مؤلف رواية زوربا هو نيكوس كازانتزاكيس، كاتب وفيلسوف يوناني، ولد عام 1883م، واشتهر بروايته زوربا، التي حقق بها شهرة عالمية بعد أن تحولت لفيلم سينمائي عام 1964م، والفيلم من بطولة أنتوني كوين، إيرين باباس وآلان بيتس، ومن إخراج مايكل كاكويانيس.
تدور أحداث الرواية على إحدى شواطئ كريت، حيث يلتقي رجلان من أجل استثمار منجم فحم، أحدهما هو الراوي الذي يحاول أن يفر من العالم المحموم المخيب للآمال، والآخر هو الماسيدوني ألكسيس زوربا، إنسان مقبل على الحياة مدهش ومغامر، سندباد بري، لذا يقرر الراوي أن يعهد إليه بالأعمال وإدارتها، ولهذا تنعقد أواصر الصداقة بينهما سريعًا. صداقة بين هذا المتحضر الفيلسوف، وهذا المتوحش الذي تقوده غرائزه بقوة، فيعيش حياته بكل زخمها وجنونها، فيحب الطبيعة ويعشق المرأة، ويقص مغامراته الغرامية بحيوية وشغف، وفي أقواله حكم أروع مما في أقوال الفلاسفة، وعلى الرغم من أن استثمار المنجم باء بالفشل، إلا أن القصة التي يعيشها القارئ مع البطلين ومع المرأة المغامرة التي تقع في حب زوربا، تجعل الرواية واحدة من روائع الأدب الحديث.
فزوربا بجنونه وحكمته وفلسفته في الحياة، لا يضع لنفسه حدود، ولا يكف عما يشتهي ويحب، الأمر الذي يجعله يجيب بكل ثقة عن التساؤلات التي تدور في نفس الراوي، ويخبره بالكثير من أسرار الحياة، ويعلمه الكثير من الأشياء. إذ يعلمه أن الحياة رغم كونها غير مثالية لكنها جميلة ومليئة بالمفاجآت، وأن كل ما على المرء فعله هو عيشها كما هي، بمرارتها وعذوبتها، وكأنه سيموت بعد دقيقة، لذا تلخص زوربا قصة صداقة رجلين، الأول يعيش بين الكتب والأوراق، مما يجعل الكلمات هي نافذته الوحيدة التي يطل منها على الحياة، والثاني رجل يواجه الحياة بصدره، فأي منهما سيؤثر على تفكير الآخر؟
المصدر: موقع موضوع
