كتب

نبذة عن رواية النبطي

ألّف الكاتب المصري يوسف زيدان الكثير من المؤلفات التي أثْرَت المكتبة العربية، فألف في الفلسفة وفي الرواية وفي التاريخ، إضافة إلى اشتغاله بأرشفة المخطوطات، وكان القالب التاريخيّ هو ما يميز رواياته، لكن الرواية هي التي كانت وراء شهرة يوسف زيدان، وكانت رواية النبطي التي ألفها بعد رواية عزازيل، والجدير بالذكر بأن يوسف زيدان غزير الإنتاج.

وقعت أحداث الرواية قبل دخول الفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص لمصر بعشرين عامًا، وتحكي الرواية قصة الفتاة المصرية “مارية” وكانت تعيش ماريا مع عائلتها في قرية مصرية صغيرة، ويتقدم رجل نبطي للزواج من ماريا، وبعد الزواج تسافر مع زوجها إلى قبيلته، ويظهر الكاتب شوقها لمصر، وبعد الانتقال تنخرط مارية مع قبيلة زوجها الذي عمل في التجارة، وعرفت القبيلة في الرواية باسم سلومة نسبة إلى أخ زوج ماريا، وبعد وصول ماريا إلى قبيلة زوجها تحاول خلق حياة جديدة، فتتعرف على ابن أخ زوجها وتستأنس بحديثه.

ومع تقدم الوقت والأحداث، وبحكم أن ماريا تعيش في قبيلة زوجها تقترب من شقيق زوجها سلومة الذي يُعرف في الرواية باسم النبطي، وسلومة يحمل في شخصيته صفات مغايرة لصفات أخيه، تُعجب مارية به وبحكمته وبفلسفته، وأثناء الأحداث يوضّح يوسف زيدان وِجهة نظرة الخاصة بالأحداث التاريخية التي جرت في تلك الفترة، ويتحدّث عن حضارة الأنباط، ويصفهم بأنهم من أول الشعوب في العالم، ويصفهم أيضًا بأنهم أهل البلاغة وعُرفوا بهذه الخاصية، وهؤلاء الأنباط تفرقوا في الأرض، وسكنوا الكثير من البلاد، وتضطر القبيلة للخروج من أرضها والذهاب للعيش في مصر، ولكن من دون سلومة النبطي شقيق زوج مارية الذي كان متعلّقًا بأرضه ووطنه، وبسبب هذه الهجرة ينفطر قلب ماريا على فراق سلومة النبطي، وتشعر بالحنين والشوق إليه، فيختم يوسف زيدان روايته بقول ماريه “كان النبطي مبتغايَ من المبتدأ وحُلمي الذي لم يكتمل إلى المنتهى، ما لي دومًا مستسلمة لما يأتيني من خارجي، فيستلبن.. أحجرٌ أنا حتى لا يحركني الهوى وتقودني أمنيتي الوحيدة؟ هل أغافلهم وهم أصلًا غافلون، فأعود إليه لأبقى معه ومعًا نموت ثم نولد من جديد هدهدين؟” ومن خلال هذه الخاتمة تظهر وجهة نظر يوسف زيدان الفلسفية.

وفي مجريات أحداث الرواية يتم الحديث عن الديانات التي سادت أرض مصر قبل دخول الفتح الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص، واتهم يوسف زيدان بأنه لم يتوخَ الحيادية في معالجة الأحداث التي ذكرها في روايته، سواء عند حديثه عن حضارة الأنباط، أو عند حديثه عن الفتح الإسلامي، وحسب وجهة نظر النقاد فقد تم كتابة الرواية من وجهة نظر استشراقية، كما واجهت الرواية انتقادًا بأن فيها الكثير من الحشو.

المصدر: موقع سطور 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى