قصص

“Beautiful Creatures” – عندما يقع الحب في قلب الظلام

 نبذة تعريفية عن الرواية

رواية Beautiful Creatures هي الجزء الأول من سلسلة روائية خيالية رومانسية تُعرف باسم The Caster Chronicles، من تأليف الثنائي الأمريكي كامي غارسيا ومارجريت ستول.
نُشرت الرواية لأول مرة في 3 ديسمبر 2009 باللغة الإنجليزية، وصدرت عن دار النشر Little, Brown and Company.

تُصنّف الرواية ضمن أدب الخيال اليافع – Young Adult Fantasy، وتجمع بين عناصر الرومانسية، القوى الخارقة، الغموض، والدراما الأسرية. وقد حققت نجاحًا لافتًا عند صدورها، فدخلت قائمة New York Times للأكثر مبيعًا، وتُرجمت إلى أكثر من 30 لغة حول العالم، كما بيع منها أكثر من مليون نسخة خلال العام الأول فقط.

تلقت الرواية ترشيحات وجوائز عدّة، أبرزها ترشيحها لجائزة ALA Teens’ Top Ten، كما أدرجتها Amazon ضمن قائمة أفضل كتب المراهقين لعام 2009.

 في بلدة تعانق الظلال: بداية الحكاية

كان إيثان وايت يعيش حياة عادية، أو هكذا ظنّ. فتى في السادسة عشرة من عمره، يسكن في بلدة صغيرة تُدعى غاتلين – Gatlin، حيث لا يتغير شيء، وحيث يتكرر كل شيء كما لو أن الزمن توقف هناك منذ الحرب الأهلية.
في غاتلين، كان كل الناس يعرفون بعضهم البعض، وكل الأسرار مطوية تحت أغطية من المجاملات والمظاهر. لكن قلب إيثان كان يبحث عن شيء مختلف، شيء يوقظه من الملل الذي التهم سنوات مراهقته.

ثم جاءت هي.

لينا دوشان، فتاة غامضة بشعر داكن وعيون عميقة، تنقل إلى غاتلين لتعيش مع عمّها المنعزل، ماكون ريفينوود، في قصر قديم تملأه الأساطير والمخاوف.
منذ لحظة ظهورها، تغيّر كل شيء في البلدة. قوى غريبة بدأت تظهر، نوافذ تتحطم من دون سبب، أمطار تهطل من سماءٍ صافية، وأحلام إيثان بدأت تتداخل مع الواقع.

لكن ما لم يعرفه أحد، هو أن لينا لم تكن فتاة عادية، بل كانت “كاستر – Caster”، أي ساحرة، وأن يوم ميلادها السادس عشر سيكون نقطة تحول في مصيرها ومصير البلدة بأسرها.

 الحلم الذي صار نبوءة

كان إيثان يحلم بها قبل أن يراها.

كل ليلة، يرى نفسه يسقط من ارتفاع شاهق، بينما فتاة مجهولة تمد يدها نحوه وتهمس بصوت لا يُنسى:
“لا يمكنك إنقاذي… حتى لو أردت.”

حين رأى لينا لأول مرة في ممرات المدرسة، شعر بأن وجهها مألوف، كأنه خرج من أعماق حلم قديم. لكنّ لينا كانت مختلفة، غريبة الأطوار، ترتدي ملابس سوداء وتقرأ كتبًا لا يفهمها أحد.
الطلبة سخروا منها، لكن إيثان لم يستطع الابتعاد. هناك شيء أقوى من المنطق جذبه إليها… شيء يشبه القدر.

شيئًا فشيئًا، بدأت العلاقة بينهما تتعمق، وبدأت الأسرار تُكشف. لينا أخبرته بأنها من سلالة من السحرة، وأن عائلتها تحمل لعنة قديمة:
في يوم ميلادها السادس عشر، سيتم “اختيارها” لتصبح إما ساحرة للخير (Light Caster)، أو ساحرة للظلام (Dark Caster)، ولن يكون لها أي رأي في ذلك.

ومع اقتراب اليوم المشؤوم، تتكاثر العلامات، وتتكشف نبوءة غامضة تقول إن حب بشري قد ينقذها… أو يدمّرها إلى الأبد.

 الذروة: عندما يتصارع النور والظلام

أصبح إيثان ولينا معًا في قلب معركة خفية لا يدركها أحد من أهل غاتلين.
في الخلفية، كانت سيرافين، ساحرة الظلام القوية، تسعى للسيطرة على روح لينا، وتؤمن بأن لينا مقدّرة لأن تنضم إلى الظلام. في المقابل، يحاول عمّها ماكون، المليء بالغموض والحكمة، أن يحميها بطرق لا يفهمها حتى إيثان.

لكن لينا كانت تتمزق بين صوتين:
– واحد يدعوها للنور، لكنه يضعف يومًا بعد يوم.
– وآخر يغريها بالقوة المطلقة، ويهمس لها: “أنت خُلقتِ لتكوني أكثر من مجرد كاستر… أنت ولدتِ لتكوني ملكة الظلام.”

في يوم عيد ميلادها، تجمع الكاسترز في مكان طقوسي غامض، تحت قمر دامٍ، وفي لحظة الذروة، وقفت لينا في المنتصف، تتنازعها قوى الخير والشر… لكن المفاجأة لم تكن في اختيارها.

بل في تضحية ماكون بنفسه، إذ قدم روحه قربانًا لإنقاذ لينا من الظلام، مما غيّر موازين النبوءة.

 النهاية: حب رغم الموت… ونبوءة لم تكتمل

لينا، المفجوعة بموت عمّها، تواجه لحظة الحقيقة. لم تصبح كليًا نورًا، ولا كليًا ظلامًا.
لقد تمردت على قوانين عائلتها، وكسرت النبوءة، لتصبح أول كاستر تحتفظ بكلا الجانبين داخلها.

لكن هذا التحدي لم يكن بلا ثمن.

إيثان، الذي تجرأ على الدخول إلى عالم السحرة، صار الآن جزءًا من مصير أكبر منه.
المعركة لم تنتهِ بعد، بل بدأت، والشر ما زال يتربص خلف الظلال.

وبينما تنتهي الرواية بجنازة ماكون، حيث تقف لينا بثوب أسود وعين دامعة، يهمس إيثان في نفسه:
“أحيانًا، لا يكفي الحب لكسر اللعنة… لكنه وحده، ما يجعل اللعنة تستحق التحدي.”

 الأعمال الفنية المقتبسة عن الرواية

 فيلم Beautiful Creatures (2013)

  • تاريخ الإصدار: 14 فبراير 2013
  • الإخراج: ريتشارد لاجرافيـنيس
  • بطولة:
    – ألدن إرينرايش في دور إيثان وايت
    – أليس إنغليرت في دور لينا دوشان
    – جيريمي آيرونز في دور ماكون ريفينوود
    – إيما تومسون في دور سيرافين
    – فيولا ديفيس في دور آما

 تقييمات العمل:

  • IMDb: 6.1/10
  • Rotten Tomatoes: 46% من النقاد – 56% من الجمهور
  • ميزانية الفيلم: 60 مليون دولار
  • الإيرادات العالمية: حوالي 60 مليون دولار (أي أنه لم يحقق أرباحًا كبيرة)

 تحليل واستقبال العمل الفني

رغم النجاحات التجارية التي حققتها الرواية، لم يكن الفيلم بنفس الحظ. النقّاد أشاروا إلى أن العمل السينمائي كان ضعيف البناء، ويفتقر إلى التوتر العاطفي الذي تميزت به الرواية.
رأى البعض أن الفيلم حاول اختزال قصة معقدة في ساعتين، مما أضعف عمق الشخصيات والرمزية السحرية التي أبدعت فيها الكاتبتان.

ومع أن أداء أليس إنغليرت وألدن إرينرايش كان جيدًا نسبيًا، فإن الفيلم لم ينجح في اجتذاب قاعدة جماهيرية كبيرة كما فعلت أفلام مثل Twilight أو The Hunger Games.

لكن رغم ذلك، ساهم الفيلم في إعادة إحياء الاهتمام بالرواية، وتزايدت مبيعات السلسلة بعد صدوره، خاصة في أوروبا وآسيا، وظهرت تكهنات حول إعادة اقتباس الرواية في شكل سلسلة تلفزيونية، لكن لم يتم تأكيد أي مشاريع رسمية حتى الآن.

 أثر الرواية في الثقافة الشعبية

Beautiful Creatures لم تكن مجرد قصة حب بين بشرية وساحر، بل كانت نقدًا ذكيًا للهوية، والاختيار، والخير والشر داخل النفس.
لقد مزجت الرواية بين الرومانسية القوطية والدراما النفسية، ووضعت في قلبها بطلة مراهقة لا تخضع للمصير، بل تخلقه بنفسها.

ألهمت الرواية كثيرًا من القرّاء، واحتلت مساحة معتبرة في رفوف المراهقين الباحثين عن حب مختلف، متمرّد، وغامض.
كما أن تركيزها على الجنوب الأمريكي، وارتباطها بالأساطير المحلية، أعطاها بعدًا فلكلوريًا فريدًا ميزها عن الأعمال المماثلة.

 خاتمة: حين يصبح الحب سحرًا، والاختيار معركة

رواية Beautiful Creatures هي أكثر من قصة خيالية للمراهقين. إنها ملحمة شعورية عن الكفاح من أجل الذات، وعن الحب الذي يجرؤ على تحدي المصير.
في عالم حيث يُحدد المستقبل بمرسوم سحري، قررت لينا أن تقول: لا.

وهذه، بحد ذاتها، أجمل تعويذة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى