قصة الكاتب
في أحد أيام فصل شتاء لعام ١٩٩٢، جلس كاتبٌ مشهورٌ على طاولة عمله في منزله، وبدأ يكتب: “خلال العام المنصرم، خضعتُ لجراحة استئصال المرارة، ثم أمضيت بعدها شهوراً عديدة على فراش المرض، ووصلت لسنّ الستين، مما دفعني لترك وظيفتي البارزة في دار النشر التي كنت قد عملت فيها لثلاثين عاماً.
وفي هذا العام نفسه، توفي والدي، ولم ينجح ابني في امتحانات كلية الطب بسبب توقفه عن الدراسة لعدة أشهر إثر حادث سيارة. ثم دوّن في نهاية الصفحة، ملاحظةً تقول: “لقد كانت سنة عصيبة حقاً!”
في تلك الأثناء، دخلت عليه زوجته الغرفة ولاحظت شروده، اقتربت بهدوء وقرأت ما كتبه، ثم خرجت دون أن تنبس بكلمة.
وبعد لحظات، عادت حاملة ورقة أخرى ووضعتها بهدوءٍ جانب الورقة التي كتبها زوجها ومضت خارجةً من مكتبه في غرفته، أمسك الزوج الكاتب الورقة ليقرأ ما كتبت، فإذا بها: “خلال العام المنقضي، تعافيتَ من معاناتك الطويلة مع آلام المرارة، وبلغت الستين بصحة جيدة، مما أتاح لك التفرغ للكتابة والتأليف، خاصةً بعد الاتفاق مع دار نشر شهيرة على نشر عدّة كتبٍ من مؤلفاتك المهمة.
وعاش والدك حياة طويلة حتى عمر الخامسة والثمانين دون أن يثقل على أحد، ورحل بهدوء دون ألم. ونجا ابنك من حادث سيارة مروع وتعافى بشكل كامل دونما أيّ إعاقات. وختمت زوجته رسالتها بالقول: ‘إنها سنةٌ كان فيها حظّنا الجيد أقوى من محننا كلّها’.”
[المصدر: موقع قصص قصيرة ولها عبرة كبيرة]