ساحات الوغى: دراسة في الأيديولوجيا والقلق والإرهاب
“إن الرمز في حالات الصراع، في مخاطبته للقلب والوجدان، أشد فتكاً وتأثيراً من الأداة في توجهها نحو المنفعة”.
اللغة العربية في ساحات الوغى: دراسة في الأيديولوجيا والقلق والإرهاب – ياسر سليمان المعالي: كتاب مُهم وجدير، يقف على مكانة اللغة العربية اليوم في أذهان أهلها وأعدائهم، منطلقاً في تحليلها من الدراسات المتعلقة بالأيديولوجيا اللغوية والقلق اللغوي وتعلق اللغة بالإرهاب.
وممَّا تحدث عنه الكاتب، الأيديولوجيا اللغوية من حيث كونها نظاماً ترميزياً موجهاً إلى غايات معينة، مستنداً إلى رمزية اللغة وحتمية انتقاء المرء من واقعه الأحداث والأفكار والتأويلات لتمثيل الواقع في ذهنه، ومعتمداً على المراوغة الدلالية للمعاجم والتبسيط المعرفي وتصورات الأفراد غير الدقيقة حول مفاهيم العلوم الاجتماعية:
“تبقى المعتقدات والأفكار السائدة في المجتمع، حول اللغة، لغويات شعبية بحتة، ولا تنتقل إلى الفضاء الأيديولوجي الفاعل إلا في الحالات التي يجري فيها توظيف هذه اللغويات في محاولات التأثير في السياسات العامة في المجتمع”.
لذلك، تكون غايات الخطاب الأيديولوجي اللغوي التنفيس عن غضب الجماعة ورفع معنوياتها وتحقيق التضامن بين أفرادها والترويج لهويتها، ويكون الخطاب متماسكاً وقائماً على قناعة بالتفوق والسمو لدى لغة بعينها على بقية اللغات، وهجران أهلها لها وخطر الازدواجية اللغوية في مجتمع أهلها، في فترة ازدادت فيها الأيديولوجيا اللغوية العربية حِدة وشدة في مواجهة الاستعمار الأجنبي.
[المصدر: موقع نديم]