كبسولة الزمن وحديقة الذات: قراءة في أدب مريم مهير الكتبي

في زاوية من زوايا الأدب الإماراتي المعاصر، تتفتح زهرة أدبية جديدة تنبض بالحياة والخيال، تحمل عنوانًا يثير الفضول: “حديقتنا الجميلة وكبسولة الزمن”. هذا العمل الأدبي، الذي صدر عن دار أوستن ماكولي للنشر، يأخذ القارئ في رحلة فريدة تمزج بين الواقع والخيال، بين الحاضر والماضي، في تجربة سردية تلامس أعماق النفس البشرية.
مريم مهير الكتبي: صوت أدبي إماراتي متجدد
الكاتبة مريم مهير الكتبي ليست غريبة عن عالم الأدب؛ فقد سبق لها أن أصدرت عدة أعمال أدبية، منها رواية “لو نفعني التمني” بجزئيها الأول والثاني، وكتاب “شرقي شريعة هيلي”. تتميز كتاباتها بالغوص في أعماق النفس البشرية، واستكشاف العواطف والتجارب الإنسانية بأسلوب أدبي رصين .
حديقة الزمن: تأملات في الواقع والخيال
يُصنف كتاب “حديقتنا الجميلة وكبسولة الزمن” ضمن الأدب الثقافي، ويقع في 40 صفحة. يقدم تجربة سردية غريبة ومخيفة وجميلة في آنٍ واحد، حيث يتنقل القارئ بين عوالم قد تكون حقيقية أو قريبة من الحقيقة، أو ربما تنتمي إلى الواقع الافتراضي. تدور الأفكار في ذهن بطل القصة منذ عودته من عالم الكبسولة، متسائلًا عن طبيعة التجربة التي خاضها، ومدى واقعيتها .
كبسولة الزمن: رمزية السفر الداخلي
تُعد “كبسولة الزمن” في هذا العمل رمزًا للسفر الداخلي، حيث يغوص البطل في أعماق ذاته، مسترجعًا ذكريات وتجارب شكلت شخصيته. هذا السفر لا يقتصر على التنقل بين الأزمنة، بل يمتد إلى استكشاف الذات ومعرفة النفس، مما يضفي على العمل طابعًا فلسفيًا عميقًا.
الحديقة الجميلة: ملاذ الروح
تمثل “الحديقة الجميلة” في الكتاب رمزًا للسلام الداخلي والسكينة، حيث يجد البطل فيها ملاذًا من صخب الحياة وضغوطها. تُصور الحديقة كمساحة للتأمل والتواصل مع الذات، مما يعكس أهمية البحث عن التوازن والانسجام في الحياة اليومية.
أسلوب السرد: بين البساطة والعمق
تتميز الكتبي بأسلوب سردي يجمع بين البساطة والعمق، حيث تستخدم لغة سلسة ومباشرة، مع توظيف الصور البلاغية والتشبيهات التي تضفي على النص جمالية خاصة. هذا الأسلوب يجعل القارئ يشعر وكأنه جزء من القصة، يعيش أحداثها ويتفاعل مع شخصياتها.
التفاعل مع القارئ: دعوة للتأمل
لا يقتصر دور الكتاب على سرد قصة فحسب، بل يدعو القارئ إلى التأمل في حياته وتجربته الشخصية. من خلال تساؤلات البطل وتأملاته، يُحفز القارئ على التفكير في مفاهيم الزمن، والواقع، والخيال، والذات، مما يجعل من القراءة تجربة تفاعلية تتجاوز حدود النص.
خاتمة: رحلة لا تُنسى في عوالم الذات
“حديقتنا الجميلة وكبسولة الزمن” ليس مجرد كتاب، بل هو رحلة أدبية تأخذ القارئ في مغامرة داخلية، يستكشف فيها أعماق ذاته، ويتأمل في مفاهيم الحياة والواقع والخيال. بأسلوبها المميز، تقدم مريم مهير الكتبي عملاً أدبيًا يستحق القراءة والتأمل، يضيف إلى رصيد الأدب الإماراتي المعاصر تجربة فريدة ومميزة.
لمعرفة المزيد: كبسولة الزمن وحديقة الذات: قراءة في أدب مريم مهير الكتبي