يُعد كتاب “رسالة من السماء” للدكتور عبد الله المطيري عملًا تأمليًا إنسانيًا عميقًا، يحمل بين صفحاته دعوة للعودة إلى الذات، والبحث في دهاليز الروح عن نور يهدي الإنسان نحو الطمأنينة والسلام. صدر الكتاب عن دار أوستن ماكولي عام 2025، ويقع في حوالي 110 صفحات من اللغة الهادئة العذبة التي تمزج بين الفلسفة والروحانية والأدب التأملي.
مضمون الكتاب
يندرج هذا العمل ضمن فئة كتب التنمية الذاتية والروحانية، حيث يقدم فيه الدكتور المطيري مجموعة من الرسائل القصيرة، يوجهها القارئ إلى نفسه، وكأنها رسائل قادمة من السماء، تنبهه إلى المعاني المنسية، وتوقظه من غفلة الحياة المتسارعة. يتناول الكتاب موضوعات مثل: الصمت، والاعتذار، والموت، والكتابة، والترجمة، والشكر، والهدية، والتوقع، والاستكشاف، والاستشراف، وغيرها من المفاهيم التي تشكل جوهر التجربة الإنسانية.
التأمل واللغة
يستخدم المطيري أسلوبًا رشيقًا، يمتزج فيه الأدب بالحكمة، والبلاغة بالتبسيط، بحيث يصل إلى القارئ بسلاسة، لكن يترك أثرًا عميقًا في داخله. الجمل قصيرة ولكنها محمّلة بالمعنى، وتُصاغ في أحيان كثيرة بأسلوب يشبه الخواطر أو الرسائل الشعرية، مما يضفي على الكتاب طابعًا وجدانيًا خاصًا.
أهداف الكتاب ورسائله
يهدف “رسالة من السماء” إلى إعادة الاتصال بين الإنسان ونفسه، وبين الإنسان والخالق، من خلال تذكيره بقيم إنسانية وروحية عليا. ومن أبرز الرسائل التي يوجهها الكتاب:
- أن في الصمت حكمة، وفي الإصغاء حياة، فليس كل ما يُقال يستحق الرد، وليس كل ما يُفكر به يُقال.
- أن الاعتذار شجاعة، والتسامح قوة، وأن التواضع زينة العقلاء.
- أن الموت ليس نهاية، بل بداية وعي جديد، وتقدير للحياة بمعانيها الكبرى.
- أن الشكر فضيلة تُبدل المِحن إلى نعم، وترفع الإنسان فوق همومه.
- أن التوقعات تقود إلى خيبات، بينما التسليم يفتح أبواب الراحة.
قراءة وجدانية
يمضي القارئ في صفحات الكتاب وكأنه في رحلة استبطانية، يتوقف عند كل فكرة ليتأملها، ويعيد صياغتها في ذهنه بما يناسب تجربته الخاصة. فلكل قارئ مع هذا الكتاب تجربة مختلفة، تبعًا لما يعيشه من ظروف وما يحمله في قلبه من أسئلة.
وقد وصف الدكتور المطيري في لقاء صحفي مع “العربية.نت” هذا الكتاب بأنه تجربة فكرية تحتوي على تأملات في موضوعات “الصمت، الاعتذار، الموت”، وغيرها، مشيرًا إلى أن الهدف من الكتاب هو “التماس الجانب الروحي من التجربة الإنسانية”.
أهمية الكتاب في زمننا
في عالم اليوم المليء بالضجيج، تبرز أهمية هذا الكتاب كدعوة إلى التباطؤ، والتأمل، والعودة إلى الذات. كثير من القراء رأوا فيه صديقًا في لحظات الضعف، ومرآة في أوقات الحيرة، ونافذة أمل حين تشتد العتمة. إنه كتاب لا يُقرأ مرة واحدة، بل يُعاد فتحه كلما ضاقت الروح، وكأن رسائله تتجدد مع كل قراءة.
تقييمات القراء
حصل الكتاب على تقييمات إيجابية على مواقع القراءة مثل “أبجد” و”جودريدز”، وأشاد الكثيرون بلغته الرقيقة وتأثيره العميق. من بين ما كُتب عنه:
- “هذا الكتاب أنقذني من دوامة أفكاري.”
- “كل رسالة فيه تشبه قبسًا من نور.”
- “يجعلني أفكر في أشياء لم أكن ألاحظها في حياتي اليومية.”
الخاتمة
“رسالة من السماء” ليس مجرد كتاب، بل هو رفيق تأملي يُخاطب الروح ويهمس للقلب. بأسلوبه البسيط العميق، ينجح الدكتور عبد الله المطيري في أن يمنح قارئه لحظة صمت وسط ضجيج الحياة، ويوجه أنظاره نحو السماء، لا ليهرب من واقعه، بل ليستلهم منه ما يعينه على مواجهته بروح متزنة وعقل صافٍ وقلب ممتلئ بالسلام.
إنه كتاب جدير بالاقتناء، وإعادة القراءة، والاحتفاظ به في مكان قريب من متناول اليد والقلب معًا.
لمعرفة المزيد: رسالة من السماء – قراءة تأملية في كتاب الدكتور عبد الله المطيري
