كتاب عشتار: في اللباس والجسد – ناصيف نصار
“العصر منصرف انصرافاً جارفاً إلى تدبير شؤون الناس تحت راية الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد حان الوقت، بأشد ما يكون الإلحاح، لتصحيح وجهة السير وإعادة الاعتبار لمقولة الواجبات، عطفاً على مقولة الحقوق، وتدبير شؤون الناس تحت راية جديدة هي، بكل بساطة، راية الإعلان العالمي لواجبات الإنسان”.
“وواجبات الإنسان تبدأ بواجباته تجاه نفسه، لأن واجباته تجاه الآخرين وتجاه الطبيعة المحيطة به لا تقوى على الصمود إذا أفرغ ذاتيته من كل واجب بينه وبين نفسه”.
“هل هذا الموقف يتعارض مع أخلاقية الحرية؟ بالتأكيد لا، لأنه يحمي الحرية من نفسها ويضعها في مكانها الصحيح من قضايا الوجود والقيم، وأعني، بنوع خاص، قضايا الوجود مع الآخرين، وقضايا الحقوق والواجبات بكافة مستوياتها”.
كتاب عشتار: في اللباس والجسد – ناصيف نصار: هذا الكتاب مُهم وجدير بالقراءة مراراً، ولا يعود ذلك إلى صعوبة مادته، بل إلى الحاجة الإنسانية إلى التذكرة المستمرة لحقيقتها ومواقفها الأخلاقية الضرورية، في مواجهة المحاولات الحثيثة للعالم في ثنيها عن ذلك.
يتألف كتاب عشتار من حوار يدور بين “حكيمٍ” ذي فلسفة وبين عشتار، الشخصية التي تريد أن تفهم بعض الحيثيات حول قضايا الجسد والأنا واللباس والمساواة والحرية، ولن يلبث القارئ طويلاً حتى يفهم أن الحكيم يمثل البداهة الإنسانية التي نحتاج أن تذكرها، وعشتار تمثل المنظور الإنساني الواقع في الحيرة، والكيان الأنثوي الباحث عن الحدود والثوابت في عالمٍ تسيل منه المبادئ والقيم باستمرار.
[المصدر: موقع روز اليوسف]