سيرة الفيلسوف ويليام جيمس
كان الفيلسوف ويليام جيمس أول معلم يقدم دورة عن علم النفس في الولايات المتحدة، واستطاع عن جدارة أن يحصل على لقب ” والد علم النفس الأمريكي”.
من هو الفيلسوف وليام جيمس؟
كان فيلسوفًا، وعالمًا في علم النفس، وأحد كبار المفكرين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وبعد انتهائه من الدراسة في كلية الطب، ركز جيمس على النفس البشرية، وكتب تحفة فنية حول هذا الموضوع وهي مبادئ علم النفس، واشتهر بالعديد من المقالات في الفلسفة الشعبية.
حياة الفيلسوف وليام جيمس المبكرة:
وُلد وليام جيمس في مدينة نيويورك في 11 يناير 1842 وتعلم فيها، وفي وقت مبكر تطلع جيمس إلى أن يكون فناناً أو عالماً، وبالفعل درس الرسم مع وليام موريس هانت لأكثر من عام، وبعد ذلك ترك حلمه في أن يصبح فنانًا، والتحق بجامعة هارفارد لدراسة الكيمياء وعلم وظائف الأعضاء، وذهب بعدها للدراسة في كلية الطب في جامعة هارفارد في عام 1864، وفي عام 1865 أخذ جيمس استراحة من التعليم وأراد الانضمام إلى بعثة لويس أغاسيز التي كانت ذاهبة إلى حوض الأمازون، ثم ذهب إلى ألمانيا في عام 1867 للعلاج، إذ عانى من بعض المشاكل الصحية، بما في ذلك آلام الظهر ومشاكل البصر والاكتئاب.
حياة وليام جيمس المهنية:
قضى الفيلسوف معظم حياته الأكاديمية في هارفارد، فبعد أن أنهي دراسته عُيّن مدرسًا في علم وظائف الأعضاء وعلم التشريح عام 1873، وأستاذًا مساعدًا في علم النفس في عام 1876، وأستاذًا مساعدًا للفلسفة في عام 1881، وأصبح أستاذًا رسميًا في عام 1885، ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح أستاذًا فخريًا للفلسفة في عام 1907، وعمل مع شخصيات معروفة، مثل هيرمان هيلمهولتز في ألمانيا وبيبر جانييت في فرنسا، وقدم دورات في علم النفس العلمي في جامعة هارفارد.
نظريات لوليام جيمس:
هناك العديد من مساهمات جيمس في علم النفس، حيث كان له العديد من النظريات، ومن أبرزها:
• النظرية البراغماتية: وكتب عنها جيمس بشكل كبير، حيث عرف مفهوم البراغماتية، ووفقًا للواقعية قال إنه لا يمكن إثبات حقيقة الفكرة أبدًا، واقترح أن نركز بدلاً من ذلك على القيمة النقدية أو الفائدة لفكرة ما.
• النظرية الوظيفية: عارض فيها وبشدة التركيز المبني على التأمل، وتفتيت الأحداث العقلية إلى أصغر العناصر، وبدلاً من ذلك ركز على مدى فعالية الحدث، مع الأخذ في الاعتبار تأثير البيئة على السلوك.
• نظرية جيمس-لانج العاطفية: وهذه النظرية توضح أنه إذا حدث ما يؤدي إلى رد فعل فسيولوجي والذي نترجمه بعد ذلك وفقًا لهذه النظرية، تحدث العواطف بسبب تفسيراتنا لهذه التفاعلات الفسيولوجية.
وليام جيمس والإرادة الحرة:
في بحثه عن الحقيقة والمبادئ المتنوعة لعلم النفس، طور نموذجه للإرادة الحرة على مرحلتين، فقد كان يحاول أن يوضح كيف أن الناس يتوصلون إلى اتخاذ قرار، وما العوامل التي ينطوي عليها هذا القرار، وكان يريد أن يحدد أولاً القدرات الأساسية على اختيار الإرادة الحرة، ثم حدد عاملين لدى كل شخص، وهما الفرصة والاختيار.
حياة وليام جيمس الشخصية:
تزوج جيمس من أليس هاو غيبنز في عام 1878 وأنجبا خمسة أطفال، وتعرض للاكتئاب الشديد تحديدًا عندما فقد هو وزوجته ابنهما هيرمان بسبب مضاعفات السعال الديكي في سن الثانية.
حياة وليام جيمس اللاحقة:
خلال الفترة المتبقية من حياته، ركز بكل طاقته على تطوير فلسفته الخاصة، وكتابة المقالات، والمحاضرات التي تم جمعها لاحقًا ونشرها في أربعة كتب، واستقال من جامعة هارفارد عام 1907، فقد شعر بالقلق من أن يموت سريعًا قبل أن يستكمل فلسفته، وكان وليام جيمس يعاني من العديد من الأمراض كالذبحة الصدرية وضيق في التنفس.
وفاة وليام جيمس وإرثه:
وفي عام 1910 أصيب بمشكلة في القلب وتعب تعبًا شديدًا، ولم يتمكن من عمل أي أنشطة عادية، وحاول جاهدًا أن يستكمل كتابه حول مشكلات الفلسفة، ولكنه توفي في 26 أغسطس 1910، وفي عام 1911 نشر ابنه كتابه الذي كان يعمل على كتابته، ولقد لاقت كتاباته الكثير من الإعجاب، حيث كان يتميز بالأسلوب النابض بالحياة والمفعم بالحيوية، فقد مارس وليام جيمس التفكير التلقائي ونضارة التعبير.
المصدر: موقع المرسال