قصص

قصة هاتف من الأندلس

تروي رواية هاتف من الأندلس في ثناياها قصة غرام الشاعر الأندلسي ابن زيدون بالأميرة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت أيضاً شاعرة، حيث تدور أحداث قصة حبهما في فترة ازدهار الأندلس وارتقاءها وتطور الحضارة والرفاهية العالية فيها، فظهر التأنق في اللبس والأكل والحفلات بشكل كبير، كما تطورت الثقافة وأساليب كتابة وقول الشعر، ضحك القدر لابن زيدون، حيث أصبح فتى قرطبة الشهير وعيّن وزيراً و كاتباً، كما قبلت به ولادة بن المستكفي ليكون خطيبها، ومقدار معاناة الطرفين من الحاقدين وما نشروه من نمائم، تم وضع ابن زيدون بالسجن و تم التفريق بين هذين المحبين، ولكن القدر ضحك له مرة أخرى عند هروبه من السجن.

الشخصية الرئيسية في هذه الرواية هي شخصية ابن زيدون، الذي استطاع الحصول على منصب الوزارة الذي لطالما تنافس عليه الجميع، وعندما استطاع الحصول على هذا المنصب العالي في الدولة، نصب له الكائدين الدسائس والمكائد حتى يستطيعوا التخلص منه، ونجحوا في ذلك، وبعدها سُجن، وهرب من السجن ليلتقي ثانية بولادة، واستطاع أن يسافر سراً إلى إشبيلية وتوحيد شمل الدول العربية تحت راية ابن عباد.

أمّا الشخصية الرئيسية الثانية فهي ولّادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي، حيث كانت شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة، وقد كانت أمها جارية إسبانية اسمها سكرى و قد ورثت منها بشرتها البيضاء وشعرها الأصهب وعينيها الزرقاوين، وكانت تخالط الشعراء وتعرفت على ابن زيدون ووقعت في حبه، وانتظرته طويلاً حتى بعد أن تم سجنه ولكنّها أثبتت بحبها وانتظارها أن الحب لا يمكن أن يقف في وجهه أحدًا.

يصوّر علي الجارم في روايته هاتف من الأندلس واقع الأندلس بكامل أجواءها وشوارعها و مظاهر الحضارة فيها، فهو في روايته لا يحكي قصة حب فحسب، بل يتطرق في موضوعه إلى تاريخ الأندلس، وحضارتها وأهم المحطات التي يمر بها العاشق، وكذلك الصّعاب التي يتعرض لها أثناء تنقله وترحاله وهروبه من السجن، كما لم يغفل الكاتب عن التّركيز على أهم محطات ابن زيدون التاريخية؛ لذلك تعتبر رواية هاتف من الأندلس محط اهتمام الدّارسين، لأنّها تجمع بين الأدب والتاريخ.

[المصدر: موقع موضوع]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى