قصص

القصة الحقيقية لكرتون الحديقة السرية

قبل أن نرى مسلسل الرسوم المتحركة المحبوب جداً على شاشات سبيستون بقرابة تسعين عاما، خطت الروائية البريطانية “فرانسيس هودجسون بيرنيت” قصته في رواية سنة 1911، لتصير بمرور الزمن واحدة من أكثر روايات الأطفال شعبية في بريطانيا على الإطلاق، ثم بالطبع مسلسل رسوم متحركة وقع أطفال العرب في حُبه.

تدور القصة حول الطفلة ماري ذات التسعة أعوام، والتي تعيش مع أبويها الإنجليزيين في الهند حياة ليست سعيدة تماما، فقلّما تجد منهما أي رعاية أو اهتمام. وبعد أن يتفشى وباء الكوليرا في المنطقة، ويقضي على كل من في البيت عداها، يصبح عليها السفر إلى بريطانيا لتعيش في قصر عمٍّ لها لم تره في حياتها أبدا. وهناك، تكتشف ماري بابا مُغلقا يُخَبئ وراءه سراً سيغير حياتها تماما.

في رواية “الحديقة السرية” -وبالطبع في مسلسل الرسوم المتحركة-، نرى كسراً لأنماط عدّة في أدب الأطفال. فماري في بداية القصة لم تكن الطفلة اليتيمة الاعتيادية التي تستدر استعطاف الجمهور، طيبة ورقيقة وقليلة الحيلة، بل كانت على العكس من كل ذلك عنيدة ومشاغبة وصعبة المراس، ومغرورة أيضا. تقطع ماري بهذا رحلتين على مدى الأحداث وليست رحلة واحدة: رحلة اكتشاف الحديقة القابعة وراء الباب الموصد، ثم إعادة زرعها وبعثها للحياة، ورحلة التغيير من تلك الطفلة الوحيدة والمليئة بالغضب، إلى أخرى أكثر أُلفة مع الناس وامتلاءً بالسعادة.

لا نستطيع أن نفصل واحدة من الرحلتين عن الأخرى، فماري تختلط بالآخرين حين تحتاج إلى المساعدة في زراعة الحديقة، وتشعر بالسعادة عندما تلامس يدها الطين والطبيعة؛ لتحيل ما لحق بها من خراب إلى زرع وأزهار. وبهذا، يمكن اعتبار الحديقة في حالتها الأولى، ثم ما صارت إليه في النهاية مجازا عن تلك الرحلة التي قطعتها ماري في علاقتها بذاتها ومع الآخرين؛ رحلة تجد لها صدى آخر في ابن عمها المريض كولن، والذي تُعيد له ماري والحديقة الصحة والسعادة والحياة.

قبل أن تنال رواية “الحديقة السرية” الشهرة الساحقة التي تتمتع بها الآن، قوبلت بردود فعل غير سارة واعتبرها الجماهير والنقاد من أعمال فرانسيس الضعيفة، لتظل لعقود طويلة أسيرة للنسيان. لكن بمضي السنوات، وإعادة قراءتها من قِبل أجيال أخرى، أُعيد اكتشافُها والاحتفاء بها، لتصير الآن واحدة من أهم وأشهر روايات الأطفال في بريطانيا على الإطلاق. أما الأنيمي، فقد قام بصناعته أستوديو جاكن الياباني عام 1991.

المصدر: موقع الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى