في دروب الحياة: رحلة تأملية بين الأمل والتجارب الإنسانية

مقدمة للمؤلّف وسياق النشر
يُعدّ راشد سعيد عبد الله الظهوري كاتبًا متميزًا في مجاله، حاصل على بكالوريوس من جامعة الإمارات بتقدير امتياز، ثم ماجستير من جامعة الشارقة بتقدير امتياز أيضًا، ويعمل مدرسًا لمادة التربية الإسلامية، إلى جانب كونه طالبًا في مركز “الموطأ”. يتمتّع بأسلوب أدبي رقيق، يعتبر القلم صديقًا مقرّبًا يكتب به، ويستقطب الأفكار الإيجابية في نفسه للعودة إليها في لحظات تأملية مستقبلية .
من بين أعماله المعروفة في التبراة (موقع يعرض الكتب)، نجد كتابه «في دروب الحياة» ضمن كتبه المنشورة . نُشر هذا الكتاب من خلال دار Austin Macauley Publishers في الشارقة، وأوردت بعض المصادر تاريخ النشر في عام 2020، بينما يُشار إليه أحيانًا بعنوان طباعة 2021 وفقًا لطلبك، لكن معظم البيانات تشير إلى الإصدار الأول عام 2020، وعدد صفحاته يتراوح بين 60 إلى 94 صفحة على حسب الطبعة .
نبذة عامة عن الكتاب ومحتواه
«في دروب الحياة» هو كتاب يتألّف من نصوص إبداعية أو خواطر، تتجلّى فيها مشاعر متنوعة نابعة من موقف أو منظر أو تجربة أو علاقة، وهي أمورٌ لا تخلو منها حياة الإنسان، كما يشير العنوان إلى “الدروب” كرمز لتنوّع المواقف والطرق التي نسير فيها في الحياة .
يطمح المؤلف من خلال هذه الخواطر إلى أن يقدم للقارئ “بلسمًا”، عبر النظر إلى الجانب الإيجابي في كل موقف، مستندًا إلى الكلمة المليئة بالأمل، لأن الحياة بدونه “لا تُطاق” .
أبرز الاقتباسات وتحليلها
من بين الاقتباسات التي شاركها قرّاء عبر منصة “أبجد” نجد هذه العبارة:
“فما أجمل أن يمضي الإنسان في ظاهره لقضاء شأنه، بينما يكون باطنه منشغلًا بالوجهة الكبرى!”
تحمل هذه العبارة مضامين عميقة:
- الوجهة الكبرى: هنا تبدو كرمز للهدف الأسمى في الحياة، قد يكون إيمانيًا أو إنسانيًا أو ذاتيًا.
- التوازن بين الواجهة والباطن: إظهار المرء في ظاهره طبيعيًا، بينما مشاعره وأهدافه العميقة تخطو باتجاه رؤى أعمق.
- الأمل المستتر: الاقتباس يرمز إلى أن القلب يمكن أن يكون حاملاً لأحلامه وأمله، حتى حين يبدو الظاهر عاديًا.
هذا النوع من التعبير يعكس أسلوب المؤلف الذي يمزج بين البساطة والعمق، ويقدّم من خلاله متعة القراءة والتأمّل.
أسلوب الكتاب وأهدافه الأدبية
أ. أسلوب الكتاب:
- لغة شاعرية مختصرة: الخواطر تنمّ عن عمق التجربة في كلمات مركّزة.
- تقريبية إلى القارئ: يعبر المؤلف بلغة حميمية تقرّبه من القارئ، يجعل النصّ كحوار داخلي، أو دفتر يوميات.
- مرونة التركيب: يمكن القراءة بمفردات قصيرة، مناسبة للتأمل أو وقت المساء الهادئ.
ب. الأهداف المنشودة:
- بث الأمل: يؤمّل الكاتب أن تشكّل هذه الخواطر “بلسمًا” للنفس .
- تحويل التجارب إلى دوافع: عبر وجهات نظر إيجابية، يحوّل الكاتب المواقف إلى دروس وحكايات ملهمة.
- التأمّل الفعلي: يدعو النصّ إلى التوقف والتفكّر العميق في تفاصيل الحياة.
تحليل تفصيلي لموضوعات الكتاب
أ. المشاعر والتجارب المتباينة:
الكتاب يستعرض مشاعر مُولَّدة من أحداث يومية أو مواقف ضمن الحياة. هذه المواجهات العادية تتداخل مع أعمق البشر، وتطرح أفكارًا حول المعنى.
ب. التركيز على الجانب الإيجابي:
المتلقي يجد نفسه يُذكَّر أنَّ في كل درب، مهما كان رماديًا، شعاع أمل أو فكرة تُعانق الروح.
ج. التشبث بالأمل:
يُعدّ الأمل الثابت محورًا أساسيًا؛ لأن “الحياة بلا أمل لا تُطاق” ، وهذا يعكس فلسفة مؤثرة قائمة على الصمود.
د. ترسيخ التجربة الإنسانية المشتركة:
عندما يكتب المؤلف عن مواقف عامة، يصبح النصّ عالميًا، قارّيًا في أي خلفية ثقافية أو زمان؛ لأن المشاعر والدروب الإنسانية مشتركة.
هـ. البعد الروحي والداخلي:
بالرغم من أن النصوص ليست دينية صريحة، فإنها تحمل دفعة روحية عبر التركيز على الجانب الداخلي والنظرة إلى الوجهة الكبرى.
أهمية الكتاب وتأثيره في سياق الأدب العربي المعاصر
- قصيرة وحميمة: يعتمد الكتاب على نصوص قصيرة، وهو اتجاه متزايد في الأدب الحديث لمنح مساحة تأملية سريعة في زمن السرعة.
- كتّاب معلمون: مع تفرّغ المؤلف من التعليم، يبدو أن خُصوبة تجربته في الحياة اليومية تغذّي عواطفه الأدبية.
- ملائم لعصر العجالة: الخواطر مناسبة لمن يمر بظرف عصيب أو يحتاج إلى جرعة أمل نفسية.
- **يضيف إلى الأدب الإبداعي العربي نصوصًا بديلة للحكايات الكبيرة، تركز على النفس وتتحسس تفاصيل الروح.
خاتمة ملهمة
ينتهي المقال بتأكيد أن «في دروب الحياة» هو كتاب وافي رغم اقتضابه؛ فهو يدخل إلى القلب برفق، يلمس زوايا النفس بدرجة من الحميمية، ويترك أثرًا إيجابيًا، بغض النظر عن وقت القراءة أو المزاج. إن كان القارئ يبحث عن دفعة من التأمّل، أو بلسم روحي هادئ، فهذا الكتاب يقدم نفسه بتواضع وأناقة.
لمعرفة المزيد: في دروب الحياة: رحلة تأملية بين الأمل والتجارب الإنسانية