرسان في جيش المسلمين.
بطولاته في المعارك
برز البراء بن مالك في العديد من الغزوات والمعارك، وكان له مواقف بطولية خلدها التاريخ:
1. غزوة بدر وأحد: شارك البراء في معركة بدر الكبرى ومعركة أحد، وأظهر فيها شجاعة كبيرة.
2. حروب الردة: كان البراء من أبطال المسلمين في حروب الردة التي خاضها المسلمون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث شارك في مواجهة المرتدين بقيادة مسيلمة الكذاب.
3. معركة اليمامة: كانت معركة اليمامة واحدة من أبرز محطات حياته، حيث قاتل فيها ببسالة لا مثيل لها. عندما اشتد القتال وواجه المسلمون صعوبة في اقتحام حصن بني حنيفة، تطوع البراء بن مالك لفتح الطريق. طلب أن يُحمل على درع ويرمى إلى داخل الحصن، فاستطاع بفضل شجاعته أن يفتح الحصن أمام جيش المسلمين، على الرغم من إصاباته البالغة.
استشهاده
استشهد البراء بن مالك في إحدى المعارك ضد الفرس، وذلك في معركة تُعرف بـ”معركة تستر”، حيث استبسل حتى نال الشهادة التي كان يتوق إليها.
الدروس المستفادة من حياته
1. الشجاعة والإقدام: كان البراء مثالاً حيًّا للشجاعة والتضحية في سبيل الله.
2. الإيمان العميق: يظهر من سيرته مدى تعلقه بالله واستعداده للتضحية من أجل رفع راية الإسلام.
3. التواضع والزهد: لم يكن البراء يبحث عن مناصب أو مكاسب دنيوية، بل كان همه إرضاء الله ونصرة دينه.
خاتمة
البراء بن مالك الأنصاري هو نموذج فريد للصحابي المجاهد الزاهد الذي وهب حياته للدفاع عن الإسلام ونشره. ستظل سيرته العطرة مصدر إلهام لكل من ينشد نصرة الحق والثبات على طريق الإيمان. رضي الله عنه وأرضاه وجمعنا به في جنات النعيم.
المصدر : (صورة من حياة الصحابة – عبدالرحمن رافت الباشا)