قصص

بخل أهل طوس

كان أهل خرسان فيهم قوم يُقال لهم أهل طوس من أبخل الناس، فهم لا يكرمون أيّ شخص ينزل عليهم، فما كان من الوالي إلا أن يفرض عليهم إكرام الضيف، وطلب من كل واحد من أهل القرية أن يضرب وتدًا في مسجد المدينة الذي يصلي فيه، فإذا ما نزل ضيف على المدينة وعلق سوطًا على ذلك الوتد فإنّ صاحب الوتد سيكون ملزمًا بضيافته.

كان بين أهل القرية رجل بخيل، فبعد أن وضع وتده الذي أمر به الوالي، ذهب خلسةً إلى المسجد فقام بتمليسه ووضعه في زاوية بعيدة من زوايا المسجد، فدخل ضيف إلى هذا المسجد فرأى وتد ذلك الرجل، فقال في نفسه: يبدو أنّ هذا الوتد يعود لأبخل هؤلاء القوم، فقام بشدّ عمامته بطريقة جيدة فثبتت، وصاحب الوتد ينظر إليه وقلبه يعتصر ألمًا.

ذهب البخيل إلى زوجته ليطلب منها إعداد الطعام للضيف، وهي الأخرى حزينة وغير مرحبة باستقباله، ولكن لا حيلة في الأمر فذبح شاة ودجاجة وصاروا يعدون الطعام وهم ما يزالون في أشد حالات الحزن، وما هي إلا ساعات ووصل الضيف فأكل من الأكل مقدار بسيط ومسح يداه وشكر الله وصاحب البيت على النعمة وثنى عليهم.

طلب منه صاحب البيت البخيل أن يزيد في الأكل، فرفض الضيف وأخبره أنه اكتفى، فاستغرب البخيل وأخذ يحدثه أهكذا يأكل الضيف؟ فأجابه الرجل: نعم، فقال له البخيل: كنت أظن أنّ الضيف يأكل كل الأكل ويطلب المزيد، ومن ذلك اليوم تبدلت حال البخيل وأصبح يكرم كلّ شخص يمر به.

[المصدر: موقع موضوع]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى