سير

ما لا تعرفه عن سامي الدروبي

وُلد سامي الدروبي في حمص في نيسان/أبريل عام 1921، والده مصباح ووالدته تدعى سامية السباعي. درس في مدارس حمص الابتدائية والإعدادية، ثم واصل دراسته الثانوية في دمشق. تابع بعدها دراسته في دار المعلمين العليا لمدة عامين، وعُيِّنَ مدرسًا للتعليم الابتدائي، حيث بقي في وظيفته هذه لمدة سنةٍ واحدة درَّس خلالها في قرية المخرم الفوقاني في محافظة حمص.

أُوفِدَ إلى مصر في أواخر عام 1943 ليتابع دراسته في القاهرة، فدخل كلية الآداب قسم الفلسفة، وتخرَّج منها عام 1946.عاد إلى سوريا عام 1947 فعُيِّنَ مدرّسًا للفلسفة والمنطق في ثانويات حمص، انتقل خلال الأعوام 1948 – 1949 إلى دمشق (كمعيد في الجامعة)، أوفِدَ بعدها إلى باريس خلال الأعوام 1949 – 1952 لتحضير الدكتوراه في الفلسفة. عاد من باريس وعُيِّنَ مدرّسًا في كلية التربية، ثم أستاذًا لعلم النفس.

تزوح الدروبي من السيدة إحسان البيات، وأنجب ثلاثة أولاد، بنتين هما الدكتورة ليلى وسلمى التي توفيت في حياة والدها، والمهندس مصباح الدروبي.   أما من حيث ديانة سامي الدروبي ومعتقداته وطائفته الأصلية ، فقد ولد لعائلة مسلمة سنية.

كان الدكتور سامي يعاني من مرض القلب، وشرايينه الثلاثة مسدودة، وصماماته متضيقة، وتذكر زوجته أنه قبل ساعة واحدة من رحيله أصرَّ على الجلوس في المكتب، قائلاً  أنه سيصلح كلمة كانت قد أقلقته في الليلة السابقة، وعلى رغم احتجاجات الزوجة حرصًا على صحته، فقد أمسك القلم وأصلحها، وهو يعلم أنه يقف على مشارف الأبدية، وأخذت الزوجة تتأمل في هذا الإصرار العجيب على العمل أثناء وضعها لأنبوب الأكسجين في أنفه، ولم تكن تعلم أنها في حضرة الوداع الأخير، إذ بعد ساعة واحدة فقط وافته المنية.

رحل الدروبي في 12 شباط/ فبراير عام 1976 ، مخلفًا إرثًا عده النقاد من أهم ما قُدم للمكتبة العربية على مستوى ترجمة الأدب الروسي.

للدروبي ترجمات في الفلسفة أهمها مؤلفات لكارل ماركس وجان بول سارتر، وترجم في السياسة “مدخل إلى علم السياسة” لموريس دوفرجيه، وفي علم النفس ترجم “علم النفس التجريبي” لروبرت ودروت. أما في الأدب، فهو الغني عن التعريف وله عددٌ من المؤلفات والمقالات المنشورة في عددٍ من الدوريات.

لقد أنجز سامي الدروبي ترجمة مؤلفات دوستويفسكي الكاملة ويقارب عدد صفحاتها أحد عشر ألف صفحة، وهو مريض في القلب مرضًا لا يمكّنه من الاستلقاء على سريره أثناء النوم، وكان لابد له من أن يبقى جالسًا وهو نائم. بل أكثر من ذلك، فقد أنجز خمسة مجلدات من المؤلفات الكاملة لتولستوي، والتي يصل عدد صفحاتها إلى خمسة آلاف صفحة وهو في صراع بين الحياة والموت، وكثيرًا ما احتاج خلالها إلى أن يرقد لمدة ثلاثين ساعة وهو يتنفس من أنبوبة الأكسجين، كما ذكر الأستاذ فوزي الكيالي وزير الثقافة آنذاك.

أهدى الدروبي مكتبته لجامعة دمشق، التي قبلت الهدية برسالةٍ خطية شكره فيها رئيس الجامعة آنذاك.

[المصدر: موقع آراجيك]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى