قصص

فطنة أشعب

يُروى أنّ رجلاً غنياً أقام وليمةً كبيرةً دعا إليها الجميع ومن بينهم أشعب، وعندما همّ الجميع بتناول الطعام إذا بأشعب يصل مُتأخراً، فأمر صاحب الوليمة بجعله ينتظر خارجاً إلى أن يُحذّر الحضور من شراهة أشعب، وذكر لهم أنّ أشعب إذا ما حضر مائدة طعام فإنّه يختار أجود الطعام ولا يُبقي منه شيئاً، وأنّه بمُجرّد دخوله المجلس سيختار أكبر الأسماك ويأكلها، فأسرع الجميع بإخفاء الأسماك الكبيرة وجعلوها في طبق كبير بجانب الرجل الغني، وعندما أُذِن لأشعب بالدخول بدأ الجميع بدعوته لتناول الطعام، لكنّ يد أشعب لم تمتدّ إلى الطعام لعدم حُبّه تناول السمك، وعلّل سبب ذلك بأنّ الأسماك التهمت والده عندما غرق في البحر، فدعاه الحضور ساخرين من الانتقام لوالده بأكل السمك كما فعلت بوالده.

وعندما أراد البدء بتناول السمك، لاحظ وجود الطبق الذي يحوي أسماكاً كبيرةً إلى جانب الرجل الغني، فالتقط سمكةً صغيرةً وأدناها من أذنيه يستمع لها كما لو أنّها تُخبره سرّاً، وتوجّه إلى القوم يُطلعهم على السرّ الذي حدّثته به السمكة، إذ زعم أشعب أنّ السمكة أخبرته أنّها لم تلتهم والده، وإنّما فعلت ذلك الأسماك الكبيرة المُخبّئة بالقُرب من صاحب الوليمة، وتوجّه أشعب إلى الطبق واختار أكبر الأسماك وبدأ بتناولها في حين لم يُحرّك أحد ساكناً لشدّة تعجّبهم.

 

 

[المصدر: موقع موضوع]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى