قصص

قصة أوراشيما تارو

كان ياما كان في قديم الزمان صياد اسمه “أوراشيما تارو” يعيش مع والديه في قرية صغيرة. كان هذا الصياد طيب القلب ومشهوراً بمهارته في صيد الأسماك. وفي يوم من الأيام، بينما كان في طريقه عائداً إلى البيت، رأى مجموعة من الأولاد يضربون سلحفاة بحرية كبيرة، ويصرخون عليها، ويضحكون.

لم يتحمل أوراشيما تارو المشهد، فصرخ عليهم بقوة قائلاً لهم بأن يتوقفوا عن ذلك فوراً، فتوقف الأولاد وابتعدوا عن المكان، وانزلقت السلحفاة مع أمواج البحر واختفت.

وفي اليوم التالي ذهب تارو لصيد الأسماك كعادته، ولكن فجأةً وجد نفسه في عمق البحر بعيداً عن الشاطئ، بحيث لا يمكن لأحد أن يراه. لقد كان البحر هادئاً وشعر تارو بشيء غريب، فأخذ يتأمل الغيوم التي تتحرك بسرعة فوق رأسه. وفجأة سمع صوتاً يناديه من أعماق البحر.

“أوراشيما تارو! أوراشيما تارو!”. لقد كانت تلك السلحفاة التي أنقذها في اليوم السابق تسبح نحوه، فقالت “لقد أنقذت حياتي، دعني أصطحبك إلى قصر التنين في قاع البحر عرفاناً مني بحسن صنيعك”، فغطست السلحفاة تحت أمواج البحر وتارو على ظهرها.

استمرت السلحفاة بالغوص في أعماق البحر، حتى ظهر أمامهم قصرٌ كبير من المرجان الأحمر والأبيض. وسرعان ما توقفت السلحفاة أمام امرأة شابة ترتدي ملابس أنيقة قرمزية وخضراء اللون كانت واقفة لاستقبالهما. فقالت المرأة الجميلة لتارو “أنا الأميرة أوتوهيمي، سعيدة جداً بلقائك”.

وكان يوجد داخل القصر قاعة ولائم رئيسية كبيرة ومرصعة باللآلئ والمرجان، وكان يوجد فيها طاولات كثيرة، عليها جميع أصناف المأكولات البحرية والمشروبات اللذيذة. فبدأت الراقصات بملابسهن الواسعة من الأسفل بالرقص على أنغام موسيقى آلة القانون والناي.

اندهش تارو بهذه الأجواء الخيالية والجمال والثراء، فلم يسبق له مثل هذه التجربة من قبل، فمرت الأيام والأسابيع بسرعة، بينما كان تارو يستمتع بهذه الملذات. ولكن في صباح أحد الأيام تذكر تارو والديه وكوخه البسيط وحياته الزهيدة على سطح الأرض، فقال للأميرة أوتوهيمي “أريد أن أذهب لأرى والديّ”

ولكنها قالت له “لما العجلة؟! فلم تمكث مدة طويلة بعد”، ولكن تارو أصر على الرجوع. فسمحت له الأميرة وأهدته تذكار من قصر التنين عبارة عن صندوق مزين بالورنيش. وأخبرته بأن ينظر إليه ليتذكرها، ولكن عليه ألا يحاول فتحه أبداً.

فصعد تارو على ظهر السلحفاة، ونقلته إلى الشاطئ حيث التقيا لأول مرة. ولكن شعر تارو بوجود شيء مختلف، فذهب تارو إلى كوخ والديه متبعاً الطريق الذي كان يتذكره، ولكن لم يجد هناك أي شيء.

وكان الناس الذين يمشون غير مألوفين له، مرتدين ملابس مختلفة عن التي كان يرتديها أهل قريته، فوجد رجلاً بلحية كان يجلس على قارعة الطريق فسأله عن منزل والديه، ولكن الرجل العجوز أجابه بأنه لم يسمع بذلك المنزل قط طيلة حياته هنا. فوجه سؤالاً لتارو: “من أنت؟”

فتفاجئ تارو، وعاد إلى الشاطئ محدقاً في الأمواج والأفق متسائلاً عما جرى، لم يكن يدرك أن الأيام والأشهر التي قضاها في مملكة التنين تحت المياه كانت تعادل سنوات وقروناً في العالم على اليابسة. في الواقع لقد مرت مئات السنين!

فتذكر تارو أنه يملك ذلك الصندوق الأسود من عالم البحر، فأزال الغلاف عنه، وتأمله متذكراً عيون الأميرة المتألقة، فتذكر عندما قالت له لا تفتح الصندوق أبداً. ولكن ربما هناك حل في هذا الصندوق قد يرجعه إلى عالمه.

فحاول فتح الصندوق ببطء فخرج دخان أبيض أمام تارو، ليتحول تارو في ثواني إلى رجل عجوز بلحية بيضاء، حيث عاد به الزمن الذي لم يؤثر في شكله عندما كان في عالم البحر.

 

المصدر: اكتشف اليابان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى