قصص

قصة "بول براون" من بائع خردة إلى مليونير بسبب "الكاتشب"

في الوقت الذي كانت تعاني فيه شركة الكاتشب “هاينز” الأمريكية خطر الإفلاس، بسبب شكل العبوات التي كانت تسبب صعوبة تحكم المستهلك في كمية الصلصة التي تنزل منها.

جاءت فكرة الأمريكي بول براون البسيطة والمبتكرة، أساسها تغيير شكل تصميم العبوات، وتعويض غطائها العادي، بغطاء من السيليكون، به فتحة صغيرة، لحل هذه المشكلة.

الفكرة لم تساعد الشركة فقط في إعادة تحقيق نسب المبيعات العالية للكاتشب، وإنما كانت السبب في كسب صاحبها ملايين الدولارات.

أزمة زجاجة الكاتشب والبحث عن حل بديل

في سنة 1990، بدأت شركة “هاينز” الأمريكية للكاتشب تتوصل بالعديد من شكاوى المستهلكين، الذين كانوا غير راضين عن شكل الزجاجة التي يُباع فيها المنتج.

فقد كان شكل الزجاجات طويلاً ورفيعاً، يشبه نوعاً ما شكل زجاجات المشروبات الغازية الصغيرة، مما كان يسبب صعوبة في إخراج الكاتشاب منها.

كما أن المستهلك كان مضطراً لقلب الزجاجة وضربها من القاع، ثم الانتظار قليلاً إلى حين نزول الصلصة منها، مع صعوبة التحكم في الكمية المراد استهلاكها، مما يؤدي إلى ضياع الكثير من الصلصة التي لا يتم تناولها.

الشيء الذي دفع بالشركة الأمريكية الشهيرة بصناعة “الكاتشب”، والتي بدأت خدماتها منذ سنة 1869، في البحث عن حل مناسب لإنهاء هذه الأزمة، التي تسببت في التقليل من نسبة المبيعات.

ومن هنا جاءت فكرة البحث عن طريقة جديدة ومبتكرة لإعادة زيادة نسبة مبيعات الكاتشب، من خلال إيجاد طريقة تساعد على إخراجه بشكل أسرع من الزجاجة، مع دفع الناس لتناول كميات كبيرة منه.

بول براون، الأمريكي الذي أنقذ الشركة من الإفلاس

بعد سنة من ظهور هذه الأزمة، أي سنة 1991، جاء الحل على يد رجل أمريكي، يدعى بول براون، ويبلغ من العمر ثمان وأربعين سنة، الذي قدم لشركة “هاينز” فكرة ستغير مسارها، لتصبح معتمدة بعد ذلك في العالم بأكمله، ومن طرف جميع الشركات الخاصة بالكاتشب والصلصات الأخرى.

والفكرة، التي شغلت بال بول لشهور طويلة، داخل محله الصغير المتواجد في سوق للخردة، بولاية ميشيغان الأمريكية، كانت عبارة عن قلب زجاجات الكاتشب، وجعلها على شكل عبوات بلاستيكية، يمكن الضغط عليها للتمكن من إخراج الكمية المراد استهلاكها فقط، مع إمكانية إعادة نفس العملية، لإضافة كمية إضافية، دون الحاجة إلى إهدار الكثير من الصلصة.

ليس هذا فقط، فقد اقترح براون على شركة الكاتشب أن تغير فتحة عنق العبوة، لتكون ذات غطاء به فتحة صغيرة مطاطية مصنوعة من السيليكون، تساعد على ترك الغطاء نظيفاً.

صرح بول براون للصحافة فيما بعد، وقال: “كنت أتخيل نفسي مصنوعاً من السيليكون، وأفكر في الطريقة التي تساعد على إخراج المادة التي تم بها تعبئة العبوات فيما بعد”.

وكان مصدر فكرته الأساسي هو عبوات الشامبو، التي كان يقوم بقلبها رأساً على عقب، عندما يتبقى بداخلها القليل من المنتج، ليكون من السهل عليه الحصول عليه عند الحاجة.

هذه الفكرة، التي قد تبدو لنا اليوم بسيطة وعادية، وليست بالشيء المهم الذي يمكن أن يؤثر بشكل واضح على شركة كبيرة ورائدة في مجالها، إلا أنها كانت كفيلة بإعادة ثقة المستهلك بالشركة من جديدة، وعودة أرقام المبيعات إلى حالها السابق.

كما أن براون تمكن من الحصول على مبلغ ضخم نظير هذه الفكرة، قيمته 13 مليون دولار، وذلك لتصبح حقوق الملكية الفكرية لصالح شركة “هاينز”.

ليس فقط من أجل الكاتشب، انتشار فكرة بول براون بين الشركات

في 2002، ارتفعت أعداد مبيعات الكاتشب في أمريكا إلى 25%، بعد أن أصبحت هذه الصلصة المصنوعة من الطماطم موجودة في أغلب البيوت الأمريكية، وذلك بفضل العبوات الجديدة وسهلة الاستعمال، التي تضمن كذلك تخزين المنتج لمدة أطول، كونه محكم الإغلاق.

والمثير في الأمر، أن عبوات الكاتشب هذه، لم تنتشر فقط بين الشركات الخاصة ببيع الصلصات المختلفة فقط، وإنما أصبحت معتمدة من طرف عدة شركات أخرى، والتي تعتمد منتجاتها على مواد سائلة، يتم تعبئتها في قنينات طويلة الشكل، مثل العسل، وبلسم الشعر.

إضافة إلى أن وكالة ناسا كذلك كانت قد قررت اعتماد نفس الطريقة، من أجل نظام مياه شرب مانع للتسرب، مناسب لرواد الفضاء الذين يسيرون في الفضاء.

ولأن إحدى شركات الكاتشب المنافسة، كانت تريد سرقة فكرة “هاينز” مع بداية انتشارها في أمريكا، فإن الشركة التي تملك حقوق الملكية، أصبحت الوحيدة التي لها حق منح تراخيص لأي شركة أخرى، من أجل إنتاج نفس العبوات، ولها حق مقاضاة الشركات غير الحاصلة على هذا الترخيص.

المصدر: عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى