قصص

قصة اختراع الحرير

يُعرّف الحرير على أنه ألياف بروتينية طبيعية، تُنتجها يرقات دودة القز. اكتُشِفَت هذه الألياف عالية الجودة، والتي تُستخدَم في كل شيء، بدءاً من الملابس، وحتى الطب، في العصر الحجري الحديث بالصين، خلال حضارة يانغ تشاو.

إنتاج الحرير، بالاعتماد على دودة القز، كان من أضخم اختراعات الصين القديمة. وقد كان الصينيون يجمعون الحرير قبل نحو 6 آلاف عام، كما تشير بعض الاكتشافات في المقابر الصينية القديمة إلى أن إنتاج الحرير ربما يعود إلى سنة 8500 قبل الميلاد.

وعلى مدار القرون التالية، اقتصر الحرير بالأساس على الصين. كانوا أول من أتقن إنتاج الحرير وحافظوا على سر صناعته لقرون عدة، وهذا الأمر جعل الحرير مادة مطلوبة جداً في أوروبا، وأحد أبرز اختراعات الصين التي ارتكز عليها -وما زال- الاقتصاد الصيني من خلال تصديره الذي أدى إلى تشكيل طريق الحرير.

ولهذا، حافظت الصين على احتكار الإنتاج لسنوات عدة، وما تزال أكبر مُنتِج له في العالم. فوفقاً للتقديرات الحديثة، تنتج الصين أكثر من 400 ألف طن من الحرير سنوياً، متجاوزةً الهند التي تحل في المرتبة الثانية.

في العام 2005م استحوذت الصين على 75% من إنتاج الحرير الخام في العالم، كما استحوذت على 90% من صادراته في الاقتصاد الدولي.

لم تتعلم الدولة البيزنطية سر صناعة الحرير إلا بعد ثلاثة آلاف سنة من إتقان واستمرار الصينيين في صناعته؛ حينها فقط بدأ الحرير في اتخاذ طريق له نحو الغرب، إلا أن الصين وقتها كانت قد تربعت على عرش الصناعة وحدها.

في سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأت الصين تسيطر بشكل واضح على تجارة الحرير مع كثير من البلاد، كان من بينها الهند والجزء الجنوبي والغربي لأواسط آسيا، ومنها إلى السواحل القريبة من إفريقيا، ومنها إلى أوروبا.

وحينها أطلق العالم الجغرافي الألماني “فرديناند فون ريتشهوفن” على الطرق التي تتبعها الصين لتجارة الحرير اسم “طريق الحرير”، الطريق الذي قدمت الصين به نفسها إلى دول العالم. ما يؤكد أن الحرير أعظم اختراعات الصين.

المصدر: موقع عربي بوست 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى