تلخيص كتاب رسالة في التسامح
يعدّ كتاب رسالة في التسامح لمؤلفه جون لوك واحدًا من الكتب الفلسفية اللاتينية، تُطرَح فيه الفكرة التي يحملها الكاتب ووجهة نظره حول التسامح الديني، إثر الصراع الذي كان قائمًا في أوروبا في القرن السابع عشر بين أتباع الكنيسة والخارجين عنها ورجالات الدولة، وفي السطور التالية ملخص موجز لهذا الكتاب.
يعدّ كتاب “رسالة في التسامح” لجون لوك من الكتب صغيرة الحجم والغنية في المحتوى، إذ إنّه يقع في حدود (77) صفحة، يتحدث خلالها المؤلف عن التسامح من منظورين؛ منظور تاريخي، ومنظور أيدولوجي، كما أنّه يفرّق في مفهوم “التسامح الديني” بين التسامح الشكلي الذي يُقصَد به ترك كل دين وشعائره وقواعده الخاصة وشأنه، والتسامح الموضوعي الذي يُقصد به الاعتراف بوجود أديان أخرى على أنها ممكنة لعبادة الخالق.
إلى جانب ما سبق يُضمّن جون لوك كتابه هذا رؤيته حول وظائف السلطة السياسية وحدودها، وأنها غير مخوّلة للتدخل في شؤون العقيدة والعبادات، ولا يمكنها فرض قوانينها على الكنائس والدين الذي يُمارس فيها؛ لذا فإنّ مهامها تقتصر فقط على حماية الممتلكات المدنيّة وتسوية النزاعات في المجتمع المدني، أما الخلافات الدينية فلا حاجة لتدخل الدولة بها.
كما يُشير جون لوك إلى أنّه ترتبط بالتسامح ثلاثة ضوابط أساسية؛ وهي الخلاص، والكنيسة، والحاكم المدني، موضحًا تعريف كلّ منها على الصعيد الديني وعلى الصعيد السياسي؛ فمثلًا يقصد بالخلاص على الصعيد الديني الطريقة التي تتعلّق بالفرد وحده، ويمكنه من خلالها تطهير نفسه من الخطايا، لذا فإنّ الخلاص هو الذي يُهيئ نشوء التسامح في المجتمعات، أما على الصعيد السياسي فإنّ الخلاص هو ضمان أمن الدولة واستقرارها.
لذا يَخلُص المؤلف جون لوك في هذا الكتاب إلى أنّ التسامح شكّل قيمة إنسانية، نشأ من مجتمع تعددت فيه العوامل الثقافية والاجتماعية التي ساهمت في صبغ أوروبا بصبغة جديدة، فكان التسامح الديني الركيزة الأساسية التي اعتمدت عليها أوروبا للخروج من دائرة النزاعات والخلافات التي شهدتها في القرن السابع عشر، كما كان بمنزلة ضمان لتحقيق سعادة جميع الأفراد دون تمييز ونشر قيم المحبة والسلام بين مختلف الفئات.
_ المحاور الأساسية في كتاب رسالة في التسامح:
يقوم كتاب رسالة في التسامح لجون لوك على مجموعة من المحاور والأفكار الرئيسية والأساسية، منها ما يأتي ذكره:
_ بناء منظومة موحدة وواضحة تؤسس مفهوم التسامح بالاعتماد على فصل المهام بين الدين والدولة.
_ المساواة في الحقوق بين مختلف الطوائف الدينية.
_ ضرورة تخلص رجال الدين من الأوهام المُضللة التي تُحيدهم عن طريق الصواب، بالإضافة إلى الخروج من بنية التفكير الأحادي المطلق والتعصب الديني.
_ الغاية من التسامح تتمثل بإيجاد حلّ عقلاني للتخلص من الأزمات والصراعات التي شهدتها المجتمعات الأوروبية.