كتب

ملخص رواية "التبر" لإبراهيم الكوني

التبر نص روائي ملحمي عن الصحراء والحيوان، وخير فاتحة بدأت بها في قراءة أدب الكوني. لماذا أدب الصحراء أو ما الذي يميز أدب الصحراء؟ إنها الفرادة في سيل التشابه الجارف وقلة التميز وضعف الإبداع، الصحراء حبلى بالمغريات وزاخرة بالجواذب فوق صفحة السراب، تترك أثرها في القارئ فلا ينساها. يمكن أن ُيثبّت جوهر الرواية العربية في المحليّة حيث الأصالة، والصحراء جزء عريق في هذه الأصالة، فليس بالضرورة أن تكون المدينة المعاصرة وساكنها وهمومه مادة الرواية بل في حياة القرية والحارة والصحراء، حيث يستكشف الإنسان وذاته وتبرز هويته، وسيخاطب حينها حتى الساكن في ناطحة السحاب. ولا يعني ذلك التطفّل على المحلية أو الوقوف عند تخومها والغرف من ضحل مائها بل التغلغل في غورها اللجي حتى بلوغ الينابيع والبدء والأصل.

الأدب أن تكشف وتسأل، وتجيب إن استطعت إلى الإجابة سبيلاً. لو عدنا إلى كل رواية عظيمة من أي بلد كان، بل إلى أي نص أدبي عريق، سنرى غالباً أنه يرتكز على عناصره المحليّة، على أسسه المجتمعية والبيئية، نص حقيقيّ قبل أن يكون متخيلاً، فإبداعه في أصالته، ولا يسلك هذا الدرب الوعر إلا العارف المستعد لخوض غمار الصعوبة الذي لا يضمن النتائج قبل الوصول.

 

 

[المصدر: منصة مؤمن الوزان]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى