ما لا تعرفه عن ت. س. إليوت
توماس ستيرنز إليوت، شاعر أمريكي-إنجليزي، كاتب مسرحي، ناقد أدبي، ومحرر، وزعيم حركة الحداثة في الشعر، أعماله أثرت على العديد من الشعراء البريطانيين في عصره.
السيرة الذاتية لـ ت. س. إليوت
ولد في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر، وقد أسره الأدب منذ طفولته المبكرة، ورث مهارة والدته الأدبية، وكتب أول أشعار له في سن الرابعة عشرة. لكن لم تبدأ موهبته الأدبية في الازدهار حتى السابعة عشر من عمره في هارفارد حيث بدأ بدراسته الجامعية، وقد حقق انطباعا جيداً من مساهمته الدائمة في المجلة الطلابية الجامعية محامي هارفارد.
ولكن شهرته الحقيقة ظهرت عندما انتقل إلى انكلترا في سن السادسة والعشرين، حيث نشر أول كتاب، “بروفروك وملاحظات أخرى” والذي حقق له الشهرة بين عشية وضحاها. ورغم مهارته وشهرته إلا أنه كان من الشعراء المقلين. وذلك لأنه أراد لكل عمل من أعماله أن يكون مثاليًا. ولمساهمته في الشعر، حصل على جائزة نوبل في الأدب في سن الستين.
بدايات ت. س. إليوت
ولد توماس ستيرنز إليوت في 26 أيلول عام 1888 في سانت لويس بولاية ميسوري، ضمن عائلة مرموقة لها جذورها في إنجلترا القديمة والجديدة. أطلق عليه اسم جده من جهة أمه توماس ستيرنس، وغالبا ما كانت عائلته وأصدقائه ينادونه باسم توم من قبل. والده، هنري وير إليوت، كان صناعيا ومعروفا بإحسانه وكرمه.
كما كان عضوًا في مجلس إدارة جامعة واشنطن، التي شارك في تأسيسها والده وليام غرينليف إليوت. والدته، شارلوت شامب ستيرنز إليوت، مُدّرسة وشاعرة أحبت تجسيد الأحداث التاريخية التي مثّلت نضالات الانسان والبشر الذين يموتون في سبيل إيمانهم. كما كان لها نشاطات اجتماعية وتأهيلية.
كان توماس أصغر أبناء والديه السبعة. عانى توماس في طفولته من فتق إربي خلقي مزدوج، مما منعه من المشاركة في العديد من أنشطة الطفولة. فنتيجة لذلك، كان لديه عدد قليل من الأصدقاء وقضى معظم وقته في قراءة قصص عن الغرب المتوحش وناسه.
في عام 1898، دخل توماس إليوت أكاديمية سميث، التي أسسها جده وليام غرينليف إليوت. وفيها درس اللاتينية، اليونانية القديمة، الفرنسية والألمانية من بين عدة مواد أخرى.
قصائده الأولى، التي كتبها في سن الرابعة عشرة، استوحاها من ترجمة إدوارد فيتزجيرالد لرباعيات عمر الخيام. لكنه وجد أنها كانت كئيبة جدًا ولهذا تخلص منها.
في عام 1905، تخرج إليوت من المدرسة ودخل أكاديمية ميلتون في ماساتشوستس للسنة التحضيرية، وكان هذا الوقت الذي بدأت فيه موهبته الأدبية تظهر.
في عام 1906، التحق بجامعة هارفارد قسم الفلسفة. وخلال سنوات جامعته، تأثر كثيرًا بالفيلسوف والشاعر جورج سانتايانا، والناقد إيرفينغ بابيت. أنهى دراسته الجامعية في ثلاث سنوات بدلا من أربع وحصل على درجة البكالوريوس في الآداب في عام 1909. وبعد ذلك عمل لمدة عام واحد كمساعد فلسفي في جامعة هارفارد، قبل أن ينتقل إلى فرنسا في عام 1910.
ما بين 1910-1911، درس الفلسفة في جامعة السوربون في باريس، كما درس الشعر لشعراء من أمثال هنري ألبان فورنييه، جون وبستر وجون دون، وجول لافورغ. وخلال هذا الوقت بدأ إليوت تطوير أسلوبه الخاص.
في عام 1911، عاد إلى هارفارد، حيث درس الفلسفة الهندية والسنسكريتية حتى عام 1914. وبعد ذلك حصل على منحة إلى كلية ميرتون، أكسفورد، لينتقل إلى إنجلترا. وفي طريقه إليها، توقف في ماربورغ بألمانيا، معتزمًا تمضية الصيف هناك؛ ولكن الحرب العالمية الأولى اندلعت، فتخلى عن الفكرة وغادر إلى أكسفورد.
على الرغم من استقراره في أكسفورد إلا أن مدينتها الجامعية لم ترق له أبداً، فقد وجد هذه الأماكن مملة. لذلك لجأ إلى لندن كثيرا، حيث التقى العديد من الشعراء والكتاب. وكان من بينهم عزرا باوند، الذي كان شاعراً في الجماعة الأدبية في لندن. سريعا ما تعرف عزرا باوند على مواهب إليوت الناشئة، فقدمه للعديد من الشعراء والكتاب والفنانين والمثقفين في لندن. كما ساعده على نشر أعماله.
الحياة الشخصية ل ت. س. إليوت
في 26 يونيو 1915 تزوج إليوت فيفيان هاي-وود، وهي موظفة حكومية في كامبريدج وكاتبة.
ولربما على الأرجح تزوج الاثنان حتى يتمكن إليوت من البقاء في إنجلترا، وبالتالي، لم يكن أي منهم سعيد بهذا الزواج. علاوة على أن أمراض فيفيان الكثيرة وعدم استقرارها العقلي جعله ينفصل عنها بشكل متزايد. انفصل الزوجان رسميًا في عام 1933. وفي عام 1938، قبل أن تبدأ إجراءات الطلاق، قام شقيق فيفيان بإدخالها لمشفى للأمراض العقلية، حيث بقيت حتى وفاتها في عام 1947. وعلى الرغم من أنها ظلت زوجته قانونيا، إلا أن إليوت لم يزرها قط.
من بين 1938 إلى 1957، كان على علاقة مع ماري تريفليان، وهي ناظرة في جامعة لندن. رغم أن ماري أرادت الزواج منه، إلا أن الأمر، لسبب ما، لم يحدث.
في 10 كانون الثاني 1957، تزوج إليوت إزمي فاليري فليتشر، زميلته في شركة فابر. وظلا متزوجين حتى وفاته في عام 1965. وبعد وفاته، كرست نفسها للحفاظ على إرثه وتحرير وإضافة ملاحظات إلى “رسائل ت.س. إليوت”.
حقائق عن ت. س. إليوت
يرتبط إليوت بصلات قربة مع ثلاثة رؤساء أمريكيين وهم: جون أدامز، جون كوينسي أداماز، ورثيرفورد ب.هايز.
قام ذات مرة بتخريب اجتماع لشركة فابير اند فابير بوضع صندوق من المفرقات بين قدمي الرئيس.
عندما ألقى محاضرة جامعية عام 1956 ، كان الحضور يقارب 14000حاضر، فعقدوا المحاضرة في ملعب كرة سلة.
كان معجباً كبيرًا بالكوميدي جروتشو ماركس.
أشهر أقوال ت. س. إليوت
من يغامرون بالذهاب إلى أبعد الحدود هم وحدهم من يعرفون المدى الذي يمكن للمرء الوصول إليه.
وفاة ت. س. إليوت
في 4 كانون الثاني 1965، توفي إليوت بسبب انتفاخ الرئة في منزله في لندن. تم حرق جثته في جولدرس جرين كريماتوريوم في لندن. ثم أخذ رماده إلى كوكر الشرقية، وهي قرية أسلافه في سومرست، ودفن في كنيسة القديس مايكل.
المصدر: موقع آراجيك