وينستون تشرشل
كان ونستون تشرشل يتلعثم في الحديث عندما كان طفلًا صغيرًا، فظن والده – الذي أراد لابنه أن يصبح محاميًا في المحاكم العليا – أنه سوف يتأخر بسبب ضعف مستواه في المدرسة، فقد كان ترتيبه الدراسي متأخرًا عن أقرانه. وقد أعاد تشرشل السنة السادسة من المرحلة الابتدائية، واحتاج إلى ثلاثة فصول دراسية كاملة حتى ينتقل إلى المنهج التالي في مادة الرياضيات. ثم رفضته جامعتا أكسفورد وكامبريدج، فنصحه والده بأن يسعى للحصول على وظيفة في الجيش، فعمل بنصيحة والده وتقدم إلى الجامعة العسكرية الملكية في ساند هيرست، والتي تضاهي الأكاديمية العسكرية الأمريكية (وست بوينت) في الولايات المتحدة، ولكنه رسب في امتحان القبول بأعجوبة.
بعد التخرج، التحق تشرشل بالجيش البريطاني، وهو العمل الذي بدا مناسبًا فيه. وفي عام عام 1911 أصبح القائد الأعلى للقوات البحرية، وهو المنصب الذي تقلده طوال السنوات الأربع التالية. وفي عام 1915 – أثناء الحرب العالمية الأولى – ساعد تشرشل على إدارة معركة غير ناجحة، كانت تعرف بمعركة جاليبولي. وعلى الرغم من أن البعض ادعى أن خسارة المعركة تعود إلى تعليمات رؤسائه فقد تلقى تشرشل أغلب اللوم وجرى تقليل رتبته. وقد قال تشرشل فيما بعد لناشر مجلة نيوز أوف ذا ورلد: “لقد انتهيت”.
ولكن ثبت أن هذا الأمر بعيد كل البعد عن الحقيقة؛ فقد تقلد تشرشل عدة مناصب في العشرينات من القرن الماضي، وأكد كفاءته كقائد. وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية، استعاد تشرشل منصب القائد الأعلى للقوات البحرية من جديد وأصبح عضوًا في مجلس الحرب. وفي و قت مبكر من الحرب، استقال نيفيل تشامبرلين رئيس الوزراء البريطاني، فاختير تشرشل لشغل هذا المنصب. فوافق وساعد في عبور إنجلترا إلى النصر. وعلى الرغم من نجاح تشرشل قفد انهزم هزيمة نكراء في انتخابات مجلس الوزراء عام 1945. ويعتقد الكثير من المؤرخين أن نجاحه كقائد وقت الحرب دفع الناس للاعتقاد أنه لن يكون قادرًا على شغل المنصب نفسه وقت السلام. وبعد ست سنوات، أصبح تشرشل رئيس وزراء مرة أخرى، وهو المنصب الذي ظل عليه حتى استقال عام 1955. وكان تشرشل يقضى وقته – بعدما انتهى من وظيفته الحكومية – في تأليف كتب عن اللغة الإنجليزية وتاريخ العالم، والتي فاز عنها بجائزة نوبل في الأدب عام 1953.
المرجع:
كتاب سر النجاح ليس سرا