من هو ثابت بن قيس
ثابت بن قيس هو ابن ثعلبة بن زهير بن امرئ القيس بن مالك بن الحارث بن الخزرج يكنى بأبي محمّد، وكان جهير الصوت؛ مما جعله خطيب الأنصار، وقد شهد له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجنّة، وروى عنه كلّ من أنس بن مالك، وبنوه محمّد، وإسماعيل، وقيس، وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهم.
اشتُهر ثابت بن قيس بالتقوى، والكرم، والزهد والشجاعة، وشدّة حبّه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كما عُرف بالإيثار وحبّ الإنفاق في سبيل الله؛ فقد عَرف ثابت أحداً من المسلمين ظلّ صائماً لثلاثة أيّام، وفي كلّ يومٍ يحين موعد الإفطار لا يجد ما يأكله، فأخبر ثابت أهله بأنّه سيستضيفه على الإفطار، وأمرهم بإطفاء السراج قصداً دون أن يشعر الضيف بذلك، ثمّ أمرهم بالتظاهر بتناول الطعام حتّى يُتيح للضيف أن يأكل حتّى يشبع دون حرج.
يعدّ ثابت بن قيس من السابقين إلى الإسلام في يثرب، وكان ذلك عندما استمع إلى الداعية المكّية مصعب بن عمير وهو يقرأ القرآن الكريم بصوتٍ شجيّ، حيث سُعد بما استمع إليه من هدي وتشريع.
عندما نزلت آية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ)، تجنّب ثابت بن قيس الذهاب إلى مجالس الرسول صلّى الله عليه وسلم، وذلك رغم حبّه وتعلّقه الشديدين به، وعندما افتقده النبيّ بعث رجلاً من الأنصار ليرى ما شأنه؛ فعندما ذهب إليه وجده حزيناً في منزله مطئطئاً رأسه؛ فسأله: ما شأنك يا أبا محمّد؟ فأخبره أنّه رجلٌ جهير الصوت، وكثيراً ما يعلو صوته على صوت النبيّ، وقد نزلت آية تُشير إلى أنّ من يرفع صوته على صوت النبيّ يحبط عمله؛ فخاف من أن يكون من أهل النّار؛ فعاد الأنصاريّ إلى الرسول وأخبره بما قاله ثابت؛ فطلب النبيّ منه العودة إليه وإخباره أنّه ليس من أهل النّار، إنّما من أهل الجنّة.
عندما قرّر أبو بكر الصدّيق دعوة المسلمين لمواجهة أهل الردّة واليمامة ومسيلمة الكذّاب ذهب ثابت بن قيس مع مجموعة من المجاهدين لملاقاة مسليمة وبني حذيفة واستمرّ في القتال حتّى قُتل.
[المصدر: موقع موضوع]