سيرة حياة الشنفرى
الشنفرى الأزدي، هو شاعر من عصر الجاهلية، اختلفت الروايات والمصادر حول الاسم الحقيقي للشاعر الشنفرى الأزدي، ولكن معظمها أجمع على أنَّ اسمه هو ثابت بن أواس الأزدي، وهو أحد أبناء حجر بن الهنوء الأزدي.
الشنفرى الأزدي ونشأته:
بعد أن وقعت معركة بين بني الحارث بن ربيعة وبني هذيل، سبى مالك-والد الشنفرى- سبيةً من بني هذيل، فأنجبتْ منه الشنفرى وأخٌ آخر، ثم رحلت أمه به وبأخيه إلى بني فَهم بعد مقتل أبيهم، فأقامت عندهم، وهذا ما جعل بعض الباحثين يظنون أنّ تأبط شرًا خاله.
أما سبب مقتل أبيه ورحيل أمه إلى بني فهم، هو أنَّ أباه مالك كان قليل المال، وقد أجَار أحد الفَهميين من بني فَهم، لم يحتمل قومُ مالك حربَ الغامديين الذين يطلبون دم الرجل الفَهمي فقتلوه، فثار عليهم مالك لقتلهم الرجل وهو بجواره فقتلوه هو أيضًا، إذ طالب الفَهميين بدم رجلهم من قومِ مالك، فعلقوا الأمر بذمة مالك وأنَّه قد قُتل، ولأنَّهم قتلوه فقد سلموا أسرته إلى بني فهم، وهذا سبب انتقال الشنفرى وأخيه إلى بني فهم، لتجنب الحرب بين بني فَهم وبني شُبابة وأُسرَ الشنفرى عند بني شُبابة، استبدل بنو شُبابة أسيرً لهم عند بني سلامان بالشنفرى، وكان هذا الانتقال الأخير للشنفرى.
الشنفرى الأزدي والشعر:
للشنفرى الأزدي العديد من القصائد أبرزها اللامية التي تحدث فيها عن حياة الصعلكة، والتائية التي ذكر فيها قتله لحَرام بن جابر.
الشنفرى الأزدي والصعلكة:
خرج الشنفرى من بني سلامان، وانضمّ إلى مجموعة من الصعاليك منهم تأبط شرًا وعمرو بن برّاق، وتوطدت العلاقة بين الشنفرى وتأبط شرًا، وكان قوم الشنفرى بنو حارث قد أشاعوا أنَّ الذي قتل مالك-أباه- هو حرام بن جابر، بحث عنه الشنفرى، فقتله وهو ينحر الهدي في مِنىً، وافتخر الشنفرى بذلك وقال قصيدته التائية.
تُشير الروايات أنَّ الشنفرى ومن معه من الصعاليك، أخذوا يغزون ويُغيرنَ على بني سلامان وبني غامد وبني الحارث، ويقتلون ما أمكنهم قتله، وكانت غزوات هؤلاء جعلت القبائل تتحالف لاستئصال شأفتهم، فلم يكونوا يدركونهم كون الشنفرى ومن معه من عدّائي العرب الذي يُسابقون الخيل.
مقتل الشنفرى الأزدي:
فشلت جميع محاولات قتل الشنفرى الأزدي إلى أن تعاونت القبائل ومنهم بنو سلامان بعد أن قتل الشنفرى منهم تسعةٌ وتسعين نفسًا، فردموا الآبار إلا واحد وترصدوا للنشفرى حوله، واتفقوا أنَّه إذا أُصيب أحدهم بسهم ألّا يتحركوا حتى يطمئنّ الشنفرى الأزدي، فجاء الشنفرى إلى البئر متسللًا ورمى سهمًا خلف الشجر ليطمئنّ بأمان المكان، فأصاب واحدًا منهم لكنه لم يتحرك.
شعر الشنفرى بالأمان بعد رميه السهام ونزل إلى البئر، وكانوا اتفقوا ألّا يُهاجموه حتى ينزل البئر لكونه سريعًا في الهرب، فهجموا عليه بعد نزوله إلى البئر وأخذوه فقتلوه وصلبوه فلبث عامًا أو أكثر مصلوبًا.
[المصدر: موقع موضوع]