سير

لاري بيرد

إن عبارة Break A Leg باللغة الإنجليزية قد تعني حظًا سعيدًا على خشبة المسرح، ولكنها قد تسبب مشكلات على ملعب كرة السلة؛ خاصة عندما يتحقق المستوى الحرفي (بمعنى يكسر قدمه)، وقد تعلم لاري بيرد هذا الدرس عندما كسر كاحله وهو في السنة الثانية من دراسته الثانوية. وعلى الرغم من أن هذا الحدث قد أنهى قدرته على لعب كرة السلة في وقت مبكر من الموسم، فإنه لم يمنعه هذا الكسر من التدريب على تصويب الكرة، وهو ما كان يفعله دومًا حتى تعافت ساقه. وفي نهاية الموسم بدأ بيرد يتوسل إلى مدربه أن يعطيه فرصة ليلعب.
وبمجرد أن وصل لدراسته الجامعية، كان بيرد قد أتقن هذه اللعبة، وكان يسدد أكثر من ثلاثين نقطة وعشرين استحواذًا على كرات مرتدة في كل مباراة. وقد حاولت الجامعات في كل أنحاء البلدة أن تضمه لفرقها، ولكن بيرد اختار جامعة إنديانا لأنها كانت قريبة من منزله. ولكن، نظرًا لأنه قضى طفولته في بلدة صغيرة، فقد شعر بالارتباك من حياة الجامعة الكبيرة. وقبل مضي شهر من عامه الأول كطالب جامعي، ترك الدراسة. وبسبب حلمه بأن يحظى بتعليم جامعي، فقد سجل اسمه في معهد نورثوود. واستمر لفترة أطول بعض الشيء في هذه الجامعة – قرابة الشهرين – قبل أن يترك الدراسة مرة أخرى، وفي النهاية عاد بيرد إلى منزله ليعمل بقيادة شاحنة النفايات والقيام ببعض أعمال الصيانة. وفي أوقات فراغه، كان يلعب كرة السلة في فريق للهواة.
كان من الممكن أن تكون هذه نهاية قصته، لو لم يبذل بوب كينج وبيل هودجز جهدًا في استقطاب الشاب الصغير إلى جامعة ولاية إنديانا؛ حيث كان الاثنان قد سمعا عن مهارته في فريق الهواة، فوافق بيرد على عرضهما بالحصول على منحة تعليمية هناك لأنه لم يكن يريد أن يبقى طوال حياته دون استكمال دراسته. وقد كانت الجامعة هذه المرة مكانًا أفضل – سواء داخل ملعب كرة السلة أو خارجه – وأصبح بيرد أسعد حالًا، على الرغم من أنه كان مضطرًا لعدم المشاركة في موسمه الأول هناك. ولكنه بعد وقت قصير حقق ثلاثين نقطة في إحدى المباريات، وساعد فريقه على التأهل للمباريات النهائية، وهو في السنة قبل النهائية من دراسته الجامعية.
قدم له فريق بوسطن سلتكس الفرصة لأن يلعب محترفًا في فريقه في السنة قبل النهائية من تخرجه، ولكنه اختار أن يبقى في دراسته حتى يتمها. وفي سنة تخرجه، تقدمت جامعة إنديانا إلى بطولة الرابطة القومية لأبطال الجامعات للعب ضد فريق ولاية ميتشيجن، بقيادة إيرفين جونسون الذي يعرف باسم الساحر ماجيك جونسون.
كانت المرة الأولى – ولكنها لم تكن الأخيرة – التي واجه فيها بيرد جونسون الساحر، فنمت بين جونسون وبيرد منافسة شديدة داخل الملعب، وصداقة عميقة وهما خارج الملعب. وفاز فريق جونسون بلقب البطولة في مواجهتهما الأولى، ولكن بيرد فاز بجائزة لاعب العام من وكالة أسوشياتد بريس ووكالة يونايتد بريس إنترناشونال والرابطة القومية للمدربين. كما وقع أيضًا على عقد باللعب مع فريق بوسطن سلتكس. وبعدما لعب بيرد ضمن أعضاء هذا الفريق، حصل على البطولة في أعوام1981، 1984 و1986. وبعد ثلاثة عشر عامًا، تقاعد لاري بيرد من اللعبة، وتوجه إلى التدريب، فحصل على لقب أفضل مدرب في العام الأول من تدريبه. وفي عام 1996، صنف بيرد واحدًا ضمن أفضل خمسين لاعبًا في تاريخ دوري كرة السلة الأمريكي، وقد تم تكريمه في قاعة المشاهير للمنتخب القومي لكرة السلة عام 1998.
من أقواله: ” الفائز هو شخص يعرف الموهبة التي حباه الله إياها، فعمل على صقل هذه الموهبة ليطور مهاراته، واستخدم هذه المهارات ليحقق أهدافه”. لاري بيرد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى