كتب

قراءة موجزة حول كتاب "قراءة القراءة"

“إن قراءة الكتب هي التي تبني عند الإنسان لغة العلوم، وعنها يعرف طريقة الأسلوب، وتأليف الكلام المتبع فيها”.

يقدم د/ فهد صالح الحمود رؤيته تجاه القراءة، وأسلوبه في استنباط، واستقراء أحكام التأليف والتصنيف، رؤية تختزل كثيرًا من المعاني والمفردات حول مضامين الكتب واتجاهات مُؤلِّفيها، مع الأخذ بالاعتبار الفائدة والتحصيل العلمي الذي ينشُده القارئ، وتهيئة السُّبُل له برسم خارطة منهجية، تدُلُّه على طريقة القراءة الصحيحة الجادَّة والمثمرة.

“إن القراءة القائمة على الفَهْم والاستيعاب من أشقِّ أنواع القراءة وأكثرها فائدة؛ لأن فيها تحسينًا لفَهْم القارئ والارتقاء بمستواه نحو أفق الكتاب والمؤلف”.

هذه القراءة التي تحدِّدها اتجاهات ورؤى المؤلف بحيث تنصب معلمها نحو الأهداف المرجوَّة من عملية القراءة.

يستطيع كل شخص بناء منهجه في القراءة وَفْق رؤية واضحة محددة، يبني عليها أطروحات الكتاب من خلال تلمُّس آثاره؛ ليستدل على الوعي القائم على أصول المسائل وتتبُّع فروعها، والبحث عن كنوز الكتب المغمورة داخل طيَّات صفحاتها.

فالقراءة ليست هدفًا بحدِّ ذاتها عند المؤلف بل طريقة القراءة التي تعتمد على”التأمُّل والنقد والتحليل”، “وكيفية البحث والتنقيب في بطون الكتب، واستخراج الفوائد والنوادر منها”، ص122.

فإدراج شخصية القارئ ضمن عملية التلقي بحيث ينسج قوامَها من تعداد الأفكار حوله، وتمييز المفردات تجعله قائمًا بذاته داخل العملية القرائية “المبنية على أساس صحيح”، وآثارها على قدراته وحياته، وتطبع أفقه بنوع من المعرفة الاكتشافية التي تُزيل عن كاهله آثار التبعية والتقليد، وتُعينه على بلوغ مراده من القراءة، وتتبُّع آثار العلم داخل النصوص، والإفادة منها في تحصيله المعرفي وبنائه الفكري.

 

 

 

المصدر: شبكة الألوكة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى