سير

سيرة عنترة بن شداد

عنترة بن شداد هو شاعر وفارس عربي من قبيلة عبس اشتُهِر بسبب قصة حبه لابنة عمّه عبلة، ولد عنترة من أميرة حبشية يقال لها زبيبة في الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي، وشارك في حروب داحس والغبراء.

كان عنترة شاعراً موهوباً، صاحب معلقات وأشعار عديدة، حيث كتب قصائد تتحدث عن الحب والحرب. تزوّج بثمانية نساء زيجات مؤكدة، من زوجاته: الهيفاء ومريم ودر ملك، وفي روايات أخرى يقال: إنه تزوّج تسع نساءٍ، كانت منهنّ “عبلة بنت مالك”. رُزِقَ بأكثر من عشرة أولاد مُعظمَهُم إخوة غير أشقّاء.

خلال حياته، خاض الكثير من المعارك، وألقى الكثير من الأشعار المؤثرة. قُتِل في إحدى المعارك بسهم مسموم. تناولت العديد من المسلسلات والأفلام سيرته، مثل فيلم عنترة بن شداد الذي أنتج عام 1961، ومسلسل عنترة بن شداد الذي أنتج عام 2007.

بدايات عنترة بن شداد

وُلد عنترة في الجزيرة العربية في الربع الأول من القرن السادس الميلادي، ووفقًا للأخبار التي تناقلتها العرب عنه فقد شارك في حرب داحس والغبراء، وعليه حُدد ميلاده عام 525م، وما يعزز ذلك الأخبار التي كانت تقول بأنه عاصر كل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة، وهما أدركا الإسلام.

وُلد عنترة من أميرةٍ حبشية يقال لها زبيبة أُسرت في هجمةٍ على قافلتها وأُعجب بها شدّاد والده فأنجب منها عنترة، بالإضافة إلى أن لديه أخوين عبدين كحاله وهما جرير وشيبوب.

الحياة الشخصية لعنترة بن شداد

لطالما كانت حياة عنترة الشخصية هي الجزء الأكبر والأهم في شهرته، حيثُ اشتُهِرَ بحبّه لابنة عمه “عبلة بنت مالك” ونظَمَ فيها أجمل قصائد الغزل والحب والعتبِ أحيانًا، إلا أنّنا إذا أردنا الخوض في حديث زواجهما أو ارتباطهما الرسمي، فسنجد تناقضاتٍ في العديد من المصادر والمراجع والأحاديث المنقولة.

ففي الروايةِ الأولى؛ نُقِلَ أنّ عنترة بن شداد تزوّجَ عبلة بنت مالك إلا أنّه لم يُرزَق منها بأولاد، فتزوّج وعاشرَ ثماني نساءٍ أخريات ورُزِقَ منهنّ بأكثرِ من عشرةِ أولاد، وجميع هذه الزيجات لم تؤثّر بحبه لعبلة أو تعلّقه بها.

أمّا الرواية الثانية؛ فتقول إنّ عنترة لم يحظَ بفرصة الزواج من عبلة، وتزوّج الزيجات المذكورة سابقًا وأنجبَ أولاده، وظلَّ يحبّ عبلة حتّى وفاته، أمّا عبلة فقد أُجبِرَت على الزواج من إحدى فرسان القبيلة.

حقائق عن عنترة بن شداد

_ خاض عنترة الكثير من المعارك، أشدّها كان للظفر بعبلة.

_ والدته كانت الأميرة الحبشية “زبيبة”، حيث وَقَعَت أسيرة في يدي والد عنترة عندما شُنَّ الهجوم على قافلتها، وعندها أنجبت عنترة.

_ التقى عنترة بن شداد بعروة بن الورد.

وفاة عنترة بن شداد

مات عنترة بعد أن بلغ التسعين من عمره، ويقال إنه مات إثر سهمٍ مسمومٍ أصابه به أحد فرسان طيء ويلقب بالأسد الرهيص، وكانت ميتةً مؤثرة، حيث إنّه ما إن أصيب بالسهم وأدرك أنه هالك لا محال أمر جيشه بأن يهرب من بأس الأعداء فيما بقي هو يفصل جيشه عن الأعداء الذين كانوا يشاهدون الجيش يهرب، ولا يستطيعون القيام بأي شيء بسبب استبسال عنترة، حتى انسحب الجيش، ومات عنترة.

وفي قصةٍ أخرى يقال بأن عبس غزت أحد مضارب طيء فلاقاهم فرسانها، ومن بينهم الأسد الرهيص الذي انتقم من عنترة بسهمه بعد أن تسبب له عنترة بالعمى في حرب داحس والغبراء، وقد عاد عنترة إلى أهله متحاملاً على جرحه، وعندما وصل إليهم قال:” وإنّ ابن سلمى فأعلموا عنده دمي، وهيهات لا يرجى ابن سلمى ولا دمي”.

إنجازات عنترة بن شداد

إذا أتينا على ذكر عنترة الشاعر، سيذكر له في هذا الباب الكثير، فهو صاحب معلقة وأشعارٍ عديدة، ورغم أن حبه لعبلة ابنة عمه هو الذي شكّل جانبه الشعري الأكبر، لكننا نجد في معلقته الكثير من الصور التي يصف فيها الحرب وبأسه فيها.

ذاق عنترة مرارة الحرمان وشظف العيش ومهانة الدار؛ لأن والده لم ينسبه إليه ليحمل نسبه، وكان والده هو سيده وكان يعاقبه أشد العقاب، إذا ما اقترف خطأً أو زِلّة، وكانت سمية زوجة أبيه تدس له عند أبيه وتحوك له المكائد، ومن ذلك أنها أثارت عليه والده مرّةً، وقالت له: “إن عنترة يراودني عن نفسي”. فغضب أبوه غضبًا شديدًا وعصفت برأسه حميته، فضربه ضربًا مبرحًا بالعصا وأتبعها بالسيف، ولكن سمية أدركتها الرحمة في النهاية، فارتمت عليه باكيةً تمنع ضربات أبيه، فرقّ أبوه وكفّ عنه.

وفي بطولات عنترة يُحكى الكثير، فهو لم ينل حريته إلاّ لقاءها، من ذلك أن بعض أحياء العرب أغاروا على قومٍ من بني عبس فأصابوا منهم، فتبعهم العبسيُّون وقاتلوهم عما معهم وعنترة معهم، فقال له والده: “كُرَّ يا عنترة”، فقال عنترة: “العبد لا يحسن الكَرَّ إنما يحسن الحَلبَ والصَّرَ”، فقال: “كُرَّ وأنت حُر” فهمَّ عنترة بهم وأبلى بلاءً حسنًا يومئذ، فاستحق بذلك أن ينسب إلى أبيه ويحمل اسمه.

قيل لعنترة في أحد الأيام هل أنت أشجع العرب وأشدها؟ فقال: “لا”، فقيل: “فلماذا شاع عنك هذا بين الناس؟” قال: “كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزمًا، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزمًا، ولا أدخل إلا موضعًا أرى لي منه مخرجًا، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة التي يطير لها قلب الشجاع، فأثني عليه فأقتله”. ورغم ذلك، هذه الآراء تؤكد اقتران الحيلة والحنكة في فن الحرب عند عنترة وأقرانه في عصر السيف والرمح والفروسية.

عنترة وعبلة

أحبّ عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك حبًّا شديدًا، وكانت من أجمل نساء قومها، وأبعدهم صيتًا في اكتمال العقل ونضرة الصبا، ويقال إن أكثر الأشياء التي أعاقت هذا الحب هو صلف عمه مالك، وأنفة ابنه عمرو.

تقدم عنترة إلى عمه مالك يخطب ابنته عبلة، ولكنه رفض أن يزوج ابنته من رجلٍ أسود، ويقال: إنه طلب منه تعجيزًا له وسدًا للسبل في وجهه ألف ناقةٍ من نوق النعمان المعروفة بالعصافير مهرًا لابنته، ويقال: إن عنترة خرج في طلب عصافير النعمان حتى يظفر بعبلة، وإنه لقي في سبيلها أهوالاً جسامًا، ووقع في الأسر، ثم تحقق حلمه في النهاية، وعاد إلى قبيلته ومعه مهر عبلة ألفًا من عصافير الملك النعمان، ولكن عمه عاد يماطله ويكلفه من أمره شططًا، ثم فكر في أن يتخلص منه، فعرض ابنته على فرسان القبائل على أن يكون المهر هو رأس عنتر، لكن النهاية الحقيقية بقيت طي الكتمان بالنسبة للمؤرخين العرب، ولم تعرف الحقيقة، وإنما اقتصرت على بعض الفرضيات.

المصدر: موقع أراجيك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى