كتب

جسر الثقافات: قراءة تحليلية في كتاب الأدب العربي في اللغة الألبانية للدكتور فتحي مهديو

 

مقدّمة

في فضاء الدراسات الأدبية والعلاقات الثقافية بين العالم العربي وبيئات لغوية وثقافية أخرى، ينشأ سؤال مركزي: كيف يُستقبل الأدب العربي ويُترجَم إلى لغات مختلفة؟ وما هي العوامل التي تؤثّر في هذا الاستقبال، من حيث الترجمة والنسق الأدبي والنشر والتداول؟ يُعدّ هذا السؤال مفتاحاً لفهم أوسع من مجرد النقل اللغوي، بل لقراءة التحولات التي يمرّ بها النصّ الأدبي حينما يعبر حدود لغة وثقافة. وفي هذا السياق، يأتي الكتاب «الأدب العربي في اللغة الألبانية (1921-2021)» ليشكّل إضافة مهمة إلى المكتبة العربية، إذ يفتح نافذة على تجربة الترجمة الأدبية من العربية إلى الألبانية، ويُسجّل مئة عام تقريباً من هذا المسار الثقافي غير المألوف كثيراً في الأدب المقارن العربي.

يأتي هذا المقال ليتعرّف على هذا الكتاب، يستعرض بنيته ومضمونه، يعرض محاوره ومنهجيته، ثمّ يُقيم أهم نتائجه، ويقترح قراءات تحليلية ونقدية له، ويبيّن رمزيته في سياق الدراسات العربية والاستشراق.

التعريف بالكتاب والمؤلّف

المؤلف

الكتاب من تأليف الدكتور فتحي مهديو، أستاذ مختص في الدراسات الشرقيّة والترجمة والثقافة العربية في البلقان. وقد تولّى الإشراف أو الإنجاز لهذه الدراسة التي تغطّي ما بين عامي 1921 و2021. في مقاله المنشور في صحيفة «العربي» تحت عنوان «فتحي مهديو .. تذكير ألباني بالاشتغالات العربية»، يُشير إلى أن المؤلف ينتمي إلى الجيل المؤسِّس لقسم الاستشراق في جامعة بريشتينا بكوسوفو، وأن جهوده تتمحور حول نشر الدراسات العربية-الإسلامية في الثقافة الألبانية.

الكتاب

  • العنوان: الأدب العربي في اللغة الألبانية (1921-2021)
  • المؤلّف: فتحي مهديو
  • الناشر: الآن ناشرون وموزعون، أكتوبر 2022 (أو 2023 في بعض النسخ)
  • عدد الصفحات: وفق ما تحويه نبذة جرير – 528 صفحة في النسخة الإلكترونية.
  • وصف عام: الدراسة ترصد تاريخ الترجمة الأدبية من العربية إلى الألبانية عبر مائة عام تقريباً، تبدأ من عام 1921، مع أولى ترجمات القرآن الكريم إلى الألبانية (أو أول ثماني سور منه) كمدخل للانطلاق.
  • الغرض من الدراسة: تقديم منظور عام ومتكامل لترجمات الأدب العربي إلى اللغة الألبانية، ضمن الأجناس الأدبية: الشعر، النثر، الدراما، مع بحث العوائق والمحفّزات التي واجهت هذا النشاط.

أهمية الدراسة

الدراسة تكتسب أهميتها على مستويات عدّة، منها:

  1. البعد الاستشراقي
    فهي تسدّ فجوة بحثية في باب العلاقة بين الأدب العربي والمجتمع الألباني. ففي الثقافة الألبانية، كما يذكر الكاتب، هناك اهتمام بالتجربة العربية والترجمة، غير أن هذا المجال ظلّ يُعالج جزئياً ولم يُحظَ بما يستحقه من توثيق وبُنى تحليلية.
  2. ثقافة الترجمة الأدبية
    الدراسة ليست مجرد تعداد لترجمات، بل تدوين لمنهجية حركة الترجمة: ما الذي ترجم، من أي لغة إلى أي لغة، ومن أي بلد، ومن أي جهة؟ وما تأثير ذلك على استقبال الثقافة العربية لدى الألبان؟ وهذا يُعَدّ موضوعاً مهماً في الأدب المقارن والدراسات الثقافية.
  3. توسيع المدار المعرفي
    غالباً ما تُناقش ترجمات الأدب العربي إلى لغات عالمية كالإسبانية، الفرنسية، الإنكليزية؛ لكن نادراً ما نرى دراسة عن الترجمة إلى لغة أقل انتشاراً كالألبانية. هذه الدراسة تُوسّع المدار وتساهم في فهم الترجمة كظاهرة كونية متعددة الاتجاهات.
  4. تسجيل تاريخٍ ثقافي
    عبر تغطية الفترة 1921-2021، يوفّر المؤلف سجلّاً تقريبياً للنشاط الأدبي-الترجمي، مما يمكّن الباحثين من تتبّع التحولات التاريخية، والأوضاع السياسية والثقافية التي أثّرت في الثقافة الألبانية والعلاقة العربية-الألبانية.

بنية الدراسة ومناهجها

المنهج الزمني والمكاني

اختار المؤلّف الإطار الزمني من عام 1921 إلى 2021، باعتبار أن عام 1921 يمثل نقطة انطلاق لترجمة الأدب العربي إلى الألبانية، وقد وُجدت ترجمة في ذلك العام لأول ثماني سور من القرآن الكريم. ثم يتتبع النشاط على امتداد مئة عام تقريباً، مما يوفر سياقاً تاريخياً كاملاً.
من المنهج أيضاً أن المؤلّف راقب الصحف اليومية، المجلات الدورية، الإصدارات الخاصة، أبحاث المترجمين، وهو ما يشير إلى منهج أرشيفي موثّق.

من النوع الأدبي

الدراسة مقسّمة بحسب الأجناس الأدبية: يبدأ بالشعر، ثم النثر، ثم الدراما. هذا التقسيم يُتيح فهماً لنشاط الترجمة من حيث النوع: هل ترجمت في الأصل أكثر الشعر أم النثر؟ وهل الدراما أخذت حيزاً؟ وهل هناك فروق في الخلفيات أو التوقيت؟ هذا التقسيم مهم لأنه يسمح بتحليلٍ متجانس لكلّ جنس.

تحليل العوائق والمحّفزات

إلى جانب التوثيق، يركّز المؤلّف على العوامل التي حدّت من أو دفعت نشاط الترجمة: من دراسات أو من نقد أو من سياسة أو من ثقافة. فهو لا يكتفي بالتعداد، بل يُحاول أن يفهم «لماذا؟» و«كيف؟».

من منهجية البحث أيضاً:

  • استخدام المصادر الألبانية والعربية على حدّ سواء، بما في ذلك ترجمات عربية إلى الألبانية أو دراسات ألبانية في الثقافة العربية.
  • تسجيل بيانات الترجمة: من اللغة الأصل، إلى اللغة الألبانية، جهة النشر، تاريخ الترجمة، شكل النصّ (شعر/نثر/دراما)، عدد الصفحات أو النسخ إن وُجدت.
  • قراءة نقدية/تأملية لنشاط الترجمة: من حيث تأثر الأدب الألباني، أو ظهور أسماء مترجمين أو ناشرين، أو تأثير العلاقات العربية-الألبانية السياسية والثقافية.

محتوى الدراسة: أبرز المحاور

فيما يلي تلخيص لأبرز محاور الكتاب كما يمكن استنتاجها من النبذة والمراجع المتاحة، مع بعض التحليلات والتوسّعات.

أولاً: البدايات (1921 وما بعدها)

  • يبدأ المؤلّف من عام 1921، باعتبار هذا العام نقطة انطلاق ترجمة الأدب العربي إلى الألبانية، وقد ذُكرت فيه ترجمة أول ثماني سور من القرآن الكريم إلى اللغة الألبانية.
  • هذا المدخل مهمّ، لأن القرآن الكريم يُعدّ أول نص أدبي/ديني ينتقل من العربية إلى اللغة الألبانية، ويشكّل جسراً بين الثقافتين. المؤلّف يرى في ذلك «البذرة» التي ستنطلق منها ترجمات أدبية لاحقة.
  • في هذا الإطار، يُعرّج على ظروف الثقافة الألبانية في القرن العشرين، ما بين الحكم الملكي والحكم الشيوعي، والمستوى المتغيّر لحرية الثقافة والنشر. من ذلك أن الترجمة في الألبان تأخّرت نسبياً حتى ما بعد الستينيات، وفق ما ورد في تحليل الصحافة الثقافية الألبانية.

ثانياً: نشاط الترجمة في العصر الحديث

  • يتتبّع المؤلّف نموّ نشاط الترجمة بعد الستينيات والسبعينيات، مع ظهور مجلات وصحف ورقية أو دوريات ثقافية في ألبانيا وكوسوفو، وتعاون بين الجامعات والمؤسسات الثقافية العربية-الألبانية.
  • ضمن ذلك، يُفرّق المحور بين ترجمة الشعر العربي، ترجمة النثر (قصصاً، روايات، مقالات)، وترجمة النصوص الدرامية أو المسرحية. هذه الفروق تكشف عن اتجاهات المترجمين الألبان: هل لديهم ميل إلى الشعر العربي؟ أم إلى الرواية؟ وهل يوجد اهتمام بالنثر المختلط أو النقد؟
  • أيضاً يفحص المؤلف الجهات التي قامت بالترجمة: هل كانت جامعة؟ جمعية ثقافية؟ ناشر خاص؟ وهل كان هناك دعم مالي أو دولي؟

ثالثاً: العوائق والمحـفّزات

  • يركّز الكتاب على ما يعوق نشاط الترجمة من العربية إلى الألبانية: لغـم اللغة (حيث العربية لغة المصدر، والألبانية لغة مستقبلة أقل شهرة دولياً)، القيود الثقافية أو السياسية في ألبانيا (خصوصاً في فترة الحكم الشيوعي)، ضعف التمويل أو الوعي المؤسسي، نقص النشر أو الترجمة المعتمدة. مثال: في كوسوفو، كان وجود نسخة من القرآن في أي بيت أثناء الحكم الشيوعي يُعدّ أمراً قد يقود صاحبه إلى السجن.
  • من المحفّزات: رغبة الألبان في الاطلاع على الثقافة العربية، العلاقات الأكاديمية بين الجامعات العربية والألبانية، دعم الترجمة من جهات عربية أو دولية، انتشار اللغة العربية والدراسات الإسلامية في البلقان.

رابعاً: نتائج النشاط وترجماته

  • يسجّل المؤلف عدداً لا بأس به من الترجمات أو محاولات الترجمة، ويشير إلى اتجاهات: مثلاً، أن الشعر يُشكّل نسبة كبيرة من الترجمات في بدايات النشاط، ثم صعد النثر والرواية.
  • يشير إلى أن بعض الترجمات أعيدت طباعتها، أو أن بعض النصوص العربية أصبحت مادة دراسية في الجامعات الألبانية كجزء من الثقافة العربية.
  • كذلك يشير إلى أن المترجمين الألبان أصبحوا يشكّلون جيلًا مثقّفاً مهماً، وأن هناك مؤسسات أكاديمية تهتمّ بالدراسات العربية في البلقان، مثل قسم الاستشراق في جامعة بريشتينا.

خامساً: قراءة تأملية وتحليليـة

  • يقدّم المؤلّف نظرة تأملية حول مدى تأثير الترجمة على الأدب الألباني: هل تُعدّ الترجمة مجرد نقل نص؟ أم أنها تدخل في بناء معرفي للثقافة العربية لدى الألبان؟ وما مدى تحول النص الأصلي أو إعادة صياغته في السياق الألباني؟
  • كذلك، يناقش ما إذا كانت الترجمة قد أثّرت في الأدب الألباني ذاته: هل أصبحت هناك أعمال ألبانية مستوحاة من العربية؟ هل تغيّرت بعض الأساليب أو الموضوعات نتيجة هذا التواصل؟
  • كما يناقش مدى وجود حركة نقد أدبي أو دراسة أكاديمية لترجمة الأدب العربي إلى الألبانية، وإلى أي حدّ يمكن تصنيفها ضمن الأدب المقارن أو الدراسات الثقافية.

تحليل موضوعي ونقدي

الإيجابيات

  1. توثيق نادر ومهمّ
    نادراً ما نجد دراسة عربية تغطّي تجربة ترجمة الأدب العربي إلى لغة مثل الألبانية، لذا يُعدّ هذا الكتاب مرجعاً أولياً مهمّاً للمستقبل، ويملأ فجوة كبيرة في المكتبة العربية.
  2. منهجية واضحة وتقسيم موضوعي
    تقسيم الكتاب إلى أجناس أدبية ومنهج أرشيفي يوفّران خريطة واضحة للباحثين عن هذا المجال. كذلك اختيار فترة مئة عام يتيح التحليل التاريخي وتتبّع التحولات.
  3. ربط اللغة، الأدب، والثقافة
    ليس الدراسة مجرد تاريخ للترجمة، بل تُعالج البعد الثقافي والسياسي واللغوي، مما يجعلها متعددة الأبعاد.
  4. إشارة إلى مؤسسات وجيل البحث الألباني
    من المفيد أن المؤلف لم يتوقّف عند الترجمة فقط، بل أشار إلى الجامعات، الأقسام، الباحثين في الثقافة العربية-الألبانية، مما يزيد من قيمة العمل كموسوعة أولى في هذا الاتجاه.

الملاحظات والنقاط التي يمكن تطويرها

  1. محدودية الوصول إلى بعض المصادر؟
    بما أن اللغة الألبانية قد تكون غير متاحة على نطاق واسع لدى الباحث العربي، فمن المحتمل أن بعض الترجمات أو الوثائق لم تكن متيسّرة بالكامل. قد يكون من المفيد أن يُرفق المؤلف جدولاً كاملاً أو قاعدة بيانات مفتوحة لهذه الترجمات.
  2. عمق التحليل الأدبي
    الدراسة توثيقية بقدر كبير، ما يُعدّ إيجابيّاً، لكن من زاوية الأدب المقارن يمكن أن يُتوسّع أكثر في تحليل النصوص المترجمة: كيف تغيّرت؟ ما حجم التناصّ بين النص العربي والنسخة الألبانية؟ ما أثرها في الجمهور الألباني؟
  3. التداخل مع الترجمة من لغات وسيطة
    في بعض الحالات، قد تُترجم النصوص العربية إلى الألبانية عبر لغة وسيطة (مثل الإنجليزية أو التركية)، وهو أمر يحتاج توضیحاً وتحليلاً، لكن قد يكون هذا الجانب أقل وضوحاً في الدراسة إن لم يُوثّف بدقة.
  4. تأثير الأدب المترجم على الأدب الألباني المحلي
    بينما يشير الكتاب إلى هذا الموضوع، ربما يمكن للبحث القادم أن يعمّق السؤال حول العضوية الثقافية: هل الترجمة شكّلت تغيّراً حقيقياً في الأدب الألباني؟ هل ساهمت في إنتاج نصوص ألبانية مستوحاة أو متجاوبة مع العربية؟ هذا من مجالات البحث المستقبلي.
  5. أثر الرقمية والنشر الإلكتروني
    في العصر الحديث (منذ العقد الأخير) تتغيّر أدوات النشر والترجمة بفضل الإنترنت والمنصّات الرقمية – ربما يستحق الأمر تحليل تأثير هذا التحوّل في الترجمة العربية إلى الألبانية (أو نشرها). إن لم يُغطّ الكتاب هذا الجانب، فهو مجال للتوسّع.

دلالات أوسع: الترجمة والأدب العربي في البلقان

إن دراسة ترجمة الأدب العربي إلى الألبانية تمتدّ إلى دلالات أوسع:

  • التواصل الثقافي العربي-الألباني: اللغة الألبانية تحمل تاريخاً معقداً، إذ مرت بفترات استقلال، شيوعية، انتقال، وعلاقات مع العالم الإسلامي. هذا التأرجح جعل الثقافة العربية تُعَدّ بعداً هامّاً لدى الألبان والمسلمين في البلقان. دراسات مثل هذه تسهم في فهم كيف دخل الأدب العربي ـ شعراً ونثراً ـ في الحقل الثقافي الألباني.
  • اللغة والترجمة كلغة اتصال ثقافي: الترجمة ليست مجرد نقل نص، بل هي وسيط بين ثقافتين. في سياق ألبانيا، وهي دولة ذات غالبية مسلمة وكذلك أقليات، فإن الترجمة تساهم في بناء هوية ثقافية تربط بين العربية والإسلام والبيئة المحلية.
  • الأدب المقارن والدراسات الشرق-أوروبية: غالباً تتناول الأدب العربي علاقاته باللغات العالمية الكبرى؛ أما أن يدخل مجال الترجمة إلى لغات أصغر كالألبانية، فهو يوسّع مدار الأدب المقارن ويطرح أسئلة عن الاستقبال والتلقي في بيئات أقل ظهوراً.
  • التاريخ السياسي والثقافي للأدب: في البلقان، مرت الثقافة بمراحل من القمع (خصوصاً في عهد الشيوعية في ألبانيا) ثم بالتحول والفتح نحو الثقافة العالمية. ترجمة العربية إلى الألبانية لا تنفصل عن هذا السياق السياسي والثقافي. مثلاً، كما ذكرت الدراسة، وجود نسخة من القرآن في أي منزل في الشيوعية كان ينطوي على خطر.
  • إثراء المكتبة العربية: من خلال دراسة حراك الترجمة من العربية إلى لغات أقلّ شهرة، يمكن للمكتبة العربية أن تستفيد من معرفة هذا المسار، وتفتح أبواباً جديدة للبحث والتعاون الثقافي الدولي.

توصيات للباحثين والمهتمّين

استناداً إلى هذا الكتاب وتحليله، يمكن اقتراح ما يلي:

  1. إعداد قاعدة بيانات مفتوحة للترجمات العربية-الألبانية: توصية مهمة أن يُنشأ ملف أو سجل مع معلومات كاملة (المترجم، السنة، النص الأصلي، النص المترجم، الناشر، عدد الصفحات، ما إن أعيدت طباعتها…) كي يستفيد منه الباحثون.
  2. دراسات مقارنة بين النص الأصلي والترجمة: مندفعاً لما أشرنا إليه، يمكن لبحوث مقبلة أن تختار نماذج من الترجمات – شعراً أو نثراً – وتحلل التغييرات التي وقعت في الترجمة: الحذف، الإضافة، التكييف الثقافي، الترجمة الحرفية أو التأويلية.
  3. التأثير في الأدب الألباني الأصلي: بحث في مدى أن الترجمة العربية ساهمت في تغيّر موضوعي أو شكلي في الأدب الألباني: هل ظهرت مواضيع عربية في الرواية الألبانية؟ هل اقتُبس أسلوب عربي؟ ما رد فعل النقد الأدبي الألباني؟
  4. دراسة العوامل السياسية والثقافية: كمّل العمل بتحليل كيف أثّرت التحولات السياسية (مثل حقبة الشيوعية، الحروب في يوغسلافيا، استقلال كوسوفو) على حركة الترجمة والنشر.
  5. تحليل نطاق الترجمة الرقمية: في السنوات الأخيرة، مع ظهور الإنترنت، قد باتت الترجمة والنشر أكثر سهولة. يمكن تحليل ما إذا كانت الترجمات العربية-الألبانية تنشر إلكترونياً، وهل تغيّر هذا الوضع طبيعة الترجمة أو التوزيع؟

خلاصة

إن كتاب «الأدب العربي في اللغة الألبانية (1921-2021)» للدكتور فتحي مهديو هو عملٌ مرجعيٌّ هامٌّ في حقل الدراسات العربية والترجمة والثقافة البلقانية. من خلال تتبعه لنشاط الترجمة الأدبية من العربية إلى الألبانية على مدى مئة عام، وتقديمه لتصنيف موضوعي حسب الأجناس الأدبية، وتحليله للعوائق والمحفّزات، فإنه يوفر رؤية شاملة تسهم في الفهم العلمي للظاهرة. ورغم أن هناك بعض المنغصات – مثل العمق التحليلي المحدود لبعض الترجمات أو إمكانية توسيع قاعدة البيانات – فإن ما حقّقه المؤلّف يبقى إنجازاً لا يُستهان به.

للباحثين والمهتمين بالأدب المقارن أو الترجمة أو الثقافة العربية في البلقان، فإن هذا الكتاب يُعدّ منطلقاً قيّماً، ويُوصى بأن يُضاف إلى مراكز البحث والمكتبات الجامعية. كما أن توصياته تشكّل خارطة طريق للبحوث القادمة في هذا المضمار.

لمعرفة المزيد: جسر الثقافات: قراءة تحليلية في كتاب الأدب العربي في اللغة الألبانية للدكتور فتحي مهديو

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك الإعلان هنا
تواصل معنا لوضع إعلانك
زر الذهاب إلى الأعلى