كتب

غرناطة: رحلة في التاريخ والهوية الثقافية

“غرناطة” للكاتبة المصرية رضوى عاشور هي رواية تأخذك في رحلة تاريخية غنية وعاطفية إلى قلب الأندلس. هذه الرواية ليست مجرد سرد للأحداث التاريخية، بل هي استكشاف عميق للهوية الثقافية والنضال من أجل البقاء في وجه التحديات الجسيمة. تعيد رضوى عاشور إحياء فترة زمنية حرجة من خلال قصص شخصيات معقدة ومؤثرة، تعيش في ظل سقوط غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس.

من خلال عيون أبي جعفر الوراق وعائلته، نرى كيف تحول المجتمع الأندلسي بعد سقوط غرناطة في عام 1492. أبو جعفر، الكاتب والمثقف، يجسد المقاومة الثقافية في وجه القمع، حيث يسعى للحفاظ على اللغة والتراث الإسلامي وسط التغيرات القسرية. تتناول الرواية تفاصيل الحياة اليومية وتغيراتها الجذرية، بدءًا من فرض القيود على ممارسة الدين وحتى مصادرة الكتب والمخطوطات.

الرواية تعكس الصراع الداخلي للعائلة، بين الرغبة في الحفاظ على الهوية الإسلامية وبين التأقلم مع الواقع الجديد. مريمة، حفيدة أبي جعفر، تمثل الجيل الجديد الذي يواجه تحديات مضاعفة للحفاظ على تراثها. من خلال مقاومتها، تبرز الرواية دور المرأة في الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية. بأسلوب سردي مشوق وغني بالتفاصيل، تأخذنا رضوى عاشور في “غرناطة” في رحلة تأملية حول الفقدان والصمود، وتسليط الضوء على جزء مهم من التاريخ الإسلامي والثقافة العربية. الرواية ليست فقط شهادة على الفقدان، بل هي أيضًا احتفاء بروح المقاومة والصمود التي لا تنكسر أمام القهر.

[المصدر: موقع خلاصة الكتاب]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى