قصة سلمان الفارسي
بدأت قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة منذ أن حبسه والده في بيته حباً فيه، وكان يعتنق دين المجوسية ويحرص على إبقاء النار مشتعلةً، وبقي كذلك حتى ذهب ذات يوم لتفقّد ضيعة والده فرأى كنيسة، فأعجب بما يفعله المصلون بها وبقي عندهم حتى نهاية اليوم، وعندما عاد إلى والده أخبره بما رأى وأخبره بأنّ دين النصارى خير من دينهم، فحبسه والده وأوثق قدميه بالحديد، إلا أنّ سلمان لم يستسلم وظلّ يبحث عن النّصارى حتى علِم أنّهم متّجهون نحو الشّام، فتمكّن من التخلّص من وثاقه، وذهب معهم إلى الشّام ليقابل الأُسْقُف في الكنيسة، فخدمه وتعلّم منه، إلى أن اكتشف أنه كان يأخذ صدقات النّاس لنفسه، وأخبر النّاس بذلك بعد وفاته.
ظلّ سلمان متتبعاً للحقيقة باحثاً عن أفضل دين؛ فانتقل إلى الموصل، ثمّ إلى نصيبين، ثمّ عمورية، وأخيراً أراد الذهاب إلى أرض العرب لما قيل له عن رجل صالح مبعوث بدين إبراهيم عليه السّلام وله علامات النّبوة، فأراد التّأكد من ذلك، فأخذه تجار من كلب ليوصلوه إلى أرض العرب، فباعوه إلى يهودي، ومنها انتقل إلى المدينة، وبقي كذلك حتى وجد سيدنا محمد في قباء، فقرّب إلى النّبي الصّدقات ووجده يعطيها لمن هو أحق بها، ثم تأكد من ختم النبوة، فرأى صدقه وأمانته وعلم أنه النّبي المرسل فأسلم له، وأصبح سلمان بطلاً من الأبطال المسلمين، وقد أظهر عبقريته بفكرة حفر الخندق لحماية المدينة من الكفار الذين عجزوا عن عبوره.
[المصدر: موقع موضوع]