سيرة حياة كعب الأحبار
هو أبو إسحاق كعب بن ماتع الحميري اليمني، كان في الجاهليّة من أحبار اليهود، وكان يسكن في اليمن، ويعدّ من التابعين، وقيل سمّي بهذا الاسم لأنّه كان صاحب كتب، والحبر ما يكتب به.
إسلام كعب الأحبار
قيل في إسلام كعب الأحبار أنّه كان في سنة سبعة عشر من الهجرة، وورد في سبب دخوله إلى الإسلام أنّه قد سمع الآية الكريمة التالية تُتلى قال الله -تعالى-: (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ).
ودخل الإسلام في قلبه، وأراد حينها الدخول في الإسلام، قال محمد رشيد رضا -رحمه الله- بأنّ إسلامه كان خوفًا من الآية الكريمة لأنّ الآية التي سمعها كان هو داخل ضمنها، إذ أنّها خاطبت اليهود من أهل الكتاب، وكان فيها وعيد لهم.
جهاد كعب الأحبار
كان لكعب الأحبار مواقف مشرّفة بعد إسلامه في جهاده في سبيل الله -تعالى- وقد ذكر ابن حجر -رحمه الله- بأنّ كعب الأحبار قد غزا الروم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه-، إضافة إلى أنّه كان في جيش المسلمين حين فتح عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بيت المقدس.
وكان له دور في تحفيز المسلمين على القتال، وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- كان لكعب الأحبار دور في الجهاد في سبيل الله -تعالى- وقيل إنّ ذلك كان برفقة الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضيَ الله عنه-.
وقد ذكر النووي بأنّ كعب الأحبار قد مات في حمص وهو في طريقه إلى غزوة في سبيل الله -تعالى، وذلك على الرغم من أنّه كان مريضًا وقتها، فلم يمنعه مرضه من أن يُقدم للقتال في سبيل الله -تعالى- وكان عمره وقتها قد تجاوز المئة عام.
أثر كعب الأحبار في علم التفسير
_ ورود مروياته في أربع وستين سورة قرآنيّة وقد كان لسورة البقرة النصيب الأكبر منها، ثم سورة هود، والكهف، ثم سورة الأعراف.
_ ما ورد في مروياته من الإسرائيليّات كان أغلبها من صنف المقبول والمسكوت عنها، وندر ما وُجد فيها من المردود من الإسرائيليّات، وقيل بأنّ هذه المرويات لم تتعد العشر روايات، وهذه المرويات لم يصحّ سندها.
_ كان أغلب ما ورد عن كعب الأحبار من غير المردود من تصنيف ضعيف الإسناد، وما صح إسناده لم يتعدّ العشر روايات عنه.
_ كان ممّا ورد عن كعب الأحبار في تفسيره، اعتماده على التفسير بباطن ما تظهره الآية، من مثل ما ورد عنه في تفسير البسملة، باعتماده على إشارات خفيّة، فأثر تفسيره للبسملة من المرويات المعلّقة التي لا سند لها، وهي ممّا حسّن العلماء معناها إن ثبتت عن كعب الأحبار.
[المصدر: موقع موضوع]