سير

تشارلي شابلن صعلوك الكوميديا

تشارلي شابلن الممثل الإنجليزي الصامت وصاحب البدلة البالية والرثة، الذي لُقب بصعلوك الكوميديا.
وُلد في أبريل عام 1889 بالمملكة المتحدة، لأب وأم كانا يعملان في الغناء والتمثيل، وقد تربى عند والديه حتى انفصلا قبل أن يبلغ الثالثة من عمره، وعاش مع أمه الغجرية وتنقل معها، وعاش حياة الجوع والفقر.
عندما مُرضت أمه ودخلت إلى مستشفى الأمراض العقلية، انتقل للعيش مع والده، فاهتمت به زوجة أبيه وأرسلته إلى المدرسة وهو بعمر الثالثة عشر، وبعد عدة أشهر توفي والده بسبب تليف الكبد إثر إدمانه للكحول.
والدة تشارلي ورغم مرضها ومعاناتها من آلام الحنجرة ودخولها لمستشفى الأمراض العقلية، كانت مضطرة للعمل والغناء من أجل توفير لقمة العيش، وذات يوم كان تشارلي يقف ويراقبها وهي تغني، وعندما بدأ صوتها بالانخفاض تدريجيًا حتى فقدته ولم تستطع النطق، ضحك تشارلي منها معتقدًا أن أمه تقوم بدور كوميدي لكن سرعان ما أدرك معاناتها.
بعد تعب أمه دخل تشارلي إلى المسرح للعمل كراقص أو مغني أو أي عمل آخر المهم أن يكسب المال وينقذ أمه المريضة، وعندما بدأ العمل أُعجب مدير المسرح بشارلي وإبداعه بالارتجال والتمثيل وقرر أن يعطيه مكان أمه وراتبها، واستمر بالعمل وعلاج أمه حتى توفيت.
استمر تشارلي بالعمل ليكسب قوت يومه هو وشقيقه الأصغر الذي كان يعتني به، وقد أظهر الجمهور محبة له، إذ كانوا يرمون النقود على المسرح، وبسبب فقره كان إذا رأى النقود يتوقف عن الغناء ويجمعها مما يجعل الحاضرون يضحون عليه!.
في عام 1903 أتيح لتشارلي دور صغير في أحد المسرحيات وبعد نجاحه أتيح له دورٌ آخر في مسرحية أخرى، ليصبح بعدها مبدعًا في الارتجال وإظهار حركات مضحكة جذبت الجماهير إليه.
انتقل عام 1910 إلى الولايات المتحدة عبر سفينة كانت تنقل المهاجرين الذين يبحثون عن عمل، وقد كانت هذه أول سفرة له، وعندما وصل شارك مع فرقة كوميدية، وقدم العديد من العروض لكنه لم يلق قبولًا وتعرض للإحباط عندما رأى سخط الجماهير، وبعد خمسة أشهر عاد إلى إنجلترا، لكنه بعد عامين عاد مرة أخرى إلى الولايات المتحدة مع مجموعة من المغنين المتجولين الذين يقومون بتقديم المشاهد الكوميدية الراقصة، وقد عمل لمدة عام قبل أن يُعجب بأدائه القائمون على استديو (كيتسون) والذين عرضوا عليه عقدًا للعمل معهم في السينما مقابل أجر قدره 150 دولار في الأسبوع، وهو مبلغ أكثر مما كان يتقاضاه على المسرح بالضعف مرتين، فوافق على العمل معهم.
واجه صعوبات كبيرة في بداياته، لكنه نجح وظهر في أول فيلم له وهو (لقمة عيش) واستطاع أن يحقق نجاحًا باهرًا.
في خريف عام 1915 تعاقد معه استديو آخر بأجر أسبوعي قدره 1250 دولار، وبعد مرور سنة تعاقدت معه شركة بأجر قدره 10 آلاف دولار أسبوعيًا وعلاوة سنوية قدرها 150 ألف دولار. لقد أنهالت على هذا الصعلوك الفقير الأموال وحقق نجاحات هائلة، ووضع اسمه على بوابات دور العرض، وظهرت نجوميته على شاشات السينما ليصبح اسمه علمًا بارزًا في عالم الكوميديا.
عندما بلغ تشارلي من العمر 27 عامًا وقع عقدًا مع شركة فيرست ناشيونال مقابل مليون دولار لتقديم ثمانية أفلام خلال ثمانية عشر شهرًا، واستمرت العروض السينمائية تتوالى عليه، والأجور تزيد كل يوم حتى بلغ أجره سنويًا مليوني دولار، ليصبح أول ممثل يحصل على هذا المبلغ كأجور تمثيل، ويدخل عالم الملايين قبل بلوغه الثلاثين من عمره.
في عام 1917 افتتح تشارلي شركته الخاصة بالأفلام، تقوم على إنتاج أفلامه، واستطاع من خلالها أن يجني أموالًا طائلة حتى أصبح ثريًا، وقد أوكل إدارة أعماله إلى أخيه الصغير.
اشتهر تشارلي تشابلن بشخصية (الصعلوك) التي لازمته و أصبح معروفًا بها بعد أن قدمها في فيلم كوميدي، وقد كانت شخصية صامتة ومتحركة بشكل هزلي أضحك كل من يراها، وقد كانت أغلب أعماله تتصف بالصمت لاقتناعه بأن الصمت أفضل وسيلة لعبور الحدود وتخطي حواجز اللغة.
المرجع:

كتاب ملهمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى