ملخص رواية "الوقائع الغريبة لاختفاء سعيد أبي النحس" لإميل حبيبي
تقع هذه الرواية موقعا مختلفا ومميزا بين مختلف الروايات التي تناولت أحداث القضية الفلسطينية، سواء من حيث البنية التي تمزج بين الفانتازيا الحداثية، والحكايات الشعبية الفلسطينية واستلهام التراث العربي الشفاهي والمكتوب، أو على مستوى التناول، حيث ركزت على أوضاع الفلسطينيين الذين اضطروا للتعايش داخل حدود دولة الاحتلال.
تدور أحداث الرواية على لسان سعيد أبي النحس المتشائل، التي هي لفظة تمتزج فيها لفظتا المتشائم والمتفائل تماما كما تمتزج المشاعر والأحداث والتناقضات في الحياة اليومية للفلسطيني. تتسلسل الأحداث على لسان الراوي بأسلوب الرسائل المنفصلة، متتبعة حياته في ثلاثة أقسام تحمل أسماء النساء الثلاث في حياته، يعاد وباقية ويعاد الثانية، في رمزية واضحة لمفاهيم العودة والبقاء في الأرض.
الراوي يستسلم منذ البداية، ويختار موقف الواشي المهادن ويتعاون مع الغزاة. طبيعة الرواية الأميل إلى الغرائبية قد لا تناسب بعض القراء، لكنها تُعَدُّ واحدة من أهم الروايات العربية، وتمنح قراءتها أبعادا مختلفة لقراءة الواقع من خلال السخرية المريرة والفانتازيا المركبة.
[المصدر: موقع عربي بوست]