من السجن إلى الثروة: سيرة “كلايد بيزلي”
“كلايد بيزلي”، مجرم قضى 11 عاماً كاملة في السجن، بتهم عديدة منها حيازة وتعاطي المخدرات، وجرائم أخـرى مشينة متعددة. في إحدى ليالي السجن، قضى يومه متابعاً للمباراة النهائية للعبــة الجولف التي كــان يهوى مشاهدتها بشغف، فكــان من سوء حظه أن المباراة لم تستمــر، وتم إلغاؤها في منتصفها بسبب سوء الأحوال الجوية. هذا الانقطاع، جعل فكـرة مدهشة تقفز في رأسه، لماذا لا توجد نسخة مصغــرة من لعبة الجولف، يمكن لعبها على ظهــر طاولة واسعة، على غرار لعبة التنس طاولة؛ التي تعتبر تجسيدا للعبة التنس. وتكون مزيجــاً من لعبة الجولف والبلياردو؟!
وعلى الرغم من غرابة الفكــرة؛ إلا أنها استهوته بشدة، وبدأ بالفعــل في وضع تصميمــات للعبة الجديدة من مخيلته، واستعــان ببعض الأوراق، وحتى قوانين اللعبة بدأ في تخيّلها ووضعها، من مساحة الطاولة وحدودها، وغيرها من التفاصيل، وبعد 11 عاماً قضاها في السجن، خرج “بيزلي” متوجها إلى أقرب محل لبيع الأدوات والمعدات، وقام بشراء كل ما رسمه وخطط له لتطبيق فكرته؛ ثم عاد بغنيمته إلى منزله، وعكف ليالي طويلة يصنع نموذجا لهذه اللعبة الخيالية.
بعد أيام، تمكن “بيزلي” من صناعة نموذجه بالفعل، وقام بتجربته عدة مرات؛ بل وقام باستدعاء أصدقائه للكشــف على اللعبة وتجربتها، واكتشاف أي ثغرات بها أو في قوانينها. فأبدى الجميع إعجابه الشديد بها، ثم بدأت مرحلة تسويق المنتج، الذي قوبل بالرفض من أغلب المتاجر؛ حتى انبهرت إحدى شركات التصميم باللعبة في العام 2003 وقامت بتبنيها وشرائها وتصميمها.
وبعد عامين اثنين، تجــاوزت مبيعات اللعبة التي صممها “السجين”، حوالي الخمسة ملايين دولار، وأصبــح “بيزلي” رجل أعمــال (مليونيـرا) انتهــج منهجاً جديداً في حياته، وجاب الولايات المتحدة كلها يستعرض حياته، ويلقى محاضرات تحفيــزية للشبــاب.
[المصدر: موقع الجزيرة]